كشفت تقارير صحفية، ان "جناح صنعاء" في مليشيا الحوثي بدا، اتصالات مكثفة بشخصيات يمنية عدة للتوسط لدى الشرعية والتحالف إثر توسع الصراعات بين الانقلابيين.
واتسعت رقعة الصراع الداخلي بين أجنحة مليشيا الحوثي في أعقاب سباق مناطقي بين "الأسر السلالية" المتحدرة من هاشميي صنعاء وصعدة، وذلك على السلطة والثروة والاستحواذ على الوزارات ومؤسسات الدولة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دوليا، وخلافات شملت حد التنازع على الأراضي والعقارات.
وقالت منصة "العين الإخبارية"، ان الصراع بين جناح الحوثي المتطرف الصاعد من صعدة والجناح السلالي من أسر بقايا الأئمة والتي حكمت شمال اليمن لعدة قرون، هو أحدث صراع على الإطلاق في تراتبية التنظيم الهرمي المغلق، مشيرة الى ان هذا الصراع اتسع في أعقاب التحول المعلن للانقلاب الحوثي إلى حضن الوكيل الإيراني إقليميا بتبادل دبلوماسي شكلي تزامنا مع حملات ملاحقة واغتيالات غامضة لعديد من قيادات صنعاء.
وطبقا للمنصة، لم يكن اغتيال أمين عام حزب الحق، الرافعة الحوثية السياسية، ووزير الشباب والرياضة بحكومة الانقلاب المدعو، حسن زيد، في قلب المربع الأمني بصنعاء أواخر أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، إلا أحدث واقعة لسلسلة طويلة من الاغتيالات طالت محمد المتوكل وعبد الكريم الخيواني وأحمد شرف الدين والعشرات آخرين من جناح صنعاء.
وأزاح الحوثيون بالاغتيالات، الأسماء التي تشكل حضورا طاغيا لدى العائلات الهاشمية في صنعاء لصالح تفرد قيادات حوثية وافدة من صعدة بالنفوذ والقرار أمنيا وعسكريا ومدنيا كـ" محمد علي الحوثي"، و"عبد الكريم الحوثي" و"أحمد حامد".
وقالت مصادر يمنية قريبة من دائرة الصراع الحوثي بصنعاء لـ"العين الإخبارية"، إن الأسر السلالية بالعاصمة باتت تشعر بخطورة متزايدة بتجريدها بقوة السلاح من مصالحها التاريخية وباتت تدرك أكثر من أي وقت تطور الحرب من قبل تكتل المتطرفين القادمين من "جبال صعدة" والمرتبطين بمليشيا الحرس الثوري الإيراني وسياسة التفرد بالحكم.
وأوضحت المصادر، أن قيادات فاعلة في جناح صنعاء أظهرت مرارا الشعور "بالغبن والرغبة في الانتقام" حتى في مجالس عامة للقات من حرب اجتثاث وليس إقصاء فحسب، يشنها حوثيو صعدة عبر الاغتيالات للمرجعيات الأكثر حضورا في الهوية الهاشمية التاريخية، مشيرة إلى أن جناح صنعاء كلف بعد اغتيال، حسن زيد، فريقا مصغرا للتفاوض في كسب ثقة المسؤولين في السعودية ضمن استعدادات واسعة للبحث عن قنوات خلفية لتنسيق الانقلاب على ما تسميه "تسلط حوثيي صعدة" بالحكم.
وحسب المصادر، فإن هذا الفريق كثف الاتصالات ببعض الأسر اليمنية المقيمة بالسعودية منذ قيام النظام الجمهوري، مثل "آل حميد الدين"، واستنجد بشخصيات قبلية وعسكرية موالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في مسعى لفتح قنوات خلفية ترتبط بالمخابرات المسؤولة عن الملف اليمني لدعم نشاطهم.
وينظر للجناح السلالي المتحدر من صنعاء على أنه الأكثر تعليما وتمدنا وقدرة على فهم التحالفات السياسية اليمنية الحزبية والقبلية بفعل حكمه شمالي اليمن سابقا، وعمق نفوذه في أجهزة النظام السابق أمنيا وعسكريا وسياسيا، والذي لعب الدور الأكبر في تنفيذ خارطة الانقلاب وإسقاط العاصمة في 21 سبتمبر/أيلول 2014.
صراع نفوذ قديم
ويعيش جناح صعدة الحوثي هاجسا مزعجا يتمثل بنفوذ بيوت الحكم القديمة من "آل حميد الدين" والتي تملك ارتباطات ليست سهلة داخل العائلات الهاشمية في صنعاء وحجة وذمار وهو ما دفعه إلى التعجيل بالسيطرة على مفاصل القوة والثروة والنفوذ.
وتفرض المليشيات الحوثية قيودا صارمة على تحركات الأسر المنتمية إلى " آل حميد الدين" كالإقامة الجبرية على بعض مراجع هذه العائلات ومنعهم من السفر بينها أكثر من 20 عائلة كانت تسكن قديما في مناطق تعز وأب، طبقا للمصادر.
ويحتكر القيادي الحوثي، أحمد حامد، أحد أبرز وجوه جناح صعدة، جميع صلاحيات مؤسسات الحكم المدنية، مستغلا نفوذه الذي منحه إياه زعيم المليشيا، عبد الملك الحوثي، حيث أصبح صاحب القرار النافذ، وهمش المجلس السياسي ورئيسه المزعوم، مهدي المشاط.
فيما ذهب محمد علي الحوثي للسيطرة على ثروات العائلات الهاشمية في صنعاء وحجة، التي اتكأ عليها "آل حميد الدين" حكام اليمن الشمالي قبل قيام الجمهورية اليمنية في مسعى لشراء ولاءات الأسماء المؤثرة في "جناح صنعاء" الأكثر خطورة على الوافدين من صعدة.
ويستخدم "جناح صعدة" في صراعه مع بقية الأجنحة كل الوسائل الخبيثة والتجسسية والابتزاز لإسكات أي صوت يعترض أو يحاول الحديث عن نفوذ جناح صعدة أو إقصاء الآخرين.
وتذهب تقديرات خبراء إلى أن أخطر مراحل الصراع بين أجنحة المليشيا ستكون في الجبهات حيث يحتدم الخلاف الذي أفرزه صراع صنعاء بين مستويات مختلفة من الصف القيادي، وفقا لـ "العين الإخبارية"