يصادف اليوم الاثنين 28 ديسمبر/كانون اول ذكرى اغتيال السياسي اليمني اليساري البارز جار الله عمر، برصاص احد المتطرفين بعيد انهاء كلمته امام مؤتمر لحزب تجمع الاصلاح، في يوم مشهود بواحدة من اشد الاغتيالات السياسية وقعا، واكثرها فداحة على الحركة السياسية اليمنية، والنضال السلمي في البلاد.
اليكم مانعرفه عن رجل يتذكره اليمنيون كمرجع للسلام والديمقراطية، واعتزاز بالنفس يعانق السماء.
-ولد جار الله عمر عام 1942م في قرية كهال عمار، مديرية النادرة بمحافظة إب .
-فقد أباه مبكراً وعمره لم يتجاوز الـ 6 أشهر نتيجة إصابته بداء مفاجئ .
-بدأ تعليمه في كُتَّاب القرية "المعلامة"، ثم انتقل إلى ذمار للدراسة في المدرسة الشمسية وهو في سن 16 عاماً.
-انتقل بعد ذلك إلى صنعاء للالتحاق بالمدرسة العلمية، حيث أتاح له المناخ الجديد من تلقي المزيد من العلوم على يد أساتذة أجلاء، كتعلمه مادة الأدب على يد الشاعر عبدالله البردوني.
- اقام علاقات واسعة مع قيادة الحركة الطلابية، وشارك بفعالة في التظاهرات التي سبقت قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م.
-بعد قيام الثورة، التحق جار الله بصفوف حركة القوميين العرب وكان ضمن المؤسسين لاتحاد الطلبة، وهو أول اتحاد على مستوى الجمهورية الوليدة.
-في عام 1963م التحق بكلية الشرطة، وعُيِّن مدرساً فيها عقب تخرجه وشارك في الدفاع عن الجمهورية أثناء حصار السبعين يوماً .
-في عام 1968م قام هو وبعض رفاقه بتأسيس الحزب الديمقراطي الثوري كتنظيم يجمع القوى الجديدة إبان الصراع مع القوى التقليدية.
-أعتقل جار الله بعد ذلك في أحداث 23 و24 أغسطس 1968م، حين تمكنت القوى التقليدية من حسم الصراع السياسي لصالحها عن طريق لجوئها إلى العنف .
-بعد خروجه من السجن غادر إلى عدن عام 1971م نتيجة المطاردات التي تعرض لها واستقر فيها لفترة.
-انتخب عضواً في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الثوري اليمني عام 1972م.
- كان عمر من مؤسسي الحزب الاشتراكي اليمني في مؤتمره التأسيسي الأول في 14 أكتوبر 1978م, وعضواً في المكتب السياسي للحزب ومسئولاً أول عن نشاط الحزب في الشطر الشمالي آنذاك تحت مسمى (حزب الوحدة الشعبية).
-عاصر وشارك جار الله عمر في كل الفعاليات السياسية التي مهدت للوحدة، ويعد من أبرز السياسيين الذين دعوا إلى انتهاج الخيار الديمقراطي في الكيان الوليد؛ باعتبار هذا الخيار هو الضامن الأساسي لبقاء الوحدة وتجذُّرها، واعتبار ألا قيمة فعلية لمعنى الوحدة في غياب الديمقراطية والشراكة الحقيقية.
-عين عضواً في المجلس الاستشاري الذي تلا قيام دولة الوحدة عام 1990م. كما كان من أبرز الشخصيات السياسية التي شاركت في الحوارات السياسية خلال الفترة الانتقالية 1990- 1993م.
-عين وزيراً للثقافة والسياحة عام 1993م, ويعد من أهم الشخصيات الحوارية التي حاولت منع حرب صيف 1994م وكان من أكثر السياسيين رفضا ومناهضة لخيار الحرب.
-ساهم في إعادة بناء الحزب الاشتراكي اليمني بعد الحرب من خلال موقعه كعضو في المكتب السياسي ومسئولاً عن الدائرة السياسية للحزب.
-أقام حوارات عديدة مع الأحزاب السياسية من أجل ترسيخ العملية الديمقراطية وإزالة آثار الحرب.
-قادت حوارات الرجل إلى تأسيس مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة وتالياً اللقاء المشترك كمكون يضم أحزاب المعارضة في البلد.
-ساهم بفعالية في إنضاج الحياة السياسية من خلال موقعه كأمين عام مساعد للحزب الاشتراكي وكانت له مواقف جريئة وحكيمة تشهد له كل الفعاليات السياسية ضد سلطة الاستبداد.
-في صبيحة السبت الموافق 28 ديسمبر من العام 2002م, وأمام أكثر من 4000 من قيادات وأعضاء التجمع اليمني للإصلاح وعدد من السياسيين والمثقفين، وعلى مرأى الملايين الذين كانوا يشاهدون البث الحي للمؤتمر، اصابت رصاصات غادرة قلب عمر، لتخطف معه منبرا للحرية والحلم، وقائدا استثنائيا مايزال صعب التكرار.
*يمن فيوتشر، الحوار المتمدن(عيبان السامعي)