من أصنام قريش إلى صنمية بني هاشم

وقفت قريش للدفاع عن أصنامها وتماثيلها بكل قبائلها ومكوناتها ،  حتى بني هاشم أنفسهم وقفوا مع قريش للدفاع عن أصنامهم في مكة بعد أن جعلوها آلهة لهم ، وتأتيها الحجيج من كل القبائل العربية رغم معرفتهم إنها أحجار وتماثيل مثل بقية الأحجار التي لا تسمن ولا تغني من جوع لكنهم استماتوا في التمترس والدفاع عنها ليس حباً فيها أو خوفاً من أن تصيبهم لعناتها في حال تخلوا عنها،  فعبدالمطلب زعيم قريش وقريش بشكل عام أول من تخلوا عن مكة واصنامها وكل ما فيها حين غزاها ابرهة ، ولم يكلفوا أنفسهم جهداً سوى قول عبدالمطلب أنا رب إبلي وللكعبة رب يحميها و لم تكن قريش ومكة في ذلك الحين قد أخذت موضعها ومكانتها بين القبائل إلا بعد إشاعة حادثة الفيل بين العرب ، والتي مكنت مكة وقريش من إكساب مكانتها وقداستها لتصبح ذات قداسة ومقصداً للتجار والحجيج ومنتدى لتبادل الشعر بين العرب ، ليكون سوق عكاظ أكبر مركز للتبادل الثقافي والتجاري بين العرب وذلك ما جعل قريش تبجل أصنامها وتفرض امتيازاتها على العرب بعد تقاسم الامتيازات والمهام فيما بينها ، وذلك ما جعلها تتمترس في الدفاع عن أصنامها التي تقف امتيازات قريش وكهنتها خلفها ، والتي صارت تخدع عامة العرب بقدسيتها وقدسية أصنامها ، ولذلك عملوا على تهجير محمد وأصحابه إلى المدينة لأنه أتى بمبدأ العدالة والمساواة ورفع الظلم والاستغلال عن بني البشر.

وعندما أتى لفتح مكة أمر بتحطيم أصنام قريش ، ليس لكونها تماثيل كان يعبدها القرشيين ،  أو لأن العرب سيعبدونها بعد سطوة الإسلام وسيادته ، كون عودة الوثنية صارت مستحيلة بعد فتح مكة وإنما لهدم رمزية الاستغلال والتسلط الذي كانت تفرضه قريش وكهنتها على العوام من خلف تلك الأصنام باسم آلهة مكة  ، إضافة إلى هدم رمزية الخرافة التي كان يروجها كهنة قريش لجني أرباح طائلة من خلفها.

فأصنام وتماثيل قريش لم تكن رموزاً لآبائهم وأجدادهم وملوكهم حتى تعد رمز حضارياً لهم فأسمائها لملوك أشوريين ويمنيين كالتبابعة ملوك سبأ وحمير. فاللات والعزى ومناة أسماء لملكات مملكة أشور في بابل والذي يعتبرن حفيدات للملوك يغوث ويعوق ونسرا والذي نزل في مملكتهن الملكان هاروت وماروت وعاصرنهن .  

قامت قريش باستجلاب تماثيلهم إلى مكة ونصبتها آلهة لها في محاولة لمنافسة مكة لمعبد" إل مقه " في اليمن ولذلك جعلت أسماء أشهر تماثيلها التي نصبتها كآلهة لقريش أسماء لرموز مملكة أشور مستغلة بداية الضعف للإمبراطورية الحميرية والتي بانهيارها تمكنت قريش من السيطرة على المركز الرئيسي لمرور القوافل التجارية المتنقلة من البحر العربي والإمبراطورية الحميرية جنوباً والإمبراطورية الرومانية شمالاً وإمبراطورية فارس شرقاً.

استغلت قريش موقع مكة على طريق القوافل التجارية  وصارت تروج لآلهتها وأصنامها عبر الرحلات التجارية والتي لم تكن سوى رموز تذكارية قبل أن تجعل منها قريش الهة ولذلك أصبح سوق عكاظ وتجارة قريش تنموان وتتسعان عقب انهيار الإمبراطورية الحميرية لتفرضان امتيازاتهما وتسلطهما على القبائل العربية بأصنامها المقدسة.  

لكنه بمجرد أن فتحت مكة وحطمت أصنامها ظهرت صنمية بني هاشم كآل وأتباع وكهنة ورجال دين وأصحاب دعوى الحق الإلهي والتي استفحلت في القرن الثاني والثالث الهجري، وكأن الإسلام أتى لتحطيم أصنام قريش ليصنع من بني هاشم أصنام بديلة لتماثيل قريش ،  وكأنه لم يأتي لرفع الاستغلال والظلم والتسلط عن بنوا البشر. وبعد أن جعل الهاشميين من أنفسهم أصنام وآلهة جعلوا من الإسلام أداة للتسلط واستغلال البشرية وكأنهم أبناء الله أو من يقربون الناس اليه زلفاً بنفس منطق ولغة قريش التي كانت تقول عن أصنامها إنها تقربهم اليها زلفا وبذلك أقرنوا ظلمهم وطغيانهم بطاعة وعبادة الله فصاروا يتسربوا إلى الأقطار كشياطين مقدسة تنثر لعناتها على الشعوب والأمم التي ينزل فيها الهاشميين.  

حتى إنه لا يوجد شعب من الشعوب نزل بها أحد الأصنام الهاشمية إلا وحلت عليها الحروب والابادات والمجازر الجماعية والمجاعات والتشرد والكوارث والانقسام المجتمعي والذي يعد اليمنيين من أولى وأكثر الضحايا تلك اللعنة الشيطانية المقدسة والتي حلت عليه في القرن الثالث الهجري بحلول الصنم الهاشمي واللعنة الشيطانية يحي ابن الحسين الرسي  ، الذي جعل من نفسه وسلالته صنما بديلاً لأصنام قريش ليتناسل هو وسلالته لعنات على هيئة أصنام هاشمية إلى اليوم.

وما الحرب القائمة في المنطقة العربية إلا إحدى اللعنات الشيطانية التي نبتت في الشعوب على هيئة أصنام هاشمية تنثر شرورها وإجرامها بكل حقد وانتقام ،  من بيروت إلى بغداد ومن دمشق إلى صنعاء ، حتى تقبل الشعوب بعبادة أصنام بني هاشم كحسن نصرالله وسلالته في لبنان ،  ونوري المالكي وحشده في العراق وبشار وسلالة العلويين في سوريا ، وعبدالملك الحوثي والهاشميين في اليمن تحت دعوى اصطفاء الأصنام الهاشمية وحقها الإلهي في التسلط على  الشعوب وإستعبادها.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص