بين اللاهوت والناسوت

 نريده وطنا، ويريدونه فسطاطا.

الوطن : إحساس بالانتماء والولاء والمسئولية. والفسطاط : " معسكر " يستدعي دائما نقيضه وخصمه " أو شيطانه الخاص " فلا يوجدان إلا معا، ضمن ثنائيات حلزونية قاتلة :

مسلمون/جاهليون .. مؤمنون/ منافقون .. إيمان خالص لانفاق فيه/ ونفاق خالص لا إيمان فيه .. روافض/نواصب .. أخيار/أشرار ... الخ.

نحلم به وطنا لكل أبنائه، يحفظ كراماتهم ويقيهم الجوع والجهل والمرض .. ويحلمون به " ساحة " لصراعاتهم، صراعات أوهام أفخاذ قريش الأزلية.

الاقتصاد هو المحك الحقيقي للسياسة، نجاحا وفشلا.

عندك برنامج تنموي، وخطة إنعاش اقتصادي عاجل، يضمنان تحسين حياة الناس ، ويكفلان لهم تقديم الخدمات الأساسية الضرورية، من أمن وتعليم وصحة وفرص عمل ... فأهلا بك، تفضل وخض غمار المنافسة، وقدم أفضل ما لديك لهم.

عندك تهويمات وهلوسات وخيالات وتخيلات وأوهام وإستيهامات أيديولوجية ولاهوتية لا ترى الناس إلا كمشاريع شهادة، وليس كحاجات ومصالح وحيوات وأرواح... فسينفضون عنك، حتى وان استطعت خداعهم وإيهامهم لبعض الوقت، ولسان حالهم يقول : "إن مت ظمآنا فلا نزل القطر."

الدين - أي دين - يجب ان يكون مشروع حياة، وإلا فلا حاجة للناس به، إذا ما كان فحسب، بيانا بالتقاليد الجنائزية.

أدركنا يا الله.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص