رئيس الجمهورية يوجه خطابا هاما ﻷ‌بناء الشعب اليمني بمناسبة عيد الفطر المبارك (نص الخطاب)


وجه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، مساء اليوم، خطاباً هاماً الى ابناء الشعب اليمني في الداخل والخارج وذلك بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.

واكد رئيس الجمهورية في خطابه ،على وحدة الصف لمواجهة التحديات والصعاب بأشكالها وأوجهها المختلفة مستدلين بالحكمة والحلم والقوة والصبر والتحمل للمساهمة في البناء وتطبيع اﻷ‌وضاع ومساندة الحكومة التي تعمل في ظروف صعبه واستثنائية واستطاعت بتعاون كل الخيرين من ابناء وطنا وشعبنا من تجاوز الصعاب والعمل الصادق لخدمة وطنهم ومجتمعهم ووحدتهم وتوافقهم الوطني الذي أجمع عليه مختلف ابناء شعبنا ، رغم كل التحديات التي ندركها ونحسها ونعيش آﻻ‌مها معكم، سوءا في ما يتعلق بالخدمات او البنية التحتية والوضع اﻻ‌قتصادي.

وقال فخامة الرئيس "سنظل نذكر كل يمني إن هذه الفئة الباغية من مليشيا الحوثي وصالح اﻻ‌نقﻼ‌بية هي التي صادرت احﻼ‌م اليمنيين بالتغيير ، وآثرت ان تشعل الحرائق على ان تغادر السلطة لتحرق البﻼ‌د والعباد ، وهي التي أغلقت كل سبل التشاور والحوار جرياً وراء أوهامها المريضة وسعياً وراء انتقام حاقد".

وأضاف رئيس الجمهورية "إننا على ثقة كاملة بأن كلمة الحق ستكون هي العليا وأننا ومعنا صوت الشعب الذي ﻻ‌ يقهر سنكتب كلمة النصر في النهاية حتى وإن طالت بنا اﻷ‌يام واستبدت بشعبنا اﻷ‌وجاع واﻵ‌ﻻ‌م،ولم نكن يوماً دعاة حرب ، ولكن الطريق الذي فرض علينا لن نعود عنه حتى يعودوا الى رشدهم ويحترموا ارادة شعبهم، ويصونوا حقوق جيرانهم ، ويرفعوا اﻷ‌ذى عن شعبهم وعن أنفسهم أوﻻ‌ لو كانوا يعقلون".

وأشار فخامته الى ان اليمن على اعتاب انتصارات كبرى جسدها الوعي الشعبي الذي اثبته من خﻼ‌ل صموده ودفاعه عن ارضه وعرضه.. ﻻ‌فتاً الى ان أبناء الشعب اليمني يعيشون اليوم واحدة من ذكريات الصمود والبسالة والتحدي الذي مثله أبناء محافظة عدن الشجاعة في مواجهة ميليشيا الدمار ، انها الذكرى الثانية لتحرير عدن ، والتي كان لعدن المدينة والمدنية والتسامح والتاريخ العريق التي اثبتت وتثبت جدارتها بفضل ابنائها انها دوما عند الموعد في صدارة المشهد مع الوطن المشرق المجيد الذي تمثل عاصمته المؤقتة لﻼ‌نطﻼ‌ق منها صوب بناء اليمن اﻻ‌تحادي الجديد.


فيما يلي نص خطاب رئيس الجمهورية…

الحمد لله  رب العالمين والصﻼ‌ة والسﻼ‌م على خاتم اﻷ‌نبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

اﻹ‌خوة المواطنون،اﻷ‌خوات المواطنات، داخل الوطن وخارجه .
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم .

في هذا اليوم العظيم ، وهذه المناسبة الغالية على شعبنا اليمني وكل شعوب العالم اﻹ‌سﻼ‌مي نقول لكل ابناء شعبنا اﻻ‌بي الصابر على كل تل وربوة وجبل وواد وسهل وشاطئ وبحر ، رجاﻻ‌ ونساء ، شيوخا وشبابا ، اطفاﻻ‌ وكهوﻻ‌ "كل عام وأنتم بخير ، وعيد مبارك وأيام طيبات علي الجميع ".

إلى رجال قواتنا المسلحة الشجاعة في كل موقع ومترس و معسكر وجبهة وحد وكل موطئ يغيظ العدو ويدافع عن حق الشعب واﻷ‌مة ، ويحرس مكاسب الشعب وحياض الوطن من كل غادر ومتربص وموتور وحاقد نقول "كل عام وأنتم بخير، وعيد مبارك وايام سعيدة في انتظار الصبح الذي تصنعونه بأيديكم جسارة وبطولة وتضحية ورجولة وشموخا.

الى كل الشهداء الذين ضمهم ثرى هذا الوطن وقدموا ارواحهم رخيصة في سبيله نقول لهم بامتنان عظيم،كل عام وأنتم تضيئون الدروب وتسرجون بدمائكم قناديل الوطن ،كل عام وأنتم في ضمائرنا وكل عام وأنتم أحياء في قلوبنا وأحياء عند ربكم ترزقون .

الى كل الجرحى الذين يكابدون اﻵ‌ﻻ‌م ويصرون على صناعة التاريخ بدمائهم ودموعهم نقول "كل عام وأنتم بخير وكل عيد وأنتم نياشين في صدور الوطن الظافر بتضحياتكم العظمى ونضالكم الكبير".

إلى رفاق الميدان وشركاء المصير واخوة الدين والنسب ، اخواننا واشقائنا في التحالف العربي ، ابطال الحزم والعزم ورجال الملمات وقت المدلهمات ، أخواننا وأشقائنا في مملكة الحزم والعزم أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده اﻷ‌مين صاحب السمو الملكي اﻻ‌مير محمد بن سلمان حفظهما الله ، من غيروا وجه الزمن اﻷ‌غبر حين جاء بأذناب الفرس الى حيث ﻻ‌ مأمن لهم وﻻ‌ مطمع فوثبوا مع اخوانهم وثبة اﻻ‌سود وثبتوا مع اشقائهم كتفا بكتف حتى دار الزمن وقطعت اليد اﻵ‌ثمة ، وإنا وأياهم على ذات العزم والحزم حتى يعود الباغون الى الحق ويحكم الله بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين ،اليهم والى شعبهم الكريم نقول "كل عام وأنتم بخير واوطاننا ترفل بالخير والسعادة والعطاء ان شاء الله".

إلى اشقاءنا في دولة اﻻ‌مارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعباً والى دولة السودان الشقيق وكل دول التحالف العربي قيادات وشعوبا ، وإلى كل يد امتدت بالخير الى بلدنا من كل مكان فنصرت حقا وآوت نازحا وداوت مريضا ،إلى كل اﻷ‌يادي البيضاء التي امتدت بالخير الى بلدنا في نكبته والى شعبنا في نكسته ، وإلى كل حر في هذا العالم وقف موقف حق ونصر قضيتنا العادلة ،اليهم جميعا نقول "كل عام وأنتم بخير ، وكل عيد وشعوبكم بخير ،وإلى أمتنا العربية الكبيرة وأمتنا اﻹ‌سﻼ‌مية العظيمة جميعا نقول كل عام وأنتم بخير" .


يا أبناء شعبنا الكريم…
يؤسفني ان يأتي العيد ومن ورائه العيد وبينما نبعث لشعبنا التهاني والتبريكات نبعث معها اﻻ‌سف لما آلت اليه اﻷ‌وضاع وما تسببت به ميليشيا اﻻ‌نقﻼ‌ب من خراب ودمار، وإنه لمن المؤسف أن يأتي العيد وشعبنا يصارع ميليشيا الخراب والموت ويصارع الجوع والحرمان ويصارع الكوليرا واﻷ‌مراض واﻷ‌وبئة .

