لا لمصادرة تجمع الاصلاح!!!

قد نختلف مع حزب تجمع الاصلاح في كثير من ممارساته القائمة على انانية مفرطة في الاقصاء والاستحواذ على أغلب المواقع الادارية في الدولة ، قد نختلف ونتألم منه في ذلك بيد أنه سيتحمل وحده تبعات ممارساته هذه، وسيعي لاحقا أنه إنما كان يستحوذ على تركة الخراب القيمي، والفساد والافساد الممنهجين لثلث قرن من حكم عفاش... بتعبير أدق سيعي متأخرا أنه كان يرث تركة فساد ثقيلة عمرها أكثر من ثلث قرن.

إن اختلافنا معه في ذلك لا يجب أن يعفي بصيرتنا عن ادراك خطورة المؤامرة الدولية الكبيرة الرامية إلى مصادرة حزب تجمع الاصلاح باعتباره ذراعا سياسيا ودينيا للاخوان المسلمين ﻹدراكنا أن تجربة حزب تجمع الاصلاح تختلف كلية شكلا ومضمونا عن جماعة الاخوان المسلمين في كون الإصلاح حزب سياسي بامتياز، وتثبت مؤتمراته الدورية مستوى التطور الكبير في مختلف هيئاته المتعددة بإطاره الهيكلي منذ تأسيسه حتى هذه الساعة.

لهذا يجب أن نرفض شطب واجتثاث حزب الاصلاح من المشهد السياسي ﻷننا ندرك خطورة ذلك ولدينا تجربة 1994 عندما تم شطب وصودر الحزب الاشتراكي كيف أن النتائج المترتبة على ضربه قادت اليمن إلى أزمات سياسية حادة، وانهيار اقتصادي كبير وتشظى اجتماعي خطير بفعل الانفراد بالسلطة، والاستقلال برسم سياسات تنموية فاشلة، دفعت باليمن إلى أن يكون دولة فاشلة بكل معايير الدولة الفاشلة لينتج عن فشلها أن وصلت إلى حرب أهلية أكلت الماضي والحاضر، وشطب أو مصادرة حزب الاصلاح سيفضي بدوره لالتهام بقايا ممكنات الوصول للمستقبل ﻷنه من غير الممكن أن نعيش في بلد يرفل بالاستقرار، وينعم بالعيش في حياة أمنة مطمئنة على حساب مصادرة حزب كبير كحزب الاصلاح.

وفي مقابل طرحي السابق أتمنى بل أدعو أعضاء ومواليين في حزب الاصلاح خاصة الاعلاميين والكتاب المحسوبين عليه ألا يغتروا بالكثرة والقوة فلم تغني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين في شيء، بل أن الكثرة لن ولا ولم تغني أي قوة في أي زمان ومكان بشيء.

لقد صار لزاما عليهم أن يكونوا أكثر حكمة وعقلانية من أي وقت مضى لا سيما بعد ظهور كثير كتابات انفعالية ومتسرعة، ولا تخدم حزب الاصلاح أمام معطيات المرحلة الراهنة بأي خدمة.

أكرر أتمنى أن يغلبوا منطق الحوار مع شركائهم السياسيين الذين يشتركون معهم في أهداف المستقبل المتمحورة بضرورة بناء دولة يمنية اتحادية مدنية تسع ويتشارك في بناءها عقول وسواعد كل اليمينيين.

إن تمتين أواصر قنوات التواصل الوطني مع شركاء الاصلاح في العمل السياسي هو الغطاء الوطني الذي يفوت على كل مشاريع استهداف الحياة السياسية لتجمع الاصلاح، ولا أظن أن الفرقاء السياسيين سيتخلون عنه ﻹدراكهم أن التخلي سينجم عنه مصادرة كل تاريخ نضال شعبنا اليمني التواق للحياة الديمقراطية اﻷمر الذي سيفضي بدوره لمصادرة وشطب كل الأحزاب اليمنية، وما سيتصل بمصادرتها من تداعيات مفتوحة نتائجها على عنواين خطيرة لا يحصى عددها قد لا نعود معها الى بدايات تأريخ ولادة ونمو الحركات الوطنية في الأربعينيات فحسب، وإنما الذهاب إلى نموذج اﻷفغنة إن لم أقل العودة لما قبل وبعد التأريخ بآن واحد لما قبله من حيث الحياة البدائية المتخلفة ولما بعده من حيث الدمار والخراب بفعل تطور أدواتهما التي لم تكن موجودة قبل التأريخ.

لا تملك كافة القوى السياسية الوطنية هي وحزب اﻹصلاح إلا تلتقي وتصطف بعيدا عن أية محاصصة وطنية ﻷن المرحلة ليست مرحلة مواسم انتخابية وانما مرحلة اصطفاف سياسي وطني يقود ويخرج البلاد والعباد إلى شواطئ النجاة واﻷمان.

* المقال خاص بموقع المستقبل أونلاين ويرجى الاشارة للمصدر في حالة إعادة النشر 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص