نظم قسم الإعلام وعلوم الاتصال بكلية الآداب بجامعة تعز، امس الاربعاء، ندوة بعنوان "تعز ماذا. . بعد الحرب؟" قدمت خلالها عدد من أوراق العمل والمداخلات بمشاركة عدد من الباحثين والمهتمين وطلاب الإعلام برعاية من رئاسة الجامعة ممثلة بالأستاذ الدكتور محمد الشعيبي والأستاذ الدكتور نبيلة الشرجبي عميدة الكلية .
وخلال الندوة تطرق أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية الدكتور محمد قحطان إلى الأحداث في تعز ابتداء من ثورة "فبراير/شباط2011" بقيام نظام الرئيس المخلوع صالح بارتكاب المجازر في المحافظة بما فيها محرقة ساحة الحرية والتي ولَّدت ردة فعل تمثلت بدخول العنصر المسلح إلى ساحة المواجهة معه وصولا إلى الدور الكبير الذي لعبه أبناء تعز في مواجهة انقلاب 21 سبتمبر من خلال المسيرات السليمة التي نظمها أبناءها بمختلف توجهاتهم السياسية ومكوناتهم الاجتماعية وصولا إلى المقاومة الشعبية .
وبيَّن قحطان أن استمرار الانقلابيين بالتمدد هو ما دفع الشعب في تعز، إلى تنظيم اعتصام سلمي مفتوح أمام معسكر القوات الخاصة الذي احتضن تعزيزات عسكرية للحوثيين، وهو ما جعل المقاومة الشعبية تتبلور عقبها وسط المدينة.
وعن الدور الذي ينبغي أن تقوم به تعز نحو المستقبل المنشود، طالب الدكتور قحطان أبناء المحافظة بالاصطفاف الوطني؛ لدحر الانقلاب، لافتا إلى ضرورة عقد مؤتمرات علمية تتناول البعد التاريخي لتعز ودورها في مسار التحرر الوطني و رصد التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية عبر الدراسات العلمية، بالإضافة إلى الجانب التنموي من خلال إعداد مصفوفة بقضايا تعز ووضع رؤى علمية لمواجهة المشكلات التي تواجهها.
ووفقا لـ"قحطان" فإن المحافظة تعيش أوضاعا إنسانية ومعيشية بالغة السوء، مع غياب كلي لسطلة الدولة ، وهو ما يتطلب مواجهتها عبر استكمال تحرير ما تبقى من تعز، وتفعيل مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى تشخيص قضايا المدينة، والعناية بأسر الشهداء والجرحى، والعمل على استعادة فاعلية الأجهزة الايرادية ، وانتهاج أسلوب العمل بالتخطيط بالمشاركة والاستفادة من كافة مواردها المحلية .
وفي الورقة الثانية التي قدمتها الدكتورة افتخار الشميري أستاذة علم النفس في كلية التربية تحدثت عن الآثار النفسية للحرب و دور الدولة والمجتمع في التخفيف منها.
وقالت "إن الحرب تترك خرابا ماديا وبشريا، وكذا دمار للبيئة النفسية للإنسان، مشيرة إلى استراتيجيات التعامل مع الاضطرابات النفسية، والتي منها الوقاية قبل الصدمة واستخدام مهارات التفكير الإيجابي المبني على الإيمان بالله، وكذا النشاط الروحي والاجتماعي، بالإضافة إلى الرجوع إلى المرشد والأخصائي النفسي؛ لمساعدة الأفراد للتخلص من الاضطرابات النفسية ومنع تفاقمها.
وطالبت الدولة وجميع مؤسسات المجتمع بتقديم الدعم النفسي اللازم للأطفال والمعوقين، من خلال فتح مراكز إرشادية، وكذا تفعيل دور وسائل الإعلام لتقديم التأهيل المجتمعي، إضافة إلى الترتيب مع الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدولي لتقديم الدعم النفسي للمصابين.
من جانبه قال رئيس قسم الإعلام وعلوم الاتصال الدكتور عبدالحكيم مكارم ، أن هذه الندوة هي استشراف للمستقبل ورؤية طالعها التفاؤل بالغد كي يتزود الجمهور بالأمل، ودعوتهم ليبدؤوا بممارسة حياتهم بعيدا عن الإحباط.
وأضاف مكارم أن مثل هذه الأنشطة تنقل الناس من بيئة نفسية مليئة بالصدمات والحزن والكآبة، إلى محيط تملؤه الحركة والإنتاج، وبيئة تسودها قيم التعاون والتعايش وتوحيد الرؤى والتنازل للآخر، مع حركة تنافسية لبناء الإنسان والأرض والحياة.
من جهتهم تحدث الحاضرون عن التحديات التي تواجه تعز بعد الحرب، مؤكدين أن رغبة أبناء المحافظة بالالتفاف حول الدولة وحضور الدولة المنبثقة من مخرجات الحوار الوطني، وكذا وعيهم هو الكفيل بتجاوز كل تلك المشكلات.
وينظم القسم يوم غدا المهرجان السنوي الإعلامي الفني الثاني بالتعاون مع قسم الفنون الجميلة بالكلية ضمن جملة من الأنشطة النوعية والفعاليات التي يقوم بها طلاب القسم .