يواصل الوزير السابق والمستشار الرئاسي عبدالملك المخلافي وضع نقاط خبرته السياسية التحليلية على شتات حروف الواقع السياسي اليمني، خصوصا فيما يتعلق بمشاورات السلام مع مليشيات الحوثي الانقلابية، راسما في هذا الصدد الخطوط العريضة للحكومة الشرعية ومحذرا من مغبة الدخول في حلقة مفرغة من المشاورات العقيمة من خلال تجربته السياسية الطويلة وقراءته المتعمقة للنفسية الإمامية الكهنوتية المتوارثة.
وعلى غرار محركات الثورات اليمنية وفلاسفتها عبر التاريخ يرى اليمنيون اليوم في المخلافي فيلسوف الجمهورية الرابعة، ذلك أنه -كما يرى الكثيرون- الوحيد من بين كل ساسة الحكومة الشرعية من يمسك بزمام القضية اليمنية ويعرف تداخلها وتشابكها التأريخي والمجتمعي ناهيك عن إدراكه التام لنوازع ومحركات مليشيات الحوثي الدينية والإيدلوجية والسلالية العنصرية.
وفي هذا المنحى التنويري غرّد المخلافي على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر طارحا فكرا فلسفيا لمفهومي الحرب والسلام باعتبار نتائجهما سرابا ما لم تكن أرضية انطلاقهما صحيحة محذرا من الترويج لسلام زائف مع جماعة لا تعرف أبجديات السلام، حيث قال: "الحروب تحركها أوهام طرف إقصائي يظن مقدرته على إقصاء الآخرين والانتصار عليهم، وتراق دماء كثيرة قبل أن ينكشف الوهم في النهاية. السلام أيضا قد يكون وهما وله نفس نتائج وهم الحرب إذا لم تكن الأغلبية الحريصة على السلام مدركة لمخاطر الترويج لسلام زائف".
وأضاف المخلافي في معرض تحليله للتركيبة النفسية للمليشيات الحوثية قائلا بأن الانقلابيين لن يتخلوا عن أي شبر تحت أيديهم إلا عن طريق الهزيمة العسكرية واصفا الاتفاقات المجزأة مع هذه المليشيات بأنها ملهاة وفخ إمامي يعبر عن تفكيرها اللعين، وقال في تغريدته "من يعرف جماعة الحوثي يدرك أنها لن تفرط بما تعتقد انها أوراق بيدها أكانت أرض كالحديدة مثلا أو حتى معتقلين، وستبقى محتفظة بكل ذلك إلى اللحظات الأخيرة قبل هزيمتها لتحصل مقابل ذلك على وضع أفضل في التفاوض فلا يجب الركون على تنفيذ أي اتفاقات مجزأة معها، إنه التفكير الأمامي اللعين."
واستطرد المخلافي في حديثه عن وهم السلام موضحا أن مليشيات الحوثي لن تغتنم فرصة دعوة الرئيس هادي الأخيرة للجنوح للسلام لأنها لا تفهم إلا لغة الحرب ولا تنكسر شوكتها إلا بالقوة كما يتحدث التاريخ عن مثل هذه الجماعات، فقال في إحدى تغريداته: "لا يوجد مع الأسف في الطرف الحوثي يد مقابلة تقابل اليد الممدودة للسلام من جانب الشرعية. ولايوجد عقلاء يستفيدون من دعوة رئيس الجمهورية للسلام في خطاب سيئون ولهذا ستضيع الفرصة وستستمر الحرب مع جماعة لا تفهم إلا لغة الحرب والدمار ولا تفهم لغة السلام والأخوة والحفاظ على الوطن ."
كما أكد المخلافي رغبة اليمني في طي صفحة الحرب والخروج من امتداد ليله المظلم الى شروق غده، لكن لا يوجد في الجهة المقابلة من يسعى لذلك، لأن من يشعل الحرب ويعمل على استدامتها مسكونين بأوهام السيطرة والتحكم برقاب اليمنيين بدعاوى سلالية وخرافات دينية تخلص منها الشعب اليمني قبل عقود من الزمن، حيث قال: "لا يوجد عاقل يريد الحرب ، ولكن المأساة أن من يقرر الحرب ويتحكم بمسارها هم المعاتيه ، أصحاب مشاريع وأوهام السيطرