2021/12/31
اليمنيون و أمنيات مع ميلاد فجر العام الجديد
مع قرب دخول عام جديد عقب 7 سنوات عجاف يعيشها الشعب اليمني بضبابية قاتمة إثر شوائب الحرب العقيمة التي نشبت في الوسط السياسي بين أطراف الصراع، هنا تخصب أزهار الآمال والأحلام الجياشة لتحويل هذا الجو الضبابي العاتم بتباريح الحرب والمعاناة القاسية، إلى فضاء رومانسي رحب تعبق فيه الطلال الندية، وتجنح في سماها طيور السلام والمحبة.
وبما أن الحياة واعدة بالنمو، لا بد من استبدال صدى أزيز الرصاص ودوي المتفجرات بأنغام القيثار والجيتار الشجية التي تغدق القلوب الوامقة التواقة بغدٍ وضاء تكسوه زهور الأماني والأوطار المدججة بالوعي والنضوج. لا بد من تحويل بيد الهرج والوغى إلى خمائل ومروج فسيحة داكنة بالخضرة المليئة بألوان الطيف البهية التي تحتضن غصون المدنية اليانعة، وتفوح بأريج التقدم والانفتاح على الحضارة الجديدة.
عام جديد في هذا البلد الذي يتشظى فيه النسيج الاجتماعي، وعلى كاهله كوابيس التشرد المجتمعي وعدم الاستقرار المعيشي.
يأمل الشعب اليمني أن تعود الحياة إلى مجراها الصحيح، ويعيش المجتمع اليمني كغيره من المجتمعات التقدمية التي يسود فيها الاستقرار السياسي والمواطنة المتساوية والشراكة في الثروة والسلطة، نتيجة التبادل السلمي للسلطة. ونأمل أن تتجه القوى السياسية في الخط السليم، وتقدم المصلحة الوطنية فوق كل المصالح الشخصية والأغراض البراجماتية النفعية، كي يعيش هذا الشعب حياته الحقيقية في ظل وجود الدولة القائمة على أساس النظام والقانون.
ومن خلال الآراء المطروحة المأخوذة من الاستطلاع الإعلامي لترك المايك المفتوح لجميع الأفراد للإدلاء بأفكارهم الخاصة، والتي تضمنت الأمنيات والطموحات لما يتعقب عليه من ملامسة إنسانية خلال العام المقبل، ومن الوهلة الأولى في بداية بزوغ هذا العام الجديد، أدلى بعض الأفراد في الوسط الاجتماعي من ذوي التخصصات المختلفة .
و يتحدث رئيس مؤسسة تمدين شباب والمنسق العام لمبادرة توطين العمل الإنساني وائتلاف منظمات المجتمع المدني، حسين السهيلي: باسم إنسانيتنا المشتركة جميعًا، ومن أجل ملايين الأبرياء في اليمن، الذين يعانون الأمرَّين جراء الحرب التي توشك على دخول عامها الثامن، وقد أكلت الأخضر واليابس، ومع بداية العام الميلادي الجديد، أناشد قادة العالم أجمع والأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية وجميع الحكومات التي بإمكانها التأثير على أطراف الحرب في اليمن... قوموا بحشد كل ما لديكم من نفوذ، واستخدموه الآن، لوقف الحرب وإحلال السلام، وإنقاذ الشعب اليمني، ووضع حد لمعاناته. يجب التدخل فورًا، ليس فقط على مستوى الإغاثة الإنسانية، بل أيضًا على مستوى السياسة والدبلوماسية والاقتصاد. فكل ساعة، وكل يوم يمرّ يسقط فيه مدنيون قتلى وجرحى، وتنزح عشرات الأسر قسرًا من منازلها وقراها ومدنها، ويحرم الكثير من حقهم في التعليم والصحة والحياة والعيش الكريم، فالتراخي مع هذا الوضع هو مشاركة في الجريمة، ووصمة عار على الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان والعالم الذي يغمض عينيه عن مآسي شعب بأكمله.