عشرات اﻵ‌ﻻ‌ف من أبنائنا اليوم مهددون بالموت بسبب وباء الكوليرا بعدما هدمت الميليشيات بيوتهم ودولتهم واحﻼ‌مهم وتركت مئات اﻵ‌ﻻ‌ف منهم نازحين بﻼ‌ مأوى وﻻ‌ مسكن وﻻ‌ رعاية .

إنه لمن المؤسف حقا أن يكون سبب كل هذا الشر المستطير مجموعات تدعي أنتماءها للهوية اليمنية وتعيش معنا على ذات التربة اليمنية وتأكل معنا من خيرات تلك اﻷ‌رض الطيبة وتزعم انتسابها لرسول اﻻ‌نسانية ، وهي تكن كل هذا الحقد الدفين والكراهية المقيتة لليمن ارضا وانسانا وجمهورية وهوية وتاريخا .

ليتذكر شعبنا جيدا ، لقد كنا على طريق السﻼ‌م والوئام والمستقبل ودخلنا في حوار يمني شامل في مؤتمرالحوار الوطني اثمر وثيقة للسﻼ‌م وأساسا متينا للتعايش وارضية صلبة للمستقبل اﻵ‌من برعاية ودعم أقليمي ودولي منقطع النظير.

ليتذكر شعبنا جيدا ، هم من اطلقوا الطلقة اﻷ‌ولى ، وهم من أشعلوا فتيل الحريق اﻷ‌ول ، وهم من سفكوا الدم اليمني أوﻻ‌ ، وهم من تنكبوا الصراط واختاروا لشعبنا هذا الجحيم ، ومن مستنقعاتهم نبت ميكروب الكوليرا ليوزع نفسه على كل البﻼ‌د ليحصد ارواح اليمنيين كما حصدتها اسلحتهم الحاقدة .

سنظل نذكر كل يمني إن هذه الفئة الباغية هي التي صادرت احﻼ‌م اليمنيين بالتغيير ، وآثرت ان تشعل الحرائق على ان تغادر السلطة لتحرق البﻼ‌د والعباد ، وهي التي أغلقت كل سبل التشاور والحوار جريا وراء أوهامها المريضة وسعيا وراء انتقام حاقد .

إننا على 
 ثقة كاملة بأن كلمة الحق ستكون هي العليا وأننا ومعنا صوت الشعب الذي ﻻ‌ يقهر سنكتب كلمة النصر في النهاية حتى وإن طالت بنا اﻷ‌يام واستبدت بشعبنا اﻷ‌وجاع واﻵ‌ﻻ‌م ،ولم نكن يوما دعاة حرب ، ولكن الطريق الذي فرض علينا لن نعود عنه حتى تعودوا الى رشدكم وتتركوا باطلكم وتحترموا ارادة شعبكم ، وتصونوا حقوق جيرانكم ، وترفعوا اﻷ‌ذى عن شعبكم وعن أنفسكم أوﻻ‌ لو كنتم تعقلون .

في كل مناسبة وفرصة سنظل نقول لكم إن الحق أحق أن يتبع ، وأن حرصنا على حقن الدم ومراعاة حقوق الدين والقربى تجعلنا نكرر نداءاتنا في كل فرصة نتوخى فيها يقظة ضمير أو صحوة عقل أو صيحة دين ونداء قربى،ونبسط ايدينا في كل مرة من منطلق مسؤليتنا عن الشعب كله واليمن كله ،ذلك هو واجبنا ، وبعد ذلك فإن يد الشعب الباطشة ستطالكم بالعقاب ومن فوقها يد الله التي ﻻ‌ تغلب .

أيها الشعب اليمني الكريم…

بهذه المناسبة العزيزة على قلوب الجميع ، فإنه حري بنا أن نؤكد على وحدة الصف لمواجهة التحديات والصعاب بأشكالها وأوجهها المختلفة مستدلين بالحكمة والحلم والقوة والصبر والتحمل للمساهمة في البناء وتطبيع اﻷ‌وضاع ومساندة الحكومة التي تعمل في ظروف صعبه واستثنائية واستطاعوا بتعاون كل الخيرين من ابناء وطنا وشعبنا من تجاوز الصعاب والعمل الصادق لخدمة وطنهم ومجتمعهم ووحدتهم وتوافقهم الوطني الذي أجمع عليه مختلف ابناء شعبنا ، رغم كل التحديات التي ندركها ونحسها ونعيش آﻻ‌مها معكم، سوءا في ما يتعلق بالخدمات او البنية التحتية والوضع اﻻ‌قتصادي،

ان اليمن اليوم على اعتاب انتصارات كبرى جسدها الوعي الشعبي الذي اثبته من خﻼ‌ل صموده ودفاعه عن ارضه وعرضه ، ونحن نعيش اليوم واحدة من ذكريات الصمود والبسالة والتحدي الذي مثله أبناء محافظة عدن الشجاعة في مواجهة ميليشيات الدمار ، انها الذكرى الثانية لتحرير عدن ، بفضل تضحيات ابناءها اﻷ‌حرار ومعهم كل الشرفاء من ابناء شعبنا والتحالف العربي وفِي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة اﻻ‌مارات العربية المتحدة ، والتي كان لعدن المدينة والمدنية والتسامح والتاريخ العريق التي اثبتت وتثبت جدارتها بفضل ابنائها انها دوما عند الموعد في صدارة المشهد مع الوطن المشرق المجيد الذي تمثل عاصمته المؤقتة لﻼ‌نطﻼ‌ق منها صوب بناء اليمن اﻻ‌تحادي الجديد .
 
.
أيها المواطنون اﻷ‌عزاء ، يا أبناء شعبنا العظيم…
 

إننا نواجه موجات اﻹ‌رهاب بكل وجوهه ، واليمن بحاجة إلى التماسك في وجه إرهاب اﻻ‌نقﻼ‌ب وإرهاب جماعات التطرف والعنف على السواء ، فكلها تتعمد قتل شعبنا تحت مسميات مختلفة .

لقد نبذ ديننا اﻹ‌سﻼ‌مي الغلو والتشدد والتطرف بكافة اﻷ‌شكال والصور باعتباره سلوكاً غير سوي ويمثل خروجاً على مبادئ الدين واﻷ‌خﻼ‌ق اﻹ‌نسانية ، وإذا كان عالمنا اليوم يعاني من تنامي ظاهرة التطرف واﻹ‌رهاب وما تعكسه من آثار سلبية ومدمرة تقوض أسس اﻷ‌من واﻻ‌ستقرار والسﻼ‌م في أكثر من مكان في العالم، فإن هذه الظاهرة وكما أكدنا مراراً ﻻ‌ تختص بها أمة بعينها أو دين بعينه إنما هي آفة عرفتها كل اﻷ‌مم واﻷ‌جناس واﻷ‌ديان وينبغي أن تتضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التصدي لها واستئصال شأفتها وإزالة اﻷ‌سباب والمناخات المشجعة عليها.

ختاما : نكرر تهانينا بهذه المناسبة العظيمة لكل أبناء شعبنا اليمني الصابر في كل مكان والتهنئة أيضاً لﻸ‌متين العربية واﻹ‌سﻼ‌مية ولكل المسلمين في كل أقطار اﻷ‌رض ، وهي رسالة سﻼ‌م وتسامح وحب لكل اﻹ‌نسانية ونقول للجميع

كل عام وأنتم بخير .. وتقبل الله صالح اﻻ‌عمال.

والسﻼ‌م عليكم ورحمة الله وبركاته .

 
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص