لمَ الإعدام يا صنعـاء...؟!


بينما يسعى مريدوك في هذا العالم عازمين على تعليق حكم الإعدام في محاكمهم,طمسه من قواميسها البيضاء الناصعة و تنقيح دساتيرهم من بنودٍ مرعبة لتكون أكثر إنسانية وسماوية في آن ,مستعيضين عن حكم الإعدام بالسجن , إلا أنّ قوى بوهيمية قاتلة هيذي بوحشيةٍ تعيده للواجهة.
أين..؟!
في العُليا ,ناطحة الملائكة,صنعاءُ مسيحةُ الغيوم.!!
وعلى من..؟
على أشحِّ أنهارِ حبر اليمن اندفاقا وأعذبها جميعا , على كاتبٍ مكتهل في ثمالة السنين.ِ.يا ,أبانا, في السموات !

لمَ الإعدامُ, ياصنعاء,لماذا..؟!
لطالما قالوا عنكِ إلهامَ القصيدةِ والرواية,وذا الجبيحي واحدا من مُلـهَميكِ المخلصين..كم قرويٌ بليد أتاك ,يا مليحة, و ثيابه مجعّدةً تفوح زهمةَ الحقين وروثَ البقر ليغادرك كاتباً في حقيبته جرائدا ومؤلفاته بمداد صنعاء الحالي..؟!
فلم جحدتِ هكذا فجاة وطفقتِ رميهم في خلجاتك القاتمة..!
صنعاءُ يا أيها العالم, صارت جونتانامو أشدَ قتامةٍ ومِحنة , غدت قلعةُ زنازنٍ باردة تلتهم الصحفيين يوما بعد آخر.

يا الله,ياصاحبي القريب إن صنعاءنا الجالسة أعلا سُمارة تُمَشط شعرها قصائداً طويلة سُحرت _فكيف رضيت أنت _وانقلبت صبية شمطاء تعقُد المشانقَ وتنفثُ رعبها في أرجاء البلده ..!
لقد مسّها الاشباحُ فارقِها ياشافي. ارقِها بنفسك الآن وطهرها من تعاويذِ سحرهم لتنجبَ الشعراء من جديد , نظفها من كل أصنافِ الطيوف ليكون لي مساحة شاسعة مِن حرية التعبير .وإذا ما أناملي سجدت على صفحةٍ بيضاءَ تكتب لا أكون مضطرا لربط عضويَ بالقماش فلا يتسرب مائي الأجاجُ من فجيعة .ثم آتيك,يا إلهي, مُصلّـياً لا تفوح ملابسي برائحة اليوريا الخانقة..!!.

لم يحدث في كل تأريخ صنعاء واليمن أن حُكمَ على كاتبٍ بالإعدام حتى تقافز شعثُ الابستمولجيا فيها قبل عامين وحتى إعدام الصبي عمر باطويل في عدن,كذلك لم يشهد العالمُ الحديثُ هكذا بربرية وظلم إلى حين مجيء داعش وإعدامه لصحفييَن تونسييَن مستهل يناير/كانون ثاني 2015!.

لذا يا أبي,أعدّ نفسك,جيداً, بالصبر ,إذ لا يُستبعد أن تشاهدني مُدلى على مشنقة في نشرة المساء , بلا ملامحَ واضحة.
لا تبكي يا نبيُ حينئذ لتُعيدَ سيناريو والد أشرف فياض ,ابتسم فحسب ,قبل وجنتي أمي الباكية ولتنجبا صبيا قارضا للكتب.. فلا تزالا شابين.
جبيحي 

يا, عجوز, ماذا فعلت لهم ليرسلوكَ إلى الخلود بلا إمهال; ظانيين أن بفعلهم الوضيع ذاك يقتلونك, وأنت يحيى دمكُ مقدسٌ بالقتل يحيا. أنت أدرى بما قاله شكسبير عنك وعنّا رفاق حرفِك..!
حاكموك في الخفاء لأنك طاهرٌ و بريء ,كيف تكون مخبرا الآن وأنت في أرذل ال
عمر وقد انفقت شبابك في حفظ أسرار الدولة لعقدٍ من الزمن؟!
عملتَ رئيساً لدائرة الشئون الصحفية واﻹعﻼمية برئاسة الوزراء منذ 1998 ‏وحتى يوم اختطافك وما سمعنا عن معلوماتٍ سريّةٍ سُرّبت!
ليتهم يعلمون بإن أستاذَ الصحافة لا يمكن في حال من الأحوال أن يصير جاسوسا لدولة معادية,فضميره أزهد من أن يبيع بلاده بأية قيمة وإن كانت مغرية.
أعلمُ يا ,جبيحي,بأنهم حكموك إعدما لا لإنك مذنب إنما لـيَظـهَروا أكثرَ طهرا أمام الجيل القادم وقد دفنوا ذاكرةََ الدولة ,صندوقَها الأسود!!

يا زميل,قبل أن أبعثَ لخاطفيكَ رسالةً أخيرةً عنك,سأقولُ لابنتك الجميلة" سحر" :لا تحزني فأباكِ ليس أقلّ مِن ابنِ المقفع و مولانا الحلاج حتى لا يُحشر معهم منتصباً إلى جوار ابن رشدٍ وغاليلو يتقدهم يسوع و سقراط العظيم.

يا حكام صنعاء,سلطة الأمر الوقع الغير محترمة:
لا يكفي أن تواجهوا " قوى العدوان " ,كما تسمونها, بالسلاح وصواريخ بعيدة المدى كونوا أكثر إنسانية منها يا ذئاب واسحبوا حكم إعدام البريء يحيى عبدالرقيب الجبيحي فها هي محكمة سعودية تتراجع عن تنفيذ إعدام أشرف فياض وكانت قد اعتقلته في يناير/كانون ثاني من عام 2013 بتهمة الرّدة الإهانة للذات الإلهية وللرسول محمد, ويقال لأسبابٍ أخرى تعسفية, بعيدة كل البعد عن الدين.بحسب منظمات حقوقية.
وإن كانت محكمة "أبها" أحجمت عن إعدام فياض مكتفية بلسعه ثمان مائة جلدة على مراحل والسجن ثمان سنينَ كاملة ;فالتبادروا للتأنسنِ قبلها,ولتفتحوا أقبية العاصمة هامسين بلطف في آذانِ الغرباء"إذهبوا فأنتم الطلقاء"!!

آه يا محمد لا لا يشبهونك,كم يختلفون عنك!

#الحرية_للصحفي_يحيى_الجبيحي
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص