من يقرأ نكبة يوليو ؟

 اتابع من الصباح قراءة ل 7 يوليو قراءة فيها قدرمن التفكيك الذكي لطبيعة ما حصل، الى اللحظة لم اجد مقاربات تستطيع تفكيك اللحظة التاريخية وابعادها وتداعياتها باستثناء المنشورات المقتضبة لمعن دماج وصديقي عبد العزيز الماطري التي اشارت الى بعض الملامح العامة وحاولت ان تؤسس لنقد المعسكر السياسي الذي كان في الجانب الصحيح من التاريخ الوطني كما نفهم نحن وقد لا يكون كذلك.. اعتقد ان ما سيتم كتابته عن نكبة يوليو سيأتي في المستقبل،ثم ان ثمة ترابط كبير بين 7 يوليو و21 سبتمبر وسأختصره في ما يلي على امل ان يتم توسيع هذا الاختصار في يوم ما:
كان 22 مايو وحدة وطنية شعبية سلمية وكان 7 يوليو وحدة مضادة ونكبة مسلحة ضد وحدة 22 مايو،وكان 11 فبراير ثورة وطنية سلمية شعبية وكان 21 سبتمبر ثورة مضادة ونكبة مسلحة ضد ثورة 11 فبراير.
مايو مشروع وطني سياسي واجتماعي تم الانقلاب عليه و11 فبراير مشروع وطني وسياسي واجتماعي تم الانقلاب عليه.. الفارق ونقطة التحول ان لم يعد بمقدور الثورة المضادة والسلطة المضادة اخضاع اليمن بألف ساعة حرب كما حصل في 7 يوليو لأسباب محلية وتحولات كثيرة من بينها التحولات الاقليمية.

أخطاء المعسكر الوطني من وجهة نظري:

- المزاج الانفرادي لعلي سالم البيض وعدم وضع حساب اهم لافتتين "الوحدة والشرعية" حينها.
- استبعاد المناطق الوسطى والجبهة الوطنية في تسويات مابعد الوحدة.
- غياب التسوية الاجتماعية المصاحبة للتسوية السياسية التي جاءت بها الوحدة.
- حداثة التجربة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح حينها.
- التأثير الايدلوجي لجناح الأفغان العرب في تلك المرحلة.
- آثار صدمة احداث يناير.
- التغييرات الدولية من بينها انهيار الاتحاد السوفيتي.

منشور العزيز هائل سلام بالنسبة لي احد هذه المفاتيح التي ابحث عنها جاء فيه
لماذا نرفض الاعتذار ؟!
-----------------------
"لن نعتذر للجنوبيين، بل ولن نسامحهم، لأنهم أجبرونا على شن الحرب عليهم، وقتلهم ونهب أموالهم .. يبدو أن هذا ما يقوله، لنفسه، تحالف حرب 1994 الرافض للاعتذار لإخوتنا في الجنوب"! .. تماما كما قالت جولدا مائير، ذات مرة : لن نسامح العرب لأنهم أجبروا أولادنا على إطلاق الرصاص عليهم. وإن لم تكن تعي انها بذلك لم تكن تفعل سوى إخفاء مشاعر ذنب شديدة لديها جراء مجزرة نفذها جنودها، أو، بتعبير آخر، أنها كانت تدوس على قلبها وإنسانيتها حينها.

يميل الظالم الى إدانة المظلوم، في نوع من الشرعنة والتبرير، حتى لا يسمح لمشاعر الذنب بالبروز في نفسه.
إننا، كبشر، نميل الى كراهية من ظلمناه، أكثر من كراهيتنا لمن ظلمنا. ونصب المزيد من الزيت على نار كراهيتنا لمظلومينا، كي نزيد هذه الكراهية اشتعالا، لا لشيء، الا لكي لا نشعر بتأنيب الضمير.
هو سلوك ناجم عن رد فعل البراءة، تبرئة الذات وتأثيم الاخر، بتحميله مسئولية المأزق العلائقي، والقاء كل الغرم عليه ما يجعل العدوان يأخذ، نفسيا وتوهما، طابع إحقاق الحق وإقامة العدل، بإعادة الامور الى نصابها،فالمعتدي هنا، يشعر أنه، هو نفسه، كان ضحية غبن، فرض عليه، وأكرهه على الفعل، المتمثل بالاعتداء. هي محاولة بائسة، للتخلص من مشاعر الذنب، والحفاظ على شيء من التوازن النفسي.
وبدلا من التطهر، وتحمل عبئ الاعتذار، والتخلص من مشاعر الذنب هذه، لمرة واحدة، والى الأبد، نلجأ للهروب الى الأمام، والى التماس أسبابا مقدسة لشرعنة ظلمنا وتبريره، أمام أنفسنا ليس إلا.وتقديس الوحدة، من خلال القول بأنها فريضة شرعية... ليس سوى حيلة نفسية، لإخفاء مشاعرنا العميقة بالذنب، المغروسة في أعماق وعينا ولاوعينا معا، فلا شيء من شأنه المساعدة في إخفاء المدنس سوى المقدس.

ولكن المفارقة هي أن هؤلاء الذين يلجؤون الى التحصن بالدين، يخالفون سلوك نبي هذا الدين(ص)، الذي قال، وهو المعصوم عن الخطأ : من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليقتص ...
يحتاج هؤلاء الى مجاهدة النفس ومجالدة نزعاتها. فالعظماء حقا، هم من يقرون بأخطائهم ويعتذرون عنها، فيما أن الحمقى وحدهم، يلجؤون الى فلسفتها.
لو أعتذر هؤلاء لكبروا وكبر بهم الوطن . وليتهم يعلمون أن ثمة فارق بين الكبرياء الصحي، والكبر المرضي .

" إعادة نشر " وإلا فلدينا حرب أخرى، أشد وأنكى، تقتضي هي الأخرى، اعتذار يعززه انتحار.
لكن تظل نكبة يوليو الممتدة من 17 يوليو الى 7 يوليو تاريخ لم يحظى بحقه الموضوعي والعلمي في الكتابة بعيداً عن المزاجات الانفعالية .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص