قمة القمم في الرياض

تلتئم اليوم وغداً في العاصمة السعودية الرياض ثلاث قمم تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى رؤساء وممثلي عدد آخر من الدول العربية والإسلامية يصل عددهم إلى ما يقرب من 55.
 
تعد الزيارة الأولى للرئيس الأمريكي الجديد الذي تسلم منصبه في العشرين من يناير الماضي إثر فوزه في انتخابات مثيرة للجدل أحدثت ولا تزال، انقساماً في الشارع الأمريكي، وتكمن أهميتها في أنها تزيل التوتر الذي صبغ علاقة ترامب ببعض الأطراف العربية خلال الحملات الانتخابية.
 
تبدو القمة ذات أهمية كبيرة بالنسبة للأطراف كافة، فهي مطالبة بأن تضع النقاط على الحروف فيما يتصل بموضوع الإرهاب وقضاياه المتشعبة، خاصة أن بعض الأمريكيين والأوروبيين ينظرون إلى الإسلام باعتباره دين تطرف وإرهاب، والحملات التي تقودها أطراف محلية في دول عدة، إضافة إلى أطراف دولية تذهب للتأكيد على أن الإرهاب مصدره الرئيسي الإسلام.
 
السؤال المهم هو إن كانت القمم الثلاث التي ستعقد في المملكة بين قادة دول الخليج والدول العربية والإسلامية قادرة على معالجة الأزمات التي يواجهها العالم، ومن بينها بالطبع دول المنطقة والولايات المتحدة وأوروبا، أم أنها ستكون مجرد لقاء تعارف بين الرئيس الأمريكي الجديد ونظرائه، فالتحديات التي تواجه الأمن والاستقرار في المنطقة وبناء علاقات اقتصادية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي تعد القضية الأبرز على الساحة.
 
يمكن القول إن القمم الثلاث يمكنها تغيير المشهد القائم اليوم، باتجاه الدفع بتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم العربي والإسلامي وتفهم الأوضاع، التي تعيشها المنطقة العربية نفسها من أعمال عنف طالت بلداناً كثيرة وتغذيها أطراف إقليمية هدفها الوحيد إبقاء المنطقة على صفيح ساخن من الأزمات والتحديات، لكن النجاح مشروط بأهمية فهم الأمريكيين لطبيعة العلاقات، التي يجب أن تنشأ في المستقبل بينها ودول المنطقة.
 
من المؤكد أن الزيارة ستشهد عقد اتفاقيات وصفقات اقتصادية ضخمة، لكن المهم هو أن تنعكس هذه الاتفاقيات والصفقات بشكل تعاون مثمر في المستقبل، تعاون يعيد إلى المنطقة استقرارها المفقود، إذ إن عدداً من الدول العربية تمر بحروب داخلية، كما الحال في اليمن، البلد المجاور واللصيق بالمملكة وبقية دول الخليج، فضلاً عن حروب في بلدان أخرى، سوريا والعراق وليبيا مثالاً، إذ إنه بمقدور الولايات المتحدة ودول المنطقة التأثير في مسارات الحروب في هذه البلدان وإعادة الأمور إلى نصابها.
 
هناك آمال تعقد على الحراك السياسي والدبلوماسي في المملكة العربية السعودية خلال الأيام القليلة المقبلة، حراك من شأنه إعادة صياغة العلاقات بين الولايات المتحدة ودول المنطقة والعالم الإسلامي بأسره والذي يبدو أكثر تأثراً من السياسات التي تتبعها دول الغرب تجاهه، وقد حان الوقت ليعيد الجميع ترتيب العلاقات، التي تضررت جراء بعض الأعمال الإرهابية لمنتسبين إلى الإسلام، إضافة إلى الانحياز الأمريكي اللامسؤول ل«إسرائيل» في صراع الشرق الأوسط، وهو انحياز يشكل حاجزاً أمام حل القضية الفلسطينية بشكل عادل، ويؤمل أن تتمكن القمم الثلاث في الرياض من هدمه.

*نقلا عن الخليج 
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص