معاناة من قلب واقع المهرة.. من ميرمونة إلى منى

كبرنا  و كبرت اوجاعنا معنا و عانقت حدود السماء فهل من فرج يرفرف و يبشر بالأجمل يا ليت  و لو حتى اكذوبة بأن القادم سيكون بخير و ان هناك غدا افضل فها هو الغد قد جاء و لكن أيضا بماذا جاء لقد جاء بجوع  قاتل و الموت يقترب رويدا رويدا و يوشك أن يقطع اوصال هذه الاسرة .

ميرمونة مسقنة،، اريترية الجنسية مسيحية الديانة هي امرأة اكملت الثلاثة و العشرين ربيعا من عمرها و ام لطفلين محمود 3 سنوات و صابرين 6 اشهر .

قدمت ميرمونة مسقنة إلى اليمن  قاصدة عمان و منها إلى دبي حيث اسرتها التي تعيش هناك و في ضواحي امريكا .

طبعا ميرمونة اسلمت و هي لا تعلم من الاسلام شيء و بعد أن شاء القدر ان تتعثر في رحلتها لتستقر  اليمن تحديدا  بمحافظة المهرة ثم  شاء القدر ان يولد  حب بين قلبين قلب يعتنق الدين المسيحي و قلب يبجل و يعتنق الاسلام و الذي هو عبدالفتاح سائق تاكسي صومالي الجنسية  و حينما اتفقا على أن يتوج هذا الحب بالزواج تذكر عبدالفتاح ان ميرمونة امرأة مسيحية و ان دينه الاسلام يحرم الزواج من امرأة غير مسلمة هنا فكرت ميرمونة  كثيرا بالموضوع و قررت الدخول للإسلام و هي مقتنعة  بهذا الدين الذي ظلت تحلم بها طيلة حياتها منذ أن كانت طفلة صغيرة و هي في اريتريا .

تحدثني( منى )اسمها الجديد بعد دخولها الاسلام عن طفولتها  حينما كانت تشاهد اسرة مسلمة كانت قريبة من منزلهم و عن  اخلاقهم العالية و حبهم للدين الاسلامي و كيف انها اقتبست منهم كلماتهم عن الله و محمد و الرحمن الرحيم، استشعرت منى العطف و التسامح النابع  و مدى التراحم بين المسلمين بينهم البين و مع   الاخرين..

"احببت الاسلام في قلبي منذ صغري  " هكذا اطلقتها بقوة و اعتزاز و دمعتها تكاد تتفجر امامي بل صوتها يرعد ببراكين من القهر أنا اسلمت و لن اتخلى عن هذا الدين حتى لو كلفني ذلك حياتي ..

بعد أن اعلنت منى اسلامها و نفسها تتوق شغفا لهذا الدين اكثر فأكثر لكنها لم تجد من يساعدها و يقوم بتعليمها اساسيات و فروض الدين من صلاة و صيام و غيره  فقد كانت تبذل جهد شخصي للتقرب من الله اكثر رغم معاناتها الاليمة ..

تمضي الايام ومنى لا تعرف من الاسلام الا كلمات معدودة سألتها هل تصلي؟ بكل قوة ترد عليا انا اصلي في قلبي لكني اصوم .

كم أنتِ قاسية ايتها الحياة و كم من البشاعة تحملي لنا في طيات ايامك.... فبعد عامين من الزواج يقرر عبدالفتاح السفر و العودة للصومال غير أبه بزوجته و اولاده تاركا خلفه امرأة تخلى عنها اقاربها و اصدقائها فمنى لم  تعد تجد منهم حتى السؤال عن وضعها بعد أن كانوا يهتموا بها و حريصين جدا بمساعدتها و توفير المال الكافي لها فللأسف اعلنوا انها توفت تماما و قطعوا كل رابط يمد صلتهم بأبنتهم .

بحسرة تنتاب منى و دموع تتحشرج خلف عيون قهرها الزمن و صوت يكاد يصرخ ليوقظ هذا العالم و كأنه يحمل دهرا من الوجع  ....بعد أن تمد يدها لي لتقول يا رب يا كريم ؟؟

خطر ببالي الف سؤال و سؤال لترد منى عن كل ما كان يجول في خاطري  لم ادخل الاسلام حتى امد يدي للناس لقد كنت مسيحية و من اسرة ميسورة الحال و لم يكن هذا في ديني السابق فكيف اخرج للشارع و امد يدي للناس ليس هكذا الاسلام الذي حلمت به و ليس هذا الاسلام الذي حاولت التقرب منه حتى يجعلني مرمية في قارعة الطريق اتسول و اردد يا رب يا كريم  و هل هكذا سيكون عشقي لهذا الدين ..

تذكر منى .."بعد أن كنت أنعم بالحرير و الوسادات الناعمة الان افترش الارض ترابا أنا و اولادي و الجوع يكتوي و يمزق ما تبقى من جسدٍ اتعبته الايام ..فمن سيعيد لي اسرتي التي ضحت و قدمت الكثير لأجلي  و كم سيعطف الجيران عليا و على اولادي و الاهم ما الذنب الذي اقترفته حتى يتخلى زوجي عني و عن اولاده ...

 تقول منى" جئت للإسلام  و نفسي تتوق شغفا لهذا الدين و كلي رغبة و تعمق و تقبل بمعرفة هذا الدين و التقرب من الله سبحانه " .

عجزت الكلمات التي نستطيع أن نساند بها منى و بكل ثقة و ايمان تحمل منى اوجاعها عائدة الى عشها الترابي و هي تفكر و  تبحث أين أنت يا الله،،،

للتواصل / مع الناشط والصحفي عمار الأصبحي لمساعدة الأسرة عبر الواتس 

00967714944117

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص