وشعبنا اليمني اليوم يعانق الذكرى السادسة والخمسين لثورة ال26 من سبتمبر 1962 ... ثورة عبرت تعبيرا مكثفا عن عظمة الإرادة الفولاذية لشعبنا اليمني في التخلص من تغول وتحكم الاستبداد الجاثم على صدره بضع قرون أودت به إلى البقاء والعيش في هوامش الحياة والتاريخ على حد سواء.
وشعبنا اليوم يعانق ذاكرة أيلول المجيد حري بنا أن نقف إجلالا لذلك الرعيل الاستثنائي الذي تلملم من عدد من المناطق والاصقاع والارجاء اليمنية مكونا الخلايا السرية التي تبلورت في صيغة تنظيم الضباط الأحرار المسنود بالدعم المختلف من التجار والشخصيات الاجتماعية المؤثرة ممن لعبت دورا كبيرا خاصة في تعز لحشد الجماهير وتعبئتها لدعم الثورة وحمايتها من السقوط تجنبا لتكرار سيناريو ثورة 48.
ان هذا الجيل يجب عليه أن يستلهم ذلك التاريخ الذي صنعه أباءهم حيث تحرك جميع ابناء تعز في كل المهاجر العالمية، وفي الداخل لارسال الدعم المالي والبشري من عدن في أفواج قلما يشهد لها التاريخ مثيلا بلغ من عطشهم لحماية الثورة أن مئات ان لم نقل ألاف سارت من عدن الى تعز على اقدامها لتلتحق بقوافل الثوار لحماية هذه الثورة التي نذكي اليوم شعلتها ال 56.
***
وليس غريبا ما نشهده ونعيش تفاصيله خلال هذه الحرب التي فرضت علينا فرضا من قبل أحفاد بيوت الائمة أن نرى أبناء و أحفاد ذلك الرعيل السبتمبري وهم يهبون لمواجهة هذه المليشيات الغاشمة على نحو ترجم ترجمة صادقة عن ارتضاعنا لحليب النضال والوطنية والشرف والعزة كمتلازمة تعزية لا انفكاك منها فهاهم أبناء تعز كأباءهم مثلوا رصاصة الرفض الأولى في جسد المليشيات، وانتشروا في جبهات القتال بتعز ومارب والبيضاء وميدي وقبلها في عدن وكافة الجبهات وثغورها ذا دين عن انجازاتهم الثورية سبتمبر واكتوبر ونوفمير ومايو وفبراير بكل إخلاص وتفان.
***
إننا اليوم أمام هذه الذكرى ندعو كافة القوى الوطنية السياسية والمدينة والشعبية خاصة في محافظة تعز إلى ضرورة الاسراع بالتكاتف وتكثيف الجهود وحشد الطاقات لتحرير محافظة تعز لما سيترتب على تحريرها من سرعة تحرير كل شبر في البلاد.
***
إن منطلق تحرير تعز وكل اليمن من هذه المليشيات إنما هو امتداد لرفض جيلنا لعودة حكم الماضي الامامي من ناحية ومن ناحية ثانية رفض الظلم والاستبداد الذي قامت به هذه المليشيا بحق مجتمعنا منذ لحظة انقلابها الغاشم الذي تجلى واضحا بصناعتها تأريخا أسودا في محاولة منها لإعادة عجلة الحياة في بلادنا إلى ما قبل التاريخ، وزمن العبودية، وهو ما سنقاومه بكل ما أوتينا من جهد وقوة، وسننتصر عليه لامحالة من ذلك.
***
ونؤكد في هذه الذكرى الغالية علينا أننا
مثلما رفضنا وقاومنا ظلم هذه المليشيات، سنكون حتماً أكثر عزما واصرارا، ولدينا من القوة والارادة ما يكفي لرفضنا كل شكل من أشكال الظلم من كل ستسول له نفسه محاولة اعادة إنتاج الاستبداد بكافة اشكاله ومسمياته ليس بحق شعبنا فحسب بل وبحق الانسانية جمعاء.
***
نحن نوجه التهاني لشعبنا اليمني بالداخل والخارج بذكرى ثورته السادسة والخمسين من سبتمبر نتوجه إلى القيادة السياسية وفي مقدمتها للاخ المشير الركن عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بأطيب التهاني الصادقة بهذه المناسبة العطرة بدماء الثوار والمناضلين والشهداء.
ولاننسى توجيه الشكر لكافة دول التحالف العربي على مواقفها القومية والاخوية في تقديم الدعم اللامحدود لنا في معاركتنا ضد هذه المليشيات الانقلابية الغاشمة.
ونخص بالتهنئة السبتمبرية كل إخواننا و أبنائنا المرابطين في مختلف الجبهات على طول وعرض اليمن الحبيب.
***
اخيرا... نجدد لشعبنا وقيادتنا السياسية العهد والعزم والاصرار على المضي قدما في تحرير كل شبر على أرضنا من رجس وعبث فلول هذه المنظومة العصابية القادمة من كهوف التواريخ المعتمة.
***
صادر عن اللواء 35 مدرع
26 سبتمبر 2018
إضافة تعليق