ويضيف السهيلي: لنضع نصب أعيننا هدفًا واحدًا نعمل له في عامنا الجديد، ولنجعل السلام والتعافي الاقتصادي على رأس أولوياتنا، ويكون غايتنا ودليلنا، ويكون العام 2022 عام السلام والتعافي الاقتصادي في اليمن. وبصفتنا عاملين في المجال الإنساني، نتوجه بندائنا إلى جميع أطراف هذه الحرب الوحشية، لوقف الصراع تزامنًا مع العام الجديد الذي نأمل فيه إحلال السلام واستتباب الأمن. تعبنا من هذه الحرب، قلوبنا تئن من الحالات الإنسانية التي أثرت فيها الحرب بشكل مباشر، والتي نشاهدها بقلب مضجر بالأسى والحزن. هلمو إلى مسيرة الحياة معًا كإخوة وأخوات في هذه الوطن الذين أهدرتم ثرواته الإنسانية والطبيعية، ولنصنع من أرضنا جنة خير وبركة وتضامن وتعاون وتواصل ومحبة.
ويتابع: على دول الإقليم أن يُبعدوا اليمن تمامًا عن حروبهم الإقليمية، والبدء بتصميم وتنفيذ استراتيجية لإعادة إعمار ما دمرته الحرب في اليمن، وبناء مشاريع حيوية في كافة القطاعات المختلفة. وعلى مجلس الأمن إصدار قرار يتبنى التهدئة الاقتصادية، ويكلف المبعوث الأممي بالعودة للمفاوضات الاقتصادية على الفور من أجل إعادة توحيد البنك المركزي اليمني، والقيام بإصلاحات حقيقية في المؤسسات الإيرادية، وتعبئة الموارد العامة للدولة، وعلى رأسها إنتاج وتصدير النفط والغاز، لاستعادة الدورة النقدية في الاقتصاد، ودفع الرواتب لجميع القطاعات المدنية في اليمن، وكذلك فرض عقوبات على كل طرف يعرقل إنهاء الانقسام المالي للمؤسسات الاقتصادية في البلد. وعلى المؤسسات المالية الدولية تخفيف قيود العزلة عن البنوك اليمنية للاتصال بالنظام المالي العالمي من أجل تسهيل استيراد المواد الأساسية، وقطع الطريق على التحويلات المالية غير الرسمية. وعلى المنظمات الأممية والدولية الوفاء بتعهداتها لمجتمع المانحين، والتوافق مع المنظمات المحلية على إطار توطين العمل الإنساني وتحسين آليات الاستجابة الإنسانية، والتنسيق مع الجهات الحكومية لعمل مقاربة تنموية في كافة تدخلات العمل الإنساني، بما يضمن إيجاد فرص عمل تحد من البطالة التي تعصف بالبلاد، وتعد وقودًا ومحركًا أساسيًا للصراع الدائر. وعلى "التحالف العربي" فتح جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية لليمن، ورفع القيود المفروضة على دخول وخروج السلع الأساسية، والتوقف عن ترحيل وتضييق الخناق على العمالة اليمنية في سوق العمل الخليجي، وكذا وضع وديعة في البنك المركزي تساعد على استقرار العملة اليمنية. وعلى حكومتي صنعاء وعدن القيام بمسؤولياتهما في تلبية الاحتياجات الخدمية والإنسانية للمواطنين، واتخاذ إجراءات تعزز من الشفافية والمساءلة للحد من الفساد والعبث بالمال العام. وعلى القطاع الخاص ورجال المال والأعمال تنفيذ المسؤولية الاجتماعية والشراكة مع الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في الجوانب التعليمية والصحية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وتحسين نوعية حياة القوى العاملة وأسرهم، فضلًا عن المجتمعات المحلية والمجتمع عامة، والتوقف عن مراكمة الثروات من اقتصاد الحرب وافتعال الأزمات. وعلى كل صاحب ضمير حي الانضمام إلى هذا النداء، لحقن الدماء، وإنقاذ اليمن، ووقف هذه الحرب التي أهدرت فيها الأموال بالتريليونات، ودمرت المجتمع واقتصاد البلد، ولا أحد رابح فيها، وكل من فيها خاسرون، ولا سبيل للخلاص إلا بالعودة إلى طاولة الحوار فورًا، والتوافق على مبادئ الإنسانية والقبول بالتعدد والتنوع والعيش المشترك... فإما نعيش كإخوة أو نموت أغبياء.
الحل السياسي العلة الوحيدة للخروج من الأزمة الراهنة
من جانب آخر، يؤكد عبدالملك الشرعبي أنه لا يمكن إعادة الوضع المجتمعي كما كان عليه قبل الحرب، إلا بسلطة جامعة تستطيع لم كل التكتلات الصغيرة تحت إطار هوية وطنية واحدة، حتى تتم إزالة عوائق التطور التي نتجت عن الحرب الناشبة في البلاد خلال السنوات السبع الخالية حتى لتو اللحظة الآنية.
ويقول الشرعبي: بعدم الرجوع إلى المرجعيات الثلاث المشروعة قانونيًا ودستوريًا، لا يمكن حل المشكلة السياسية وتحقيق الإرادة العامة للمجتمع اليمني.
الجنس الأنثوي أكثر الأصوات الحزينة تضررًا من الحرب
تقول الشابة ريم فهد إن أصوات الحرب تطغى لإخفاء صوت المرأة في الوسط السياسي، وتكرست نتيجته منظومة الأفكار التقليدية التي ترى في المرأة كائنًا سلبيًا، وأن جنسها يهدد خطر البنية الاجتماعية، وكان غياب الدولة الحقيقية نتيجة الحرب أدى إلى غياب الدور الاجتماعي للمرأة اليمنية، والتي تتضمن الدور الإنتاجي والإنجابي والاجتماعي، وتخصيصها في جانب الإقصاء والاستغلال والاستهلاك، وإبعادها عن الوظيفة العامة في الدولة.
الحرب سور عتيد يقطع سبيل الطامحين
من المواهب وذوي القدرات الذهنية، الشاب الموهوب بفطرة الموهبة وفطنة الذكاء، المتألق عمرو سعد، الذي تحدث قائلًا: إن الحرب أحد العوامل التي وقفت حاجزًا بيني وبين مستقبلي الذي كنت أرنو إليه بكل حنين وطموح، وكثيرًا من الزملاء المعروفين كانت الحرب هي العلة الجوهرية التي سلبت منهم استقرارهم المعيشي، حتى أخمدت شموع قدرتهم وملكاتهم العالية، لأنها وقفت حاجزًا أمامهم في طريق تحقيق أحلامهم الجياشة التي زرعوا بذورها من المهد.
ختامًا، ورغم تباريح الشتاء القاسية، وانتشار الجفاف الصلود في بيئة اليمن السعيدة والخضراء، لا بد أن تحتجب السماء وينهل وابل نزير يغدق تربتنا حتى تنمو زهور الآمال، وتعود الحياة إلى حركتها الديناميكية عقب الحرب الجارية في البلاد.
وبما أن الحياة متحركة ومتغيرة باستمرار تام، لا بد أن تتغير هذه الظواهر الاجتماعية المشينة نتيجة استعار نار الشجار في وطننا الحبيب، والعودة إلى يمن الحكمة والصواب، وزرع بذور التسامح والوئام بين أفراد المجتمع اليمني الواحد.
 
 
 
 
تم طباعة هذه الخبر من موقع المستقبل أونلاين www.yen-news.com - رابط الخبر: http://almostakbalonline.com/news8824.html