عن إعدامات الحوثيين
 

وصلت حالة الهوس والحقد على أصحاب الكلمة الحرة من ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح في اليمن إلى حدّ أن تصدر حكماً بإعدام الكاتب الصحفي المختطف، يحيى عبد الرقيب الجبيحي. سهلة هي عملية تسويق التهم في ظلّ سيطرة هذه المليشيات على بعض عواصم المدن، وسهلٌ إصدار أحكام إعدام في ظلّ قضاء يتبع المليشيات وينفذ رغباتها، ففي خطابات سابقة شنَّ زعيم الحركة الحوثية هجوماً قاسياً على الصحفيين والإعلاميين، ووصفهم بأنّهم أخطر من المقاتلين في الجبهات، مع ما يطلق عليه مرتزقة العدوان.
جماعة الحوثي والمتحالف معها صالح يحملون حقداً كثيرا على روّاد الكلمة من صحفيين وإعلاميين وكتاب رأي، حيث صنفت الحركة الانقلابية في اليمن في المرتبة الثانية، بعد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في انتهاكاتها بحق الصحفيين والإعلاميين، وما زال في معتقلاتها عديدون منهم، وتعتبر الحركة الانقلابية روّاد الكلمة الحرّة المعبّرة عن تطلعات الشعب عدوها الأكبر، وهاهم اليوم يعلنون عن إجراءاتٍ لمحاكمة عشرة من رواد الكلمة.

أحيانا، يُغتال الصحفي ويستهدف بقذيفة أو رصاصة قناص، لكن هذه الجماعة الموغلة في تطرّفها وهمجيتها وتخلّفها تعلن أمام العالم أجمع أنّها عدوة الكلمة المخالفة. هي لا ترد على الرأي الآخر إلا بالإعدام في ساحات القضاء التي هي مفصّلة على مقاسها، أو هناك في أماكن وجود الصحفيين والإعلاميين الذين يغطون ساحات المعارك لنشر حقائق الميدان، فيتم قنصهم كما حدث للإعلامي أحمد الشيباني في تعز، وبعده محمد اليمني، وتلاهما أواب الزبيري، والقائمة تطول.

سيرة الإنقلابيين مع أصحاب الكلمة يجب أن تؤخذ في حسابات الجميع، وعليهم أن يعلموا أنّها من أسباب الدعم الشعبي والمجتمعي لخيار الحسم العسكري وتخليص اليمن من جماعة لا تؤمن سوى بفكرها وجنسها النقي، إذ عندما سمعت بهذا الحكم الغير دستوري تمعنت في الأمر، فوجدت أنّ هذا الحكم هو حكم بإعدامي وإعدام كلّ باحث عن الحقيقة ومدافعٍ عنها.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص