أكد السفير اليمني لدى ماليزيا الدكتور عادل محمد باحميد أن الموقف والوضع الحالي في اليمن أخذ الكثير من الاهتمام خلال العام الماضي بعد قرابة أربع سنوات من الحرب الكارثية التي أسفرت عن الآلاف من الوفيات والإعاقات ووضعت اليمن تحت واحدة من أفضع الأزمات الإنسانية في العالم، مع احتياج حوالي 22 مليون يمني إلى مساعدات إنسانية عاجلة من مجمل 27 مليون نسمة.
وأشار السفير باحميد خلال عرضه في المحاضرة التي ألقاها في المعهد الماليزي للدراسات الدولية بالجامعة الوطنية الماليزية (UKM)، تحت عنوان (فهم الصراع في اليمن) ، إلى مجريات الأحداث في اليمن منذ ثورة الحادي عشر من فبراير حتي يومنا هذا وعرج على الانقلاب المليشاوي الحوثي المدعوم من إيران وحزب الله في لبنان وكيف انقلبوا على المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل بعد أن أجمع عليها اليمنيون جميعا بما فيهم المليشيات الحوثية.
ونوه باحميد إلى أن خلفية اندلاع هذه الحرب لاتزال غير واضحة إلى حد كبير للكثير من المهتمين حول العالم الذين تختلف تصوراتهم غير المؤكدة عن الأسباب الرئيسية الحقيقية التي أدت إلى هذه الحرب الكارثية، حيث قال ان البعض يعتبرها حرباً سعودية ضد اليمن ، بينما يتحدث آخرون عن حرب إيرانية بالوكالة ضد السعودية، وإن على الحكومة الشرعية الإجابة على العديد من الأسئلة فيما يخص هذا الموضوع وعلى وجه الخصوص جذور وحقيقة الميليشيات الحوثية.
واستطرد السفير باحميد في توضيحه لعمق المأساة اليمنية وجذورها التاريخية بالقول "نحن في اليمن نواجه مجموعة تدعي أن لها الحق الإلهي في الحكم، فنحن دون شك ضد العنصرية العرقيّة، ولكن عندما تأتي مجموعة وتريد بالقوة تطبيق دعواها في الحق الإلهي بالحكم في اليمن .. فقط لأنهم يدّعون انهم يمتلكون الدم المقدّس في أجسادهم، بينما نحن والبقية مثل الأكياس الورقيّة (الزنابيل) بالنسبة لهم، هذا أمر مرفوض ولا أحد على الإطلاق يمكن أن يقبل ذلك".
وشدد السفير باحميد على أهمية عقد مثل هذه المحاضرات التعريفية بالقضية اليمنية التي توضح الأزمة الانسانية التي تشهدها الكثير من المناطق اليمنية جرّاء الانقلاب الحوثي الغاشم وتداعياته على النواحي الانسانية بكافة أبعادها. موضحاً الجهود التي تقوم بها الحكومة الشرعية بالتعاون مع العديد من المنظمات الاقليمية والدولية في محاولة التخفيف من حدّة الوضع الانساني بالرغم من تزايد رقعة الاحتياج في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة والغذاء وغيرها من القطاعات.
وختم السفير عادل باحميد محاضرتة بعرض بعض الصور والفيديوهات التي توضح كيف أجرمت هذه المليشيات الحوثية بحق الشعب اليمني والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها ضد المدنيين في مختلف المحافظات، منها زرع ملايين الألغام وتجنيد الأطفال وتغيير المناهج الدراسية واختطاف جميع المعارضين لهم من (ناشطين وسياسيين وممثلين أحزاب وعسكريين وصحفيين وقمع كل من يعترضهم حتى وصل بهم الامر الى اعتقال كل من يطالب براتبه، وكانت اخر جرائمهم قصف القرى الريفية المدنية بمنطقة حجور بمحافظة حجة بالصواريخ البالستية.
تبع ذلك مداخلات ونقاش من قبل الدكاترة والباحثين والطلبة الماليزين وكذلك اليمنيين مع السفير باحميد والذي أوضح و شرح الحيثيات التي تلازم الوضع الحالي و الآلية التي تتبعها الحكومة الشرعية لإيجاد حلول تساهم في تخفيف المعاناة التي يمر بها أبناء الوطن في الداخل والخارج جراء الانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية.