قراءة في علاقات اليمن بالاتحاد الاوروبي


تعتبر اليمن من أهم الدول التي اهتمت بها أوروبا وأقامت معها علاقات منذ القدم بطرق متعددة؛ سواءً عن طريق التجارة، أو السيطرة الاستعمارية، وغيرها، وجاء ذلك الاهتمام نظراً لما تمتع به اليمن من موقع استراتيجي مميز، وموارد طبيعية متنوعة، وقد شهدت الفترة منذ القرن الماضي ومطلع الألفية الجديدة العديد من التطورات على الصعيدين الإقليمي والدولي بما فيها تطورات على المستوى الداخلي في اليمن وأوروبا فعلى الصعيد الداخلي اليمني تم إعلان الوحدة اليمنية في أيار/ مايو 1990 و تأسيس نظام سياسي حاول ان  ينتهج مبدأ الديمقراطية والتعددية السياسية والاقتصاد الحر وتبني قضايا حقوق الإنسان .

 
وقد تزامن ذلك مع تحقق الوحدة  الالمانية ومن بعدها الوحدة الأوروبية التي جاءت بعد عدة مراحل حتى وصلت إلى تأسيس الاتحاد الأوروبي بالتوقيع على اتفاقية ماستريخت في عام 1992م وقد تبنى الاتحاد الأوروبي سياسة واستراتيجية جديدة نحو اليمن حيث أبدى اهتماما بقضايا الديموقراطية وحقوق الإنسان.

 لعبت العوامل والمحددات الجغرافية والسياسية والاقتصادية دوراً كبيراً في مسار علاقات اليمن بالاتحاد الأوروبي فعلى الصعيد الجغرافي أعطى الموقع الاستراتيجي والمتمثل في سيطرت اليمن على مضيق باب المندب الذي يعتبر أحد أهم الممرات المائية الدولية إلى الاهتمام لكبير باليمن من قبل القوى الدولية العظمى وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي.

أما على الصعيد السياسي فقد شهدت اليمن عدد من التطورات السياسية والأزمات الهامة أبرزها حرب الانفصال عام1994  وحروب صعدة والحراك الجنوبي وصولاً إلى الأزمة الأخيرة التي بدأت منذ عام 2011م على اثر أحدات الربيع العربي الذي انطلق من تونس ومصر وصولاً الى اليمن التي دخلت في أزمة سياسية حادة تطورت إلى حرب أهلية برز فيها التدخل الإقليمي المباشر خصوصا بعد الانقلاب الحوثي وسيطرته على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.

كما أن هناك  العديد من التطورات الإقليمية التي اثرت على علاقات اليمن بالاتحاد الاوروبي وأبرزها الصراع العربي الإسرائيلي وحرب الخليج الثانية وقضية محاربة الإرهاب .

ويمكن القول أن المتغيرات والمستجدات التي جرت على المستوى الداخلي اليمني وكذا على الصعيد الإقليمي أثرت بشكل كبير على مسار علاقات اليمن بالاتحاد الأوروبي كما أن مواقف الاتحاد الأوروبي واكبت كل التطورات والأزمات التي حدثت في اليمن خلال  الفترات الماضية مع ملاحظة تباين الموقف  بين عدد قليل من دول الاتحاد الأوروبي بشكل كبير في بعض ألازمات الا ان الازمة والحرب الأخيرة وهي الاسوء فان موقف الاتحاد الاوروبي غير محدد وصريح بشكل واضح تجاه ما حصل ويحصل واقتصر الموقف على عدة عبارات متكررة وكأنها نسخة من تصريحات الامين العام للأمم  المتحدة حيث لم يقدم الاتحاد الاوروبي رؤيه محدده او مبادرة لحل الازمه وايقاف الحرب في اليمن واكتفى بدعم جهود المبعوث الاممي لليمن .

 

ويبدو ان هناك عدة عوامل متداخله داخليا على صعيد اليمن واقليميا  ودوليا  تعمل على الضغط على صانع القرار والسياسة الخارجية لدى الاتحاد الاوروبي في تبني موقف واضح ومحدد تجاه الازمة والحرب في اليمن بالإضافة الى القصور بالجانب الاعلامي والدبلوماسي  لدى الحكومة الشرعية والناتج عن ظروف صعبه يعرفها الجميع  ، الا ان هناك امكانية لتعزيز الجهود في هذا المجال لا يصال حقيقه الاوضاع في  اليمن  ومحاوله تغيير موقف الاوساط الاعلامية والسياسة وكذا صانع القرار في  الاتحاد  الاوروبي من اجل تبني موقف مؤيد وداعم للشرعية اليمنية .

 

 *دبلوماسي يمني في النمسا

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص