في يوم الاثنين 25 حزيران، شهدت العاصمة الايرانية طهران وبعض المدن الأخرى بما فيها مدن مشهد وشيرازو كرمانشاه وبندرعباس و... تظاهرات واسعة، لاسيما من قبل البازاريين ضد نظام الحكم في ايران. وكانت التظاهرات في العاصمة واسعة جدا.
وجاءت التظاهرة للاحتجاج على هبوط سعر العملة الايرانية الريال التي فقدت قيمتها بنسبة 80 بالمائة منذ أشهر مضت وتجاوزت قيمة الدولار 90000 ريال ايراني.
وسرعان ما تحولت التظاهرة وخلال أقل من ساعة الى مطالب سياسية حيث رفع المتظاهرون شعار الموت لخامنئي والموت للدكتاتور ودخلوا في بعض النقاط في مواجهات مع قوات الأمن.
وهنا يمكن مشاهدة صوره واضحة عن ظروف يعيشها النظام الإيراني من خلال إلقاء نظرة على التطورات الأخيرة الإيرانية. وفي شهر كانون الثاني/ يناير 2018 وخلال بضعة أيام خرج أهالي أكثر من 142مدينة إيرانية إلى الشوارع داعين إلى إسقاط النظام. ورد الملالي الحاكمون على هذه التظاهرات بالقمع والقتل كالمعتاد فضلا عن اعتقال 8000متظاهر وسقوط أكثر من 50متظاهرا قتلى على أيدي القوات الحكومية.
وكان النظام الإيراني ولوبياته يطلقون دعايات تقضي بأن النظام نجا من السقوط بعد فرض القمع حيث لن تعود المظاهرات تتكرر.
غير أنه وعلى مر الزمن أثبت أنه وخلافا لدعايات النظام ولوبياته الدولية ورغم قمع واسع وهمجي بحق المتظاهرين، ارتفعت نبرة التظاهرات واستمرت بحالة أوسع. انتفاضة المواطنين في كازرون وإضراب طويل ومتناسق لسائقي الشاحنات في أكثر من 270مدينة إيرانية فضلا عن الانتفاضات اليومية والمتواصلة للعمال والمزارعين والمعلمين والطلاب، تشتعل لبها يوما بعد آخر، بحيث يخوض الآن تجار السوق في طهران وبقية المدن الإيرانية إضرابا.
النظام عاجز عن معالجة الأزمات
في الحقيقة يعجز النظام عن معالجة الأزمات الطاغية عليه إطلاقا وذلك نظرا لطبيعته وتركيبته المتخلفة. ونشير إلى نموذجين:
لقد انهار الاقتصاد الإيراني حيث وصل سعر الدولار في إيران إلى الحدود المدهشة لـ10آلاف تومان حيث لم يسبق لهذا الارتفاع مثيل في حكم هذا النظام طيلة 40عاما. ويأتي ذلك بينما لم تبدأ العقوبات الدولية بعد.
وهناك أزمة مستعصية أخرى طالت النظام وهي شحة المياه في جميع المدن الإيرانية وهي ناجمة عن السياسات النهابة لهذا النظام. ووصلت الظروف المتأزمة للمياه إلى حد يفقتر فيه أهالي مدينة عبادان إلى المياه الصالحة للشرب مستخدمين مياه مالحة بحيث أن الحكومة ذاتها اضطرت إلى إيقاف عمل مصنع بتروكيمياويات عبادان لعدم وجود المياه الصالحة للشرب.
ولا ننسى أنه وبعد الاتفاق النووي وما قام به أوباما من التسامح مع الملالي، حصل هذا النظام على أكثر من 150مليار دولار غير أنه لم يتمكن من معالجة حتى أزمة واحدة من الأزمات الطاغية عليه لأن النظام ومن أجل الحفاظ على بقائه ينفق هذه الأموال من أجل القتل والمجازر والتدخل في سوريا والعراق ولبنان واليمن وبقية البلدان.
وعندما تتعمق الأزمات وتشتد فيتجسد الاستياء الاجتماعي رغم القمع الهمجي في الانتفاضات الشعبية من قبل المواطنين الضائقين ذرعا بظلم النظام الحاكم، وهذا جبر التأريخ.
”البديل“.. قضية رئيسية
ما يجعل إسقاط نظام الملالي يلوح في الآفاق بشكل حقيقي هو وجود البديل الديمقراطي أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وتعتبر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بخلفية أكثر من 50عاما من النضال ضد دكتاتورتي الشاه والملالي وجذور وقاعدة شعبية واسعة بين أبناء الشعب الإيراني، العنصر الرئيسي لهذا البديل الديمقراطي. وهي منظمة قيادية تضمن إسقاط نظام الملالي والنصر المؤزر للشعب الإيراني لأن تكلل أية ثورة بالنجاح يكمن في وجود منظمة قيادية.
وسوف نشاهد قوة وأهلية البديل الديمقراطي للشعب الإيراني في المؤتمر العام للإيرانيين من المقرر عقده بعد أيام يوم 30حزيران/ يونيو في باريس حيث يوفر المؤتمر مظلة سياسية ودولية لازمة للاحتجاجات والانتفاضات الشعبية في إيران فعلا.
فإن المؤتمر السنوي للمقاومة وما يقام هذا العام في فيلينت بباريس، يريد أن يرسل رسالة للعالم بأن المؤتمر السنوي هذا العام يريد أن يوجه رسالة لشعوب العالم وللشعب الإيراني ولكل أولئك الذين يشاركون في المؤتمر مفادها أن النظام سيسقط. وأن هناك بديلا له وأن المستقبل للشعب الإيراني وأن الناس مستعدون أن يمسكوا مستقبلهم.
الإيرانيون المشاركون في المؤتمر، هم ممثلون حقيقيون للشعب الإيراني وهم يعبرون عن تطلعات الشعب. وهذا البديل هو يحل محل النظام ويستطيع أن يوصل إيران إلى بر الأمان وينهي أزمة طالت 40عاما ويوصل الوضع إلى السلام والهدوء والديمقراطية والسلطة الشعبية والإعمار ويحقق الحرية والعدالة. نقول للمجتمع الدولي نعم إن مستقبل إيران للمقاومة الإيرانية وللشعب الإيراني الحاضر في الشوارع هذه الأيام.
ويؤكد مؤتمر المقاومة في باريس للمنطقة والعالم رسالة مثبتة مرة أخرى أن الحل الحقيقي لكل المشكلات في الشرق الأوسط يكمن فقط في إسقاط نظام الملالي على أيدي الشعب الإيراني والبديل الديمقراطي وبالنتيجة يعتبر دعم هذا البديل مسؤولية دولية لإقامة السلام والصداقة والأمن والازدهار في المنطقة بأسرها.
*عضوفی المجلس الوطنی للمقاومة الإيرانیة
إضافة تعليق