مع العيد... فيسبوك يسألني بماذا تفكر اﻷن؟
 

نعم بماذا أفكر اﻷن مع الأذان اﻷول لفجر أول أيام الفطر ب:
الشهداء الذين سقطوا على درب التضحية من أجل وطن ما يزال أفق رؤيته غير واضح المعالم.
شهداء وجرحى كانوا في لحظات معينة أو بيوم أو يومين الى جواري وبعد ساعات أو يوم أعلم بأنه أعطاني عمره أو صحته.
أفكر بالذين ماتوا وهم في ريعان الشباب بسبب شرنقة مورفين غير موجودة بتعز أو تعرض لفجيعة صدمة مفاجئة.
أفكر بالذين سقطوا شهداء وجرحى من الاطفال والنساء والشيوخ تحت قذائف الموت من المليشيات الانقلابية المجرمة أو صواريخ طياران التحالف الخاطئة. 
أفكر بالدمار والخراب الكبيرين اللذين طال البلاد وحياة العباد.
أفكر بالفوضى والفساد المرعبين اللذين تغرق بهما بلادي.
لا ألوم ولا أنتقد فساد الانقلابين ونهبهم لكل شيء وتدميرهم لكل شيء ﻷنهم قد كشروا عن قبحهم ومشروعهم الخبيث والمتخلف وﻷننا قد نحن نخوض معهم غمار حرب مصيرية، ولكن ألوم وانتقد الطرف الذي خرجنا خلفه وهو السلطة الشرعية حيث فشلت هذه السلطة بكل مفاصلها بكل مهامها فشلا ذريعا، وأثبتت أغلبية إن لم نقل كل الواحدات التنفيذية الحكومية من وزارات ومحافظين أنها بعيدة كل الابتعاد عن ما هو مؤمل منها أن تقوم به.
لا نرى الا فسادا أسوأ وأخطر. 
لا نرى سوى مظاهر التيه البالغة التعقيد فلا أمن استتب بمحافظاتنا، ولا خدمات التعليم والصحة وخدمات الكهرباء والمواصلات ولا أسعار استقرت للغذاء والدواء ومشتقات النفط ......الخ عادت لحياتنا وإن بالحد اﻷدنى الباعث على اﻹطمئنان على اﻷقل في المحافظات والمناطق التي تحررت.
لا نرى أي حضور للحكومة الشرعية وفروع وزاراتها بالمحافظات الى حد أن محافظة تعز تعاني منذ عشرة أشهر حالة انقطاع رواتب موظفيها المدنين ناهيك عن حصار يشنه الانقلابيين على مدينتها من عامين وثلاث أشهرها يضاعفه غياب الاغاثات اللازمة لسكانها.
افكر بالرواتب التي لم تصرف لأفراد الجيش الوطني بمحور تعز سوى من ليلة 28 رمضان ونهار يوم 29 منه لﻷفراد لا زال بينهم آلاف كانوا الوحيدين الذين رفضوا الانقلاب وايدوا الشرعية ومن نواتهم تشكلة نواة الحيش الوطني، وبعضهم شاركوا بمعارك وجبهات القتال ولا يزالوا خلف متارس وداخل خنادق البطولة يصرون على استعادة السلطة وبناء الدولة وبينهم من تعرض لإصابات خطيرة ومع ذلك لم يصرف لهم رواتب في حين استلمها أفراد حديثي عهد بالجيش بعضهم لم يطلق رصاصة واحدة.

أفكر وأفكر وأفكر بالفرص الكثيرة التي اهدرت خلال خمسة عقود انفرطت من عمر هذا البلد بسبب الهويتين القاتلتين القبلية ، والطائفية المذهبية الدينية اللتان حلتا محل الهوية الوطنية، والولاء العابر للحدود الجيوسياسية الى الاستتباع للأشقاء واﻷصدقاء حتى بتنا أشهر شعب للتبعية الخارجية العربية والغربية.

أفكر بالجهل الذي أوصلنا الى أغتراف نتائجه بهذا العبث والضياع الذي ترزح تحتهما يمننا.

أفكر وأفكر وأتوق لمستقبل جديد نتجه فيه الى البذل والعطاء في شتى ميادين الحياة.... مستقبل أعتكف أثناءه فيما بقي لي فيه من عمر داخل غرفة مكتضة بالكتب ﻷكتب خلاصة شهادتي على عصري، وأفرغ عصارة وعي فكرا وأدبا سرديا ونقدا لما أرى أنه يجانب الصواب والحقيقة والمنطق الفكري والتاريخي، مستقبل أخلف فيه وله ما استقر في خلدي على أنه علم وأدب يجب أن يكتب كحق فكري في منظومة الوعي الانساني الجدير بالتوثيق والحفظ في صيرورة الحياة اﻹنسانية.

أخيرا ... كثيرة اﻷشياء التي تجول بوعي اﻷن و أفكر فيها.
لكن ﻷن الصبح على وشك التنفس سأكتفي بذكر أخر ما أفكر فيه .... وهو كيف أن هذه الحرب حالت دون قدرتي على زيارة أولادي الخمسة مع أمهم وبني أختي الفقيدة الذين يتربون مع أبنائي ... كيف أني لا أقدر زيارتهم في هذا العيد ولا يفصلني عنهم سوى جبل بأربعة أميل بسبب أن الحوثيين يترصدون المثقفين والأدباء والكتاب الوطنيين الشرفاء المنضويين في صف السلطة الشرعية أكثر من ترصدهم للعسكرين الذين يقاتلونهم بالجبهات لكونهم في رأي سيد الكهوف مغرر بهم عكس المثقفين الكتاب يكمن خطرهم في أنهم يشككون بجماعته الاجرامية ويشكلون خطرا على حركته.
هكذ أفكر وأفكر وأفكر يا مارك على فيسبوكك.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص