أحيا رفاق وأصدقاء ومحبي فقيد الحركة الوطنية والديمقراطية اليمنية المناضل الكبير محمد عبدالوهاب الخراساني(القاضي) صباح أمس أربعينية الفقيد بفعالية حاشدة أحتضنها مقر الحزب الاشتراكي اليمني بصنعاء ،قدمت فيها اللجنة التحضيرية عدد من الفقرات الفنية التي ركزت من خلالها على إبراز سيرة الفقيد التعليمية والعلمية والعملية والسياسية ودوره النضالي والقيادي في الحركة الوطنية.. كما ألقيت عدد من الكلمات.
وقدم الأستاذ سلطان زيد عضو اللجنة المركزية للحزب، نيابة عن الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني كلمة تحدث فيها عن الفقيد (القاضي) ومسيرته التعليمية والعلمية ودوره النضالي منذ سن مبكر في الدفاع عن حقوق الإنسان واستلهامه لقيم ومبادئ الاشتراكية العلمية .
وقال زيد أن الحركة الوطنية في اليمن فقدت برحيل القاضي، مناضلاً وطنياً نادراً كان يحظى باحترام مختلف الأوساط الاجتماعية والسياسية والشبابية والجماهيرية، ويعد رحيله خسارة فادحة للوطن والحزب.
وأكد زيد، أن الفقيد عرف مناضلا مدنيا مخلصا في سبيل مشروع الدولة المدنية الديمقراطية، مشيراً إلى دوره البارز في ثورة11فبراير السلمية، ثائرا وقائدا ومعلما وأبا لشباب الثورة لما كان يتصف به من كرم وحميمية انسانية نبيلة..
معبرا في كلمته عن اعتزاز الحزب الاشتراكي اليمني بالأدوار النضالية التي لعبها الفقيد بإصرار دفاعا عن القضايا الوطنية، مؤملاً أن يستلهم الشباب والأجيال القادمة هذه التجربة الثرية..
وعن أسرة الفقيد، قدم نجله نزار، كلمة حيا فيها الحاضرين معبرا عن شكره وامتنانه للحزب الاشتراكي اليمني لإسهامه في إقامة هذا التأبين المهيب، الحزب الذي مثل أسرة للفقيد _كما قال_ متجذرا في كل تفاصيل حياته وهمومه وأفكاره وأهدافه وتطلعاته النضالية..
كما شكر اللجنة التحضيرية واتحاد الشبيبة الديمقراطية اليمنية (أشدي) وكل أصدقاء ورفاق ومحبي وأبناء الفقيد الذين تقاسموا الهم والرؤى للعمل على الاحتفاء بالفقيد وتخليده.
وقال يحسب لأبانا القاضي أنه جمع حولنا نحن أهله وأسرته أسرة كبيرة وعائلة هي أوسع من رابطة الدم والعرق، أسرة تترابط فيما بينها قيم الإنسانية والمبادئ والحب والتعاون والإيثار وأشار إلى أن الفقيد القاضي وعلى امتداد سنين حياته ظل قامة نضالية وقيمة إنسانية داخل بيته كما هو خارجها، علمها أبنائه وبناته قبل أن يحملها خارجاً،
وتابع لقد علمنا مبادئ الحرية والمساواة والعدالة والسلم والمدنية والصدق والشجاعة والتخلي عن الذات لصالح الكل، علمنا احترام الأخرين وإعلاء أصوات المستضعفين والكادحين ونصرة المظلومين باعتبار كل ذلك عنده طريق الحياة الخالدة التي عبر إليها اليوم.
مؤكدا على السير في هذا النهج والحفاظ على بقاء حضور الفقيد الخالد..
وعن المرأة التي كان الفقيد (القاضي) من أبرز المدافعين والمناصرين لقضاياها .
كما ألقت عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني نادية الخليفي، قالت فيها: ان رحيل القاضي شكل خسارة كبيرة على الحزب وكل القوى الوطنية الديمقراطية في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا.
وأشارت في كلمتها، إلى بعض من جوانب نضال الفقيد والتي كرسها بمجملها من أجل الانتصار لقضايا وطنه وفي مقدمتها قضية المرأة.
وأكدت أن الفقيد قد جسدها بما ينسجم مع قناعاته الفكرية ..
وفي كلمة عن أصدقاء الفقيد تناول عبدالحفيظ قرحش، حياة القاضي الخرساني بمراحل مختلفة ،تطرق فيها الى بداية معرفته بالفقيد وذلك من خلال ما أمتاز به من سمعة طيبة وعلاقاته مع الطلاب اليمنيين وغير اليمنيين اثناء دراسته في المجر، ثم تناول الحياة العملية للفقيد وعدد من المشاريع والدراسات والإنجازات التي حققها في المجال الزراعي..
وأشار قرحش في كلمته الى حياة الفقيد السياسية، وكيف كان مرناً في الرأي وغير متعصباً.. الأمر الذي كان يجعل العديد من الفرقاء يقبلون بأطروحاته وتدخلاته دوما والتي كان يتفانى في تقديمها، واصفاً الفقيد بغاندي الحزب شكلاً ومضموناً حسب تعبيره.
وتمنى في ختام كلمته أن يقوم الحزب الاشتراكي اليمني بجمع الموروث والتجارب للكوادر السياسية والفنية والاجتماعية في مكتبة جماعية تساعد كوادر الحزب على الاستفادة والتعلم منها..
وعن الشباب أكد بسام صريم في كلمته على المضي في درب الفقيد والانتصار للقيم والمبادئ الإنسانية التي جسدها قائداً ثورياً ومناضلاً أممياً وديمقراطياً مدنياً.
تخلل الفعالية عرض فيلم وثائقي عن الفقيد وسيرته العلمية والعملية وأدواره النضالية قدمه الشاعر عمار الأصبحي بصوت شد انتباه الحضور ونال استحسانهم .. إضافة إلى فقرات غنائية من كلمات الفقيد لحنها وقدمها فرقة إتحاد الشبيبة بقيادة الفنان الشاب أسامة المقطري، واسكيتش مسرحي عن دور المناضلين القدامى وأهمية استلهام تجاربهم النضالية.
هذا وقد تم توزيع كتيب من القطاع المتوسط، تناول سيرة حياة الفقيد العلمية والسياسية والنضالية والفكرية والثقافية، وتضمن بعض من نصوص ومقاطع مختارة من كتاباته الشعرية، إضافة الى صور من مختلف مراحل حياته.
ونوهت اللجنة التحضيرية إلى أنها في صدد الإعداد لإصدار كتاب أخر عن حياة الفقيد وما كتب عنه.. مؤكدة أيضا عزمها على طباعة أعمال الفقيد الأدبية والبحثية خلال الأيام القادمة.
