" أن تصل متأخرًا ، خيرًا من ألا تصل " هكذا افتتحت أم عبدالله حديثها حين وجدناها في قسم حمى الضنك في هيئة مستشفى الثورة العام في تعز ، حاملة على أكتافها ولدها عبدالله الذي لا يتجاوز ال10 سنين .
بعد فترة طويلة من إغلاق قسم الحميات في مستشفى الثورة ، وتجاوز عدد حالات الوفاة أكثر من 10 حالات ، وعدد الإصابات أكثر من 2000 حالة ، حسب إحصائية سابقة لمكتب الصحة افتتح الهلال الأحمر الإماراتي قبل أيام القسم ، ووفر كل الإجراءات الطبية والعلاجية اللازمة ، وتكفل بتوفير المستلزمات الطبية ، والمادية في المركز .
وأشار تقرير صادر عن قسم مكافحة الضنك في مستشفى الثورة العام بتعز أن المركز وبعد أسابيع من افتتاحة بدعم ورعاية من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي استقبل عدد ( 855 ) حالة تم الكشف عنها من الفترة 9 أكتوبر 2018 م إلى يومنا هذا الموافق 23 اكتوبر 2018 .
واثبت التقرير أن عدد الحالات المثبته مخبرياً ( 89 ) حالة ، وعدد الحالات المصابه سابقًا ( 62 ) حالة ، أما عدد الحالات المشتبهة إصابتها ( 351 ) ، وعدد الحالات الباقية حميات ( 353 ) ، فيما بلغ إجمالي الحالات التي تقرر لها الرقود ( 48 ) حالة .
وقال التقرير أن عدد حالات الذكور( 570 ) بينهم ( 151 ) أقل من 18 سنة ، بينما عدد حالات الإناث ( 348 ) بينهن ( 108 ) أقل من 18 سنة .
الطفل عبد الله واحد من الأطفال الذين تلقوا علاجهم في المركز ، تقول والدته " صحيح أن القسم تأخر بالإفتتاح ، لكن عاد بقوة ، ولو أن هناك بعض التقصير الخارج عن إدارة المركز ، إلا أنهم يبقوا مشكورين على جهودهم المبذولة " .
وتشير أم عبد الله إلى أن " أحد الأطفال الذين توفوا بحمى الضنك مطلع هذا الشهر هو جارهم ، وصديق عبد الله ، ووفاته شكلت أزمة نفسية على كل من في الحي ، وكنا متخوفين جدًا ؛ لعدم وجود مركز متخصص معني بحمى الضنك ، لكن الآن الحمد لله الوضع أفضل من سابقه " .
من جانبه أكدّ الدكتور عبدالعليم البريهي مسؤول حملة الإستجابة الطارئة لمكافحة حمى الضنك " أن المركز يستقبل في اليوم الواحد أكثر من أربعين حالة بين الرقود والمعاينة ، ويتم تقديم كافة الخدمات الطبية من فحوصات وأدوية بالمجان ، سواء للحالات المثبتة والمشتبة بإصابتها بحمى الضنك " .
بالمقابل تحدث سالم رشيد أحد المرضى الذين أقبلوا في بداية إفتتاح القسم " أن القسم لا يقدم كل الخدمات التي يروج لها الجميع في وسائل الإعلام ، من جهتنا تحققنا من صحة ما قاله الشاب سالم ، ووجدنا أن سالم كان مُخطئ في المكان الذي يتوجه إليه ، حيث كان يتجه مباشرة للإسعاف بدل من الذهاب لمركز حمى الضنك ، بعدها ذهب ، وأثنى على الدور الذي قوم به الهلال الأحمر الإماراتي في إنقاذ حياة الكثير من الضحايا ، شاكرًا الفريق القائم على المشروع والخدمات المتنوعة بين الصحية والعلاجية وكذلك توزيع الفواكه ، وتوفير كل سبل الراحة للمريض .
من جهته أشاد مدير مكتب الصحة الدكتور عبد الرحيم السامعي ، بالدور الكبير الذي لعبه هذا المشروع في إعادة الحياة لقسم حمى الضنك ، وأوضح "أنه يتم استقبال الحالات بكادر طبي متميز وبكل الإمكانيات من الأدوية الطبية والمحاليل المخبرية المستلزمات للحد من إنتشار الوباء مقدما في الاخير الشكر للهلال الاحمر الاماراتي" .
وخلال زيارة قام بها مدير هيئة مستشفى الثورة العام د.أحمد أنعم للقسم قال "إن المستشفى يكاد يعتمد بصورة شبه كاملة على الدعم الجزيل للهلال الأحمر الإماراتي؛ ليغطي احتياجاته الضرورية ويستمر في العمل، وآخرها التكفل بفتح قسم مكافحة حمى الضنك وتمويله بالأدوية" .
ونوه أنعم إلى "أن قسم مكافحة حمى الضنك هو الوحيد في المدينة الذي يستقبل المرضى ويقدم المساعدة الطبية لهم بصورة مجانية ".
وأفاد "أن هذه اللفته عنت للكثير الكثير ، ودعم القسم يعتبر خطوة إسعافية مواتية في وقت تفشي الحمى في المدينة ، وقد ساهم القسم في التخفيف من معاناة المواطنين بسبب الحرب والواقع الاقتصادي المتردي لا سيما في ظل شحة الدعم الحكومي والمنظماتي، مؤكدًا أن ذلك العطاء ليس غريبًا على هيئة إغاثية بحجم الهلال الأحمر الإماراتي ".
هذا وكانت قد عبرت د.إيلان عبد الحق وكيل محافظة تعز لشؤون الصحة في تدشين المشروع ، عن فرحتها بهذه الخطوة مردفة " أن تعز تحتاج ومازالت تحتاج لتكاتف الجميع للنجاة بأرواح الناس " .
وأثنت بالدور الذي يقوم به الهلال الاحمر الاماراتي ، ولا سيما بالمجال الصحي ومواجهة الاوبئة المنتشره في المواسم كحمی الضنك وغيره .
من جانبة شكر ممثل السلطة المحلية _ منسق الهلال الأحمر الإماراتي في مدينة تعز إبراهيم الجبري هيئة مستشفى الثورة العام بتعز وعلى رأسها الدكتور / أحمد أنعم رئيس الهيئة ، والذي يقوم بجهود كبيرة في التخفيف من معاناة الناس من الحرب والتخفيف من آلام المرضى والجرحى في المستشفى .
مُشيدًا بالدور الكبير الذي يقوم به الكادر العامل بقسم مكافحة الضنك واهتمامهم بالمرضى منذ اليوم الأول .
المشروع أوشك أن يتم شهره وهذا معناه أنه سينتهي ، لكننا على أمل أن يستمر المركز في تقديم خدماته ؛ كون الحالات مستمرة ، والناس بأمس الحاجة لحبل النجاة الذي يقيهم من الغرق في بحر الوباء .
إضافة تعليق