أفادت مصادر محلية، ان مليشيا الحوثي هاجمت اليوم الأربعاء، قرى عزلة الحيمة، التابعة لمديرية التعزية بمحافظة تعز جنوبي غربي اليمن.
وقالت المصادر، ان مليشيات الحوثي استخدمت في هجومها على الحيمة، الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، بعد يوم من اشتباكات بين ألاهالي ومسلحين المليشيا، حاولوا إجبار عدد من شباب المنطقة على القتال في صفوفهم.
وطبقا لصحيفة “الشارع” اليمنية، فإن “قيادات المليشيا طالبوا عدداً من أعيان عزلة الحيمة، والخاضعة لسيطرة المليشيات، برفد جبهاتهم بالمقاتلين من أبناء المنطقة، وبعد رفضهم المشاركة في القتال، تفاجأ الأهالي، أمس الثلاثاء، بوصول مسلحين حوثيين يستقلون طقمين إلى المنطقة، وشرعوا في اختطاف عدد من الشباب، بينهم أطفال، من الطرقات، في محاولة لإجبارهم على القتال”.
وأوضحت مصادر الصحيفة، أن “والد أحد المختطفين حضر إلى مكان تواجد الطقمين، محاولاً إنزال نجله الطفل، البالغ حوالي 10 سنوات، من على متن الطقم العسكري التابع للمليشيا، إلا أنه تم منعه، ودخل بمشادات مع مسلحي المليشيا، تطورت بعد ذلك إلى اشتباكات مسلحة مع الأهالي”.
وأفادت المصادر، أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 8 مسلحين حوثيين، بالإضافة إلى مقتل 4 من أهالي عزلة الحيمة، بينهم شابان من المختطفين مع المليشيا على متن الطقم العسكري، وإصابة آخرين من الطرفين، انتهت بإجبار بقية مسلحي المليشيا على مغادرة المنطقة.
وذكرت المصادر، أنه بعد حوالي ساعة من الاشتباكات، جاءت تعزيزات للمليشيا وانتشلت جثث قتلاها، واشتبكت مع الأهالي، الذين تمترسوا في تباب مطلة على المنطقة، مضيفة، أن “المليشيا الحوثية، طوال ليل أمس (الثلاثاء)، وهي تعد العدة للهجوم على قرى ومناطق عزلة الحيمة، وصباح الأربعاء اقتحمت المليشيا عدداً من قرى المنطقة، بأكثر من 50 طقماً وعربة مدرعة”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر محلي آخر، أن “المليشيا استهدفت عدداً من المنازل في المنطقة، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، أسفر عن مقتل مواطنين، و6 نساء، بينهن طفلتان، أغلبهم من الفئة المهمشة، فيما اختطفت ما يقارب 5 آخرين من ألاهالي”.
وقال المصدر، إن “عدداً من أهالي المنطقة نزحوا مع عائلاتهم، إلى أعالي الجبال المطلة على المنطقة، بعد تعرض منازلهم للقصف الهستيري من قبل المليشيا، وأن المواجهات لازالت، حتى مساء أمس، مستمرة بين الأهالي وعناصر المليشيا، وهناك قتلى وجرحى من الطرفين”، مضيفا، “تضاريس المنطقة وعرة، والمليشيا حالياً تقوم بشق طرق إلى أعالي الجبال للعربات والدبابات، لقصف المنطقة منها، بالتزامن مع قصفها المكثف لعدد من المناطق”.
وطبقا للمصدر، “لا يزال المئات من أهالي المنطقة يتمترسون في المرتفعات والجبال المطلة على المنقطة، مدافعين عن شرفهم بأسلحتهم الشخصية، ويمنعون عناصر المليشيا من السيطرة على قراهم، في ظل استمرار المليشيا بالتحشيد إلى المنطقة، واستهداف المواقع التي يتمركز فيها الأهالي بالسلاح المدفعي، بالتزامن مع انسحاب عناصر المليشيا باتجاه الستين ومفرق الذكرة”.
وأكد المصدر، أن “المليشيا وللمرة الثالثة، تشن حربها على عزلة الحيمة، كانت أول معركة في العام 2017، التي أجبرت شيخ العزلة سعيد الحربي، على المغادرة إلى مدينة تعز، بعدها بعام شنت المليشيا حرباً ثانية، للقضاء على المقاتلين الذين وقفوا في وجهها خلال غزوتها السابقة على المنطقة، وقامت بتفجير منازلهم”.
وأضاف، أن “عناصر المليشيا شنت حملات اختطاف واعتقال لأهالي المنطقة من الطرقات، بذريعة أنهم مرتزقة ويقاتلون مع دول “العدوان”، غير أنها ومنذ بداية انقلابها وسيطرتها على المحافظات ومن ضمنها تعز، لم تستطع السيطرة على عزلة الحيمة بشكل كامل، باستثناء تواجد عدد من عناصرها في بعض التباب المطلة على خط الستين، الشريان الرئيسي الذي يربط بين مناطق شمال غرب المحافظة وشرقها”.
وأشار مصدر الصحيفة، إلى أن مدفعية قوات محور تعز العسكري، استهدفت قبل مغرب اليوم الأربعاء، موقعين لمليشيا الحوثي في منطقة الحيمة، أسفر ذلك عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المليشيا.
وقال مصدر عسكري مطلع لـ “الشارع”، إن عزلة الحيمة التابعة إدارياً لمديرية التعزية، الواقعة بين مدينة القاعدة ومديرية شرعب السلام، منطقة مهمة بشكل كبير، كونها ترتبط بالجعاشن ومديرية العدين في إب، وصولاً إلى خط الستين، الذي يفصل بين ريف تعز الشمالي ومدينة تعز، الذي يعد الشريان الرئيسي للمليشيا بين إب ومنطقة الحوبان، مررواً إلى الحديدة”.
وأضاف المصدر، أنه “في حال تحركت جبهات قوات محور تعز العسكري من جهة شارع الأربعين القريب جداً من خط الستين، سيتم إلحاق الهزيمة بالمليشيا، خلال وقت قياسي، لا سيما بالتزامن مع المواجهات التي تدور حالياً في عزلة الحيمة، وأن ذلك سيكون محط تأييد شعبي من قبل أهالي المناطق المجاورة، الخاضعة لسيطرة المليشيا، الأمر الذي قد يؤدي إلى حسم المعركة، وإلحاق الهزيمة بعناصر المليشيا في تعز بشكل كامل”.