صراع دموي تشهده محافظة صعدة شمالي اليمن انطلقت شرارته هذه المرة بين فصيلين من أسرة الحوثي وتحديداً بين عبدالملك الحوثي وميليشياته من جهة وعمه محمد عبدالعظيم وأتباعه من جهة أخرى.
ميدانياً كشفت مصادر قبلية عن فشل الوساطة التي تدخلت لإيقاف المواجهات بين الطرفين والتي دارت رحاها مساء السبت الماضي في مديرية مجز بمحافظة صعدة وأسفرت عن مقتل أكثر من 20 عنصراً من الجانبين.
المصادر أوضحت أن محمد عبدالعظيم الحوثي قام في الساعات الأولى من صباح الاثنين 1 اكتوبر 2018م، بحشد مقاتليه من عدة مناطق كما قام عبدالملك الحوثي باستدعاء ميليشياته من بعض الجبهات ومحافظة ذمار وحجة وأمرهم بالعودة الى صعدة ما يؤكد توقعات المصادر بتجدد المواجهات خلال الساعات القادمة.
ونظراً لشدة التوتر وانعدام سبل الحل بين الطرفين أطلق أتباع محمد عبدالعظيم الحوثي بياناً ونداء استغاثة عاجلة لجميع أنصاره للتدخل العاجل لإنقاذ الأهالي ومن أسموهم "السادة والشيعة" في منطقة آل حميدان التابعة لمديرية سحار والقريبة من مديرية مجز ومدينة ضحيان إحدى أهم المدن في قاموس الحوثيين .
بيان الإستغاثة والتدخل الذي وصف الصراع بأنه عدوان غاشم وغادر وجبان من "من يسمون أنفسهم أنصار الله الحوثة المجرمين اللصوص السلابين " حسب ما جاء في نص البيان في إشارة إلى ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
البيان ذاته أوضح أن الميليشيا الحوثية حشدت مقاتليها وقصفت المنازل في منطقة آل حميدان ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.
ودعا البيان إلى الاستنفار استجابة لدعوة محمد عبدالعظيم كما حذر وهدد ميليشيا الحوثي في حال لم توقف عدوانها بالتنكيل واعلان "الجهاد" والملاحقة والاجتثاث.
ولجأت المليشيا الحوثية، خلال الساعات الماضية، إلى تفجير عدد من منازل القيادات القبلية الموالية لمحمد الحوثي في منطقة "آل حميدان"، بعد أن قامت سابقاً بتفجير مدرسة ومسجد وعشرات المنازل الخاصة بأتباعه.
وكان محمد عبدالعظيم الحوثي اتهم في حوارات صحفية، قبل سنوات، الميليشيا الحوثية بالهيمنة على الحكم واستغلال المذهب الزيدي ووصفهم حسب صحيفة الأهالي بـ " صغار سن وجهلة" وحصلت بينه وبين الميليشيا الحوثية مواجهات لفترات محدودة كانت تنتهي بالصلح.
ويرى مراقبون أن هذا الصراع يوحي بهشاشة الفكر الحوثي وأنه سيمهد إلى تآكل الميليشيات الحوثية واضعافها مادياً ومعنوياً وأنه سيثبت لجميع المغرر بهم أن الحركة الحوثية مجرد ميليشيا تسلطية تستغل الدين لصالح أطماعها وأهدافها السياسية والطائفية والسلالية وأنها تسعى دائماً للإمامة والحكم بدعوى الحق الإلهي المحصور حسب فكرها الضيق في سلالة البطنين ومن ثم لشخصٍ دون غيره لا ينازعه في ذلك أحد ألا ويكون القتل مصيره.
ويؤكد مهتمون بالشأن اليمني أن تاريخ الأئمة في اليمن شهد الكثير من جولات الصراع السياسي الدموي بين فصائل هاشمية من أسر متعددة أو حتى من أسرة واحدة بغية الوصول إلى الحكم وأن زعيم كل فصيل يرى نفسه الأولى بالإمامة نظراً لنسبه أو لمذهبه أو لمدى قدرته على التنكيل بخصوم السلالة والمذهب إلا أن الضحايا في الأغلب هم من أبناء القبائل اليمنية الذين تُزهق أرواحهم وتسفك دماؤهم وقوداً لحربٍ هاشمية.