(( قَصيدَةُ تَعِز )) للشاعر نبيل الحكيمي

                           -1-
أيها السائلُ عن دوحَتِنا 
مَرحَباً  .. هَذي تَعِز 
غادَةُُ في حُسنِها  .. في فَنِّها..  تاريخِها 
هِي  مايَعتَقِدُ الناسُ .. ومالا يُعتَقَد
كُلُ خاصِِ بِسِواها تَحتَويهِ 
كُلُ مافي غَيرِها قَد يُفتَقَد 
إنَّها دُرَّةُ هذا الكون حُسناً 
    وَلَها في الحُسنِ هذا مُستَنَد 
كُلَّما سافَرَت الايامُ فيها 
  زادَ هذا الحُسنُ فيها واستَجَد 
      ما رآها ناظِرُُ  إلا سَعَد 
في رُباها يَتَبَقَّى مايزيدُ الناسَ نِفعاً 
                         ويُجافيها الزَبَد 
  قَولُها فَصلُ خِطاب 
                        قَولُ حُرِِ  إن وَعَد
                          -2- 
صاغَت العَصرَ الرَسُوليَ شُموخاً
وكَسَت أيامَهُ أطيابُها 
              فَكَساها كُلَّ الوانِ البُرَد 
كان تاريخاً يماني النَدى 
              وَتَعِزِّيَ الهوى والمُعتَقَد 
أورَقَت فيهِ العَدالةُ .. 
  أزهَرَت فيهِ العُلومُ .. 
وَغَدَى الانسانُ حُرَّاً  فَتَسامى واتَّقَد 
مَوطِنُ المَلِكِ المُظَفَّرِ * صاغَ فيها المُعتَمَد 
جاءها ( الفيروز أبادي )* أنجَزَ القاموسَ مِن إلهامِها 
كَتَبَ ( المُقرِيُ )* عنوان الشَرَف 
أرضُها كانت مَحَجَّاً خالِصاً لِلعُلَماء 
كُلُّ مَن رَامَ العُلا عِلماً أتَى هذا البَلَد 
                  فهي بُغيَةُ مَن قَصَد 
 شَعبُها ماذُلَّ  مااستَجدَى أحَد 
        ماانحَنَى إلا لِخالِقِهِ الصَمَد 
            ولِغَيرِ اللهِ قَطعَاً ماسَجَد 
حُكِمَت  مَكَّةَ مِنها  و المَدِينَةَ دُونَ حَيفِِ أو عُقَد. 
                         -3- 
وَتَعِزُ الامسِ واليَومِ  وَغَد 
هي عنوانُ الثَقَافَةِ  والمُرُءَةِ  والجَلَد 
          ما أتاها هائمٌ إلا وَرَد 
 قَلعَةُ الاحرارِ  دَوماً وإلَيها كُلُّ مَلهوفِِ وَفِد 
       هي للثَوراتِ حِصنٌ وَسَنَد 
لِلفُتوحاتِ مَدَد  وهي لِلعِلمِ وَتَد 
      مَركَزُ الاِشعاعِ مُذ كانَ الجَنَد
صَبِرٌ عاشِقُها  ..  ماغابَ عنها  
            شاهِداً تارخَها جَزراً وَمَد 
وَبِها وادي الضَباب وَبِها ماتَشتَهِيهِ العَينُ مِنها مِن مُروجِِ وهِضاب 
       كُل ما يُبهِجُ في هذا الصددَ وَلَها حِصنٌ مَنيعٌ .. كانَ فيما كان مِن ماضي العُصور  إسمُهُ دَارُ الادب 
      كانَ بَل مازالَ  حِصناً يُستَمَد
                           -4- 
 الفُضُولُ* الشاعِرُ الاروَعُ في حاضِرِها 
وَغُناها رائعُ اللَحنِ .. لِاَيوبِ * انعَقَد 
مَوطِنُ الحُسنِ المُوَشَّىَ بالثَقافَةِ والرَغَد 
وَصَباياها كَأنَّ الحُسنَ فيهنَّ انفَرَد 
وَبِها مِن نافِحاتِ الطِيبِ 
 مالا يَنتَهي ذِكراً  ولا يُحصىَ عَدَد 
              وَشَذاها فائِحٌ عَبرَ الأمَد
     طَقسُها - لِلرُوحِ -  يُصلِحُ مافَسَد
ماؤها أحلىَ مِنَ الشَهدِ المُصَفَّى 
        وَهَواها فيهِ مَشفَىَ لِلجَسَد  مَن أتاها مِن أقاصي الارضِ 
          في حَضرَتِها  يَنسَى الكَمَد
                         -5- 
أيها السائلُ  إن شاهَدتَها
                وبِعَينَيها بَقايا مِن رَمَد
أو نظَرتَ الانَ في أقدامِها 
                   وتَعَجَّبتَ لِأ ثَارِ الزَرَد 
ورأيتَ الحُزنَ يَكسو وَجهَها 
      فَلَقَد حُطَّت قُروناً في صَفَد 
وغَدَت لِلنَهبِ سُوقاً رائجاً
            وَلَها الإهمالُ نَهجاً يُعتَمَد
            إنَّها تَرنو إلى أبنائِها 
نَحنُ مَن تَجلو بِنا أوساخَها 
     نحنُ مَن تَنضو بِنا آهاتِها 
  نحنُ مَن تَلقَىَ بِنا أمجادَها 
  نحنُ مَن تَسمو بِنا طُولَ الامَد 
نَحنُ أبناء تَعِز .. كُلُنا 
        لَيسَ مِنَّا مَن تَوانىَ أو قَعَد 
          ليس مِنَّا مَن تَوَلَّىَ وارتَعَد 
مِن تَعِز العِزِ نَحنُ   وسَنَبقَىَ 
            نُكبِرُ الانسانَ فيها  للابَد .
 
للشاعِر / نبيل الحكيمي. 
 
*الملك المُظَفَّر الرَسُولي.. يوسف بن عُمَر بن علي..  أشهَر ملوك بني رَسول .. حكم 47 سنة.. لَهُ عِدَّة مُؤلَّفات..  منها..  المُعتَمَد في الطِبِ والادوية. 
 
* محمد بن اسحاق الفيروز أبادي صاحب معجم ..   
( القاموس المحيط ) .
 
* اسماعيل بن ابي بكر بن المُقري مُؤلِّف الكتاب - التُحفَة - 
(عنوان الشَرَف الوافي.. في الفِقه والتاريخ والنحو والعَروض  والقَوافي ).
 
* الفضول..  عبدالله عبدالله عبدالوهاب نعمان..  من ابرز شُعراء اليمن..  ولد في تِعِز ..  وتَوَفّى فيها عام 1982م .
 
* أيّوب طارِش العَبسي..  مِن كِبار مطرِبي اليمن..  أمتاز بلون خاص وفريد .. أُطلِقَ عليه..  اللون التَعِزِّي.  مازال الفنان مقيماً في تعز .
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص