في حوار صحافي مع صحيفة WELT الالمانية

بن مبارك : إيران تحاول استخدام اليمن كرهينة من أجل الحصول على صفقة أفضل بشأن المباحثات النووية*

قال وزير الخارجية وشئون المغتربين ان ايران تحاول استخدام اليمن كرهينة من أجل الحصول على صفقة أفضل في مباحثاتها النووية، وقد هيأت لها الميليشيات الانقلابية ذلك وقدمت اليمن كورقة تفاوضية رخيصة الثمن تستخدمها ايران كيفما تشاء .
 
 وفي الحوار  الصحافي الذي اجراه وزير الخارجية مع صحيفة WELT الالمانية واسعة الانتشار ، على هامش زيارته الى برلين ، اذ أكد بن مبارك أن السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط سبب رئيسي للاضطرابات فيها ،لذا لابد من الضغط عليها ، معتبراً ان لألمانيا مصلحة في إستقرار الشرق الأوسط، واليمن يمكن أن يكون حالة نموذجية لإيران للتعاون مع القوى الأخرى في تسوية النزاعات سلمياً.
 
وأشار بن مبارك الى ان الحوثيين يقومون في كل عام بتجميع الشباب في معسكرات صيفية تعلمهم ثقافة الكراهية للاخر ويحفظونهم شعار الموت لأمريكا وإسرائيل، حتى أن الأطفال يتعلمون الحساب بجمع أعداد القتلى الأمريكان واليهود، وهذه التربية ستترك بصماتها لأجيال، وستسبب مشكلة لليمن والاقليم  وللعالم اجمع، لانها ستنتج اجيالاً من الشباب المتسلح بثقافة للكراهية والافكار المتطرفة.
 
وحول الجهود المبذولة لتحقيق السلام ، أكد بن مبارك بأن الحوثيين يضعون شروطاً تعجيزية، للتهرب من الإتفاق الشامل، وقد اثبتت التجارب السابقة ان هذه الميليشيات لا تؤمن بفكرة السلام ولم يصادقوا على أي مما تم التوصل إليه في السنوات الأخيرة، وقد إقترحت الأمم المتحدة أخيراً إتفاقاً يتضمن أربعة نقاط. وقف شامل لإطلاق النار. فتح مطار صنعاء للحركة الجوية، إنهاء القيود المفروضة على إمدادات النفط بميناء الحديدة، وإستئناف المفاوضات السياسية، وقد أيدت الولايات المتحدة والسعودية الإقتراح، وأيدناه في الحكومة الشرعية ،لكن الحوثيون وضعوا شرط مسبق لما يسمى ’’رفع الحصار‘‘ مع العلم بأن لا حصار على الموانئ الواقعة تحت سيطرتهم وانما هناك الية دولية للرقابة فقط .
 
وفي معرض رده عن تصعيد الميليشيات الحوثية على مأرب، قال الوزير بن مبارك ان ميلشيا الحوثي تشن هجمات عنيفة على مارب منذ شهر فبراير،  مشيراً الى الاهمية الإستراتيجية للمحافظة ، التي باتت ملجأ لكل اليمنين، والتي تشكل أهمية بالغة كونها احد محافظات صناعة الطاقة في اليمن، ولأنها يمكن أن تكون بوابة لزحف الحوثيين على بقية البلاد. 
 
واضاف الوزير ان تعداد سكان  مأرب قبل الحرب لم يكن يتعد 350000 نسمة، فيما أصبحت اليوم تضم  أكثر من ثلاثة ملايين لجأ اليها معظمهم هرباً من بطش الميليشيات الانقلابية ، اصبحوا الآن مهددون بمواجهة الخطر مرة أخرى وقُتل منهم الكثيرين في حرب لا تزال دائرة إلى الآن، سقط الآلاف من الجنود وأبناء القبائل والقرى المجاورة للصراع، والألاف من مقاتلي الحوثي، وهناك آلاف من الأطفال المجندين الذين يدفع بهم الحوثي إلى الحرب في الجبهات، وقد وثقت التقارير الدولية موضوع ارسال الميلشيات الاطفال إلى المعارك، الحوثين لا يخفون ذلك، وقد أجرينا إحصائية وفقاً لوسائل الإعلام الحوثية، ففي هذا العام بحلول شهر يونيو قُتل 500 طفل والعام الماضي 1400 طفل ولا يزال نزيف الدم اليمني مستمراً بسبب تعنت هذه الميليشيات ورغبتها في الحكم على أشلاء اليمنيين.
 
وحذر بن مبارك في مقابلته من كارثة حقيقية قد تحدث ان تمكنت الميليشيات الحوثية من السيطرة على مأرب، رغم ان الميليشيات لم تستطع احداث اي إختراق في مأرب خلال الاشهر الستة الماضية.
 
وعن مصير النازحين قال الوزير بن مبارك " إن تمكنت الميليشيات من إحداث اختراق -لاسمح الله- فإن ملايين النازحين الذين فروا في الاصل من مناطق سيطرة الحوثيين ولجأوا الى مأرب ، سيضطرون الى النزوح واللجوء مرة أخرى، وسيحاولون الوصول إلى الدول العربية أو إلى أفريقيا أو أوروبا بمئات الآلاف، الحوثيين يستهدفون مخيماتهم، رغم أنها ليست عسكرية، وحال سيطرة الميليشيات عليها سيغادرون الى أي وجهة أخرى، وعلى الرغم من أن الحرب في بلادنا مستمرة منذ فترة طويلة، لم يصل اللاجئون اليمنيون إلى أوروبا حتى الآن، لكن يمكن أن يتغير الوضع، وسيعرف حينها العالم ما يعانيه اليمنيين.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص