الأكاديميون والأماميون الجدد
إستيقض الإنسان اليمني بكل فئاته وشرائحه في ال21 من سبتمبر 2014 على كارثة سياسية و اجتماعية كانت مخفية تحت ركام السنين التي حكمنا بها نظام المخلوع علي صالح الفاسد بعد انقلابين قادهما ضد مشروعا تغيير وطنيين تاريخيين  هما "حركة 13 يونيو في 77 و ضد الوحدة اليمنية في 94 "من القرن الماضي فوجدناه يرمي بالجيش الموالي له ألخدمة العدو الأول لليمنيين وحريته وتقدمه وهم الأماميون الجدد الذين يستجرون أوهامهم بعودة الإمامة التي ثار عليها اليمانيون عام 1962 وبوجه أبشع هو وجه الولي الفقيه السلالي العنصري الفارسي الذي آتى به الخميني بالتحالف مع المشروع الصهيوني ضد الأمة العربية.

 

 

هذه الجماعة المسلحة التي التقت مصالحها مع حقد المخلوع صالح على اليمنيون الذي ثاروا عليه في فبراير 2011 جعلتهم يتصدرون المشهد بقوة السلاح وشدة البطش ودعم أجهزة نظام المخلوع التي استمرت تدير اليمن رغم إختيار رئيس جديد لليمن في فبراير 2012.

 

 

قوة هذه الجماعات بالجهلة الذين يلتفون حولها ويتبعون خرافاتها وأوهامهم السلالية التي يربطوها بالدين وعدوهم الأول هو العلم والعلماء ولذا فكان هدفهم الأول هو السيطرة على المؤسسات التعليمية و تحويل المدارس إلى ثكنات عسكريه و مخازن أسلحة واجتياح الجامعات بقوة السلاح والسيطرة عليها ماليا و إداريا بأدواتها وأتباعها والوصوليين الذين يعملون مع من يدفع في كل زمان و مكان, لكن الجامعات كانت الحائط الصلب الذي وقف ضدهم وثار عليهم كما ثار على زعيمهم المخلوع قبلهم بالتحام الطلاب مع أعضاء هيئة التدريس فما كان منهم إلا البدء باعتقالات طالت العديد من الأكاديميين والتهديد والوعيد لكل من يقف ضدهم بشخصه و أسرته لانهم لا يترددون في استخدام كل الوسائل القذرة لإخضاع المختلفين معهم لإرادتهم أو على الأقل تحييدهم فسبب ذلك صمت العديد من الأكاديميين ليس خوفا على أنفسهم بل على أسرهم و أبنائهم من بطش الجماعة التي وصل بهم الحال إلى إخراج الأسر من المنازل وتفجيرها بالديناميت كما فعلوا بدور العبادة ومقرات المعارضين لهم.

 

 

كما قامت هذه الجماعة و بتسهيل من الدولة العميقة لنظام المخلوع صالح بالاستيلاء على كل المؤسسات المالية والمصرفية والتحكم بالمال العام ابتداء من البنك المركزي اليمني وانتهاءً  بالمؤسسات الإيراديه والصناديق وسخروها لصالح حربهم على الوطن ارض و إنسان.

استنزفوا كل مدخرات الدولة اليمنية وأوصلوا اليمن إلى إفلاس كامل فعجزوا عن دفع المرتبات بعد أن سحبوا كل الأموال من عملة يمنية و أجنبيه ونقلوها إلى مخابئهم الخاصة.

 

 

اليمنيين كلهم باستثنائهم هم ومقاتليهم أصبحوا رسميا بدون رواتب ولا أي مصدر دخل أخر والأكاديمييون في الجامعات رغم علو مستوى شهاداتهم العلمية إلا أنهم لم يكونوا يملكوا مدخرات خاصة تقيهم الحاجة في مثل هذه الأيام ببساطة لان نظام المخلوع صالح  جعل مرتباتهم هي الأدنى والتي تتراوح في أحسن الأحوال لحاملي شهادة الدكتوراه مع كل المستويات بين ألف واقل من ألف وخمسمائة دولار والاسوأ من ذلك انه حرم الأكاديميين من السكن حيث تجدون الأكاديميين يدفعون الجزء الأكبر من مرتباتهم للإيجارات والجزء الآخر للغذاء و الدواء بحده الأدنى وبديون كمان.

 

 

الجماعات الحوثيه وحليفها جيش المخلوع صالح أصدروا مبكرا قرارات بفصل و إيقاف مرتبات العشرات من الأكاديميين المعارضين للانقلاب ومنذ سبتمبر الماضي توقفت مرتبات كل الأكاديميين اليمنيين فتوقف مصدر الدخل الوحيد لهم وحلت عليهم وعلى أسرهم الكارثة ولم ينجوا منها إلا من لديهم عمل خاص أو مهنة تدر للمتخصص فيها بدخل أخر مثل الأطباء وماعدا ذلك فلا يجيد غير مهنة التدريس والبحوث.

 

 

أمام هذه الحالة ومن باب الإيمان في  (أن العمل شرف و أن العمل حياة) فما كان من قلة من المحضوضين إلا مغادرة اليمن و البعض بحث عن عمل يجني منه ما يسد به رمق أولاده فوجدنا من عمل خبازا و حمالا و مباشر في مطعم ولكن الأغلبية قرروا أيضا المواجهة بجانب هذه الحلول المؤقتة  بالثورة على هذا الظلم فقاد الأكاديميون حركة الاضرابات وتوقفت العملية التعليمية في الجامعات بعد صبر لاربعة شهر على أمل ان تصرف المرتبات فكانت صرخة صفوة المجتمع محركا لإضرابات و حركات احتجاجات في المرافق و المؤسسات اليمنية الأخرى التي تقع تحت سلطة الانقلابيين.

 

 

اليوم الاضراب الشامل يشل الجامعات و الحكومة الشرعية تستعيد عافيتها بفضل صمودها و انتصارات الجيش الوطني مسنودا بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وهاهي تتمكن من طبع العملة وإيصالها الى العاصمة المؤقته عدن وتتمكن من إستلام كشوفات الرواتب ومراجعتها لتبدأ خلال الأيام القادمة بصرف الرواتب من شهر ديسمبر 2016م، عبر شركات صرفة معتمدة مما سيعيد الحيوية والنشاط للجامعات وكذا دفع مستحقات زملائنا مبعوثي الجامعات للدراسات العليا في الخارج الذين ايضا هم عانوا الأمرين من قطع مستحقاتهم والغربة مع أسرهم وبالطبع تسليم المرتبات والمستحقات سينقذ للأكاديميين والباحثين سينقذهم ن هذا الوضع المحزن و سيحررهم من قبضة الجماعات الانقلابية التي حاولت إخضاعهم لسيطرتها بالتجويع ولكنها فشلت لان عقل اليمن ومخزونها الكبير يمثله الآلاف من علمائها الأكاديميين والباحثين في الجامعات اليمنية والمهجر الذين بعقولهم سيعاد بناء اليمن الجديد.

 

* المنسق العام للمنتدى الاكاديمي الوطني

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص