إلى حبيب القلب وقرة العين سعود السبيعي
 

يا بُني...
ها أنا أسير بسرعة في درب الحياة نحو منتصف الأربعين ، أحمل فوق كاهلي ما يفوق طاقة البشر من الهموم والأحزان والمهام المعلنة والمستترة لغاية في نفس يعقوب.. ذلك تقدير العزيز، والقلق يشاركني ساعات يومي جراء ما أراه من كوارث الدهر وعاديات الزمن في سوريا واليمن والعراق وفلسطين وغيرها من بلاد المسلمين وفي جهات العالم الأربعة ، لكنني مضطر لنسيان كل شيء وأرسل رسالة إلى الطفل الحبيب الحسيب النسيب نجل الشهيد السعيد سعود ابن الشهيد فيصل آل زبار السبيعي رحمهم الله تعالى رحمة الأبرار.
يا بُني
إنني على يقين أن حولك من الرجال العظام من هم أقرب مني نسبا وأجدر مني شجاعة وعلما وحرصا عليك وعلي شقيقتك الغالية (سارة) إلا أنني استميحهم العذر فأنت ابن أخي وصديقي وقرة عيني ورفعة راسي الشهيد فيصل السبيعي رحمه الله تعالى رحمة الأطهار وأسكنه الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
يا بُني
علمني والدك أن لا أصدق كل ما يقال ولا نصف ما تـُبصـِره العين و كان يقول لي وهو الذي يصغرني عمرا لكنه يفوقني تجربة، أن زعامة الأسد في الغابة لم تكن نتيجة الزئير العالي؛ بل لأن الأسد عزيز النفس لا يأكل فريسة غيره مهما كان جائعاً ، لهذا كان والدك يعطي جميع من حوله حقهم الأدبي والتاريخي ويتحدث في غيابنا كما يتحدث بحضورنا وكان يذكر محاسن أصدقائه ويستر على عيوبهم وكان يعامل الناس بنفس الرقي في حالة الغضب و السعادة وكان قائدا بالحب والاحترام ، وكان لا ينصحنا أمام الناس ولا يعاتبنا بحضور أحد ، ولم يستعمل رتبته العسكرية يوما في إهانة أحد أو التقليل من شأن الآخرين ، أعلم يا بُني أنك لا تعرف القراءة الآن لكنني أطمع برحمة الله تعالى وكرمه أن يمد في عمري فإنني بإذنه تعالى سأحرص على أن تكون هذه السطور كجزء من تاريخ والدك المجيد في ذاكرتك وذاكرة الأخيار والخيرين من أهلك وأحبابك الصالحين.
يا بُني
اليمن السعيد هي أم العرب ومنها تنحدر أغلب قبائل العرب ووالدك استشهد دفاعا عن أم العرب وأصلها الكريم، ودماؤنا نحن العرب وأبناء الخليج العربي امتزجت مع الدم اليمني الأصيل وخضبت بها أرض اليمن السعيد ، 

وهو الأمر الذي يزيدنا شعورا بالعزة والفخر وإصرارا على مواصلة الدرب حتى يتم دحر الانقلاب الحوثي البغيض وإعادة الشرعية لليمن الشقيق.
يا بُني
نحن نقاتل في اليمن حتى تعيش أنت وأقرانك من العرب بسلام ، وحتى لا يقال غدا سلبت أم العرب من أهلها وهم يتفرجون ، والدك كان عاشقا لبلاد الحرمين وعاشقا لبلاد العرب وكان يسعى جاهدا لجعل حياتك وحياة أختك (سارة) أفضل كما أسعى لتكون حياة أولادي عمر وعلي ولينه ورحمة الباري ومآرب أفضل ، لن تكون حياتكم أفضل والولي الفقيه يعشعش في خاصرتنا مثل السرطان الخبيث الذي كان لابد لنا أن نزيل هذا الورم حتى لو تألمنا أو نزفنا فالأمر يستحق منا أن نضحي من أجل العقيدة ثم الأرض والعرض.
يا بُني
لن نترك اليمن غنيمة للفاسدين والمفسدين ، لن نتركه للعابثين ولن نترك عملاء إيران يجنون من خيرات اليمن بينما يبطش الفقر بأخوتنا هناك ، نحن أحرار العرب سنقف مع اليمن وأهلها الطيبين ضد أي مؤامرة داخلية أو خارجية، وإننا لن نكل8 أو نمل عن الدفاع عن اليمن بكل ماتملكه أيدينا ، لن نتوقف إما حياة بعز أو موت بشرف.
يا بُني
أوصيك بوالدتك وشقيقتك خيرا وتذكر أن أولاد الشهداء في وسط القلب العين الضمير وأن أعمامك و أخوالك من كبار العرب ولهم في نفوس العرب مكانة تليق بتضحيتهم في كل زمان ومكان...
يا بُني
كن مثل والدك فقد خلقكم الله محل الرأس أما أعداؤنا فهم أذناب البشرية التي ستقطع بسيف الحزم والحسم ولنا في ميدان السبعين صرخة حق كان يتمناها والدك وعاهدت نفسي أن يسمع صداها الجميع.

* نقلا عن الجزيرة السعودية

 
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص