دعا السفير اليمني لدى ماليزيا الدكتور عادل محمد باحميد المجتمع الدولي إلى أن يكون أكثر حرصاً على تطبيق القرارات الأمميّة الملزمة للجميع، مؤكداً على ضرورة تكاتف المجتمع الدولي والإقليمي مع الحكومة اليمنية الشرعية في انهاء الانقلاب المليشاوي الحوثي على اليمن والمدعوم إيرانياً، و وضع حد للمأساة اليمنية التي تفتك بأبناء الشعب اليمني على مدى سنوات، مؤكداً حرص وسعي الحكومة الشرعيّة ودعمها لحلٍّ سياسيٍّ مُستدام وفقاً والمرجعيات الثلاث التي تم الاتفاق عليها وهي المبادرة الخليجية و آليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني و قرارات مجلس الأمن ذات الصلة و على رأسها القرار 2216.
جاء ذلك خلال عرضٍ تفصيليّ قدّمه السفير باحميد في محاضرةٍ سياسية أقيمت بجامعة مالايا الماليزية، بعنوان "فهم الصراع في اليمن" ضمن المؤتمر الأول لنموذج الأمم المتحدة Model United Nation (MUN) الذي يُنظّم في جامعة مالايا تحت إشراف هيئه الأمم المتحدة التي تشرف على هذه المناشط منذ أكثر من 70 عاماً في مختلف دول العالم.
واستعرض السفير باحميد في محاضرته الخلفيّة التاريخية وحقيقة الصراع الدائر في اليمن، موضحاً المحطات التي مرّت بها اليمن منذ ثورة الشباب السلميّة في فبراير 2011 مروراً بالمبادرة الخليجية والانتخابات الرئاسية ومؤتمر الحوار الوطني وصولاً إلى الانقلاب المليشياوي الحوثي على مخرجاته والبدء في الاحتلال المسلّح للمدن والمحافظات حتى إحكام القبضة العسكرية على العاصمة صنعاء ومحاصرة الرئيس الشرعي ومحاولات المتكررة لاغتياله، ومقدماً شرحاً كاملاً حول خلفيّات تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ووقوفه إلى جانب الشرعية الدستورية لاستعادة الدولة ودحر الانقلاب. مؤكداً أن حقيقة الصراع في اليمن ليست صراعاً سنيّا شيعياً كما انها ليست حرباً سعودية على اليمن كما تحاول تصويرها بعض الأطراف، بل هي انقلاب مليشيا مسلّح مدعوم إيرانياً على رئيسٍ وحكومة شرعيّة.
كما استعرض السفير باحميد الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها وترتكبها مليشيا الحوثي ضد المدنيين في مختلف المحافظات، من تجنيد الأطفال واستخدامهم وقوداً للحرب، ومحاولاتها المستميتة إلى تلغيم مستقبل اليمن بتغيير المناهج وحشوها بما يدعو للفرقة والكراهية في صفوف أبناء المجتمع ويحرّض على العنف، وكذا زرعها لمئات الآلاف من الألغام واختطاف جميع المعارضين لهم من ناشطين وسياسيين وممثلين أحزاب وعسكريين وصحفيين وقمع كل معارض ما أوصل اليمن الى نفق مظلم بسبب تصرفاتهم حد قوله. كما تطرّق إلى تورّط المليشيات الانقلابية في تهديد ممرات التجارة الدولية البحرية واستهداف المملكة العربية السعودية بالصواريخ بدعمٍ إيراني.
ونوه باحميد الى أن المليشيات الحوثية تتحمل المسؤولية الكاملة للحرب التي فرضتها على اليمنيين وما نتج عنها من مآسي أثرت على كافة جوانب حياة اليمنيين ولولا انقلابها على العملية السياسية بالقوة ورفضها للتوافق الوطني والتسويات السياسية وسطوها بالقوة على مؤسسات الدولة ومحاولة قهر إرادة الشعب بتصفية الشرعية، وإعلانها الحرب على كل مخالفيها ورفضها للحلول التي أسست لها المرجعيات؛ لولا كل هذه التصرفات لكان اليوم اليمن ينعم بالأمن والإستقرار ولما أصبحت المأساة الانسانيّة اليوم واحدة من أسوء المآسي التي تشهدها البشريّة.
وأكد السفير باحميد في نهاية حديثة أنه من هنا تأتي أهمية وقوف الأسرة الدولية صفاً واحداً للضغط على هذه الميليشيات للانصياع لتطلعات الشعب اليمني ولمواجهة أجندة إيران الإرهابية في المنطقة ولإحلال السلام الدائم والمستدام في اليمن والذي لن يكون إلا عبر الالتزام بهذه المرجعيات الثلاث، ورفض أي محاولات للحياد عنها، أو تجزئة الملف اليمني، أو السعي لإيجاد طرق موازية أخرى، مؤكداً دعم الحكومة اليمنية الشرعية لكافة جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن. غير أنّه شدد على أن واجب المجتمع الدولي اليوم هو إنفاذ وتطبيق مقررات وقرارات الأمم المتحدة الملزمة للجميع، وليس إعطاء قبلة الحياة للمليشيا المتمرّدة كلما أطبق الجيش الوطني مدعوماً بالتحالف العربي الخناق عليها لتذعن لصوت العقل وتجلس على طاولة الحوار للوصول إلى تسوية سياسيّة تنهي المعاناة والمأساة في اليمن.
وختم باحميد عرضه السياسي قائلاً: لا خيار أمامنا اليوم كي نتمكن من بناء اليمن الاتحادي الجديد وكي ينعم الجوار والمنطقة بالامن والأمان غير دحر هذا الانقلاب وطيّ صفحته السوداء من تاريخنا ودحر مليشياته التي تُثبت كل يوم أنها لا تملك غير مشاريع الموت والدمار.
هذا ويعتبر مؤتمر "مالايا نموذج الأمم المتحدة الدولي" 2018 MalyaMUN هو مؤتمر الأمم المتحدة النموذجي الأول الذي تنظمه جامعة مالايا الماليزية خلال الفترة من15 وحتى 18 من نوفمبر 2018 ويستهدف مشاركة حوالي 500 ممثل من جميع انحاء العالم.