مفارقات الإمامة

من المفارقات أن " الإمامة " أتت لتحيي نفسها في سبتمبر بالذات. أي في نفس الشهر الذي يعيد اليمنيون اكتشاف أنفسهم فيه كشعب لا أشياع، مواطنون لا رعايا.

 

فارق زمني قدره خمسة أيام بين المناسبتين، هذا صحيح، ولكنه زمن يتبدى كفارق توقيت بين أوهام الكهف وحقائق الفضاء الحر.

 

بين معمعان خيالات " الاصطفاء " ولمعان الغايات الإنسانية النبيلة الكبرى : في الحرية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية ...

 

وهكذا .. تتذكر الإمامة حديث " الولاية " ، فيتذكر الناس " الأهداف الستة الخالدة " ...تتذكر غدير خم ،  فيتذكر الناس صرواح علي عبد المغني.

 

تتذكر هي التتويج المزعوم ، فيتذكر الناس البيان الأول وإعلان الجمهورية.

 

محو وإحياء متبادلين، وان كانا غير متكافئين، في سياق لعبة مضنية أشبه بلعبة شد حبل على حافة هاوية.

 

وما نعرفه، أن الشعوب قد تكبو وتتعثر ولكنها لا تهوي أبدا الأوهام والخيالات، غير السوية، وحدها تتهاوى.

 

وبصرف النظر عن كل شيء، من المستحيل - في عصر الناس هذا - أن يكون عيد انطلاق مارد ما من قمقمه هو نفسه عيد إعادته إليه.

 

سيظل سبتمبر شهادة ميلاد شعب، وشاهد على انعتاقه من ربقة الطغيان ووهدة التخلف وسبات القرون.

 

المجد لأيلول ولآل أيلول.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص