أعلن، الثلاثاء 7 سبتمبر 2021، في صنعاء عن وفاة مفاجئة لنجل نائب رئيس ما يسمى بجهاز الأمن والمخابرات الحوثية، اللواء عبد القادر الشامي، وسط خلافات محتدمة وصلت إلى تصفيات داخلية بين أجنحة المليشيا الحوثية.
وتناقل نشطاء حوثيون على صفحات التواصل الاجتماعي خبر وفاة علي عبدالقادر الشامي عن عمر يناهز السابعة والثلاثين عاما، دون الحديث عن أسباب وطبيعة وفاته.
وأثار موته المفاجئ استغراب الأوساط الشعبية ودائرة معارفه، لاسيما وأن الوفاة لم يسبقها أعراض مرضية ولم يشكي من أي اعتلال صحي، كما حدثت بعد ساعات قليلة من نشره لمنشور مطول على صفحته في فيس بوك كما هي عادته دون أن يلمح إلى تفاصيل صحية.
ووفاة نجل عبد القادر الشامي، أعادت إلى الذاكرة الإعلان عن وفاة ابن عمه اللواء زكريا الشامي ووالدته و والده اللواء يحيى الشامي في توقيت زمني واحد، والتي أكدت مصادر حينها عن تعرضهم لتصفية من قبل الحوثيين أنفسهم، ضمن إطار الخلافات الداخلية المستفحلة.
وقالت مصادر مطلعة، إن ظروف وفاة علي عبد القادر الشامي شابهت تماما نفس ظروف مقتل يحيى وزوجته ونجلهما زكريا الشامي، و هو ما يزيد من تأكيد صحة الأنباء عن عمليات تصفية لآل الشامي الذين ينتمون لمحافظة إب.
وبعد تصفية يحيى الشامي، وضعت قيادة الحوثي رقابة مشددة على كافة أسرة الشامي سواء أكانوا من أصحاب المناصب في الجماعة أو أقارب المتوفين خشية ردة أي فعل أو تحشيد، و استهدفت الرقابة المشددة تحديدا والد المتوفي حديثا اللواء عبدالقادر الشامي وكذلك عبدالله الشامي رئيس جامعة الحديدة، وهاشم الشامي ابن أخت اللواء يحيى الشامي، وغيرهم من المقربين من أسرة الشامي، والذين ظلوا يعيشون طوال الفترة الماضية حالة قلق ومخاوف من التصفية المتعمدة والسريعة لأكبر شخصيتين من أسرة الشامي.
وتصاعد دخان الخلافات مؤخرا بين علي عبد القادر الشامي وأجنحة المليشيا النافذة، و عبرت عن هذه الخلافات إلى حد ما مضامين المنشورات التوجيهية التي كان يكتبها المتوفي على صفحته في فيس بوك.
وفيما لجأت جماعة الحوثي إلى تصفية يحيى الشامي وعائلته بذريعة كورونا، فإن الأنباء المتداولة تتحدث عن وفاة علي عبدالقادر الشامي بأعذار أخرى لكن لم تكشف التفاصيل حتى ساعة كتابة الخبر.
وقالت مصادر مطلعة، إن مقتل "علي الشامي" تأتي ضمن إطار التصفيات الممنهجة التي تتبعها جماعة الحوثي خصوصًا بعد احتدام الصراع والمنافسة بين القيادات الحوثية، ويعتبر جناح آل الشامي من خارج صعدة ويمثل المرتبة الثانية أولوية بعد عبدالملك الحوثي، وهو الأمر الذي رفع من درجة الصراع بين الأجنحة الحوثية حيث يشكل عبد القادر الشامي الأب وابنه ابرز شخصيات آل الشامي بعد رحيل يحيى الشامي ونجله زكريا، كما يمثلان آخر هرم القوة في جناح صنعاء، والذي يسعى جناح صعدة لتصفيته وإخراجه من المسار، خاصة وعائلة الشامي تهيمن على عدد كبير من المناصب داخل الجماعة وتحظى بأهمية كبيرة.
وفي ظل تعدد المبررات و الذرائع فإن الحوثيون مارسوا خلال الفترة الماضية عمليات تصفيات ممنهجة بين أنصارهم، حيث قتلوا معظم المشايخ الذين مهدوا لهم دخول صنعاء واغتالوا عدد من شاركهم في المجلس السياسي، وقتلوا قادتهم ووزراءهم، واليوم يعملون على تصفية الأسر التي عملت معهم من وقت مبكر من صعدة، وفقًا لمراقبين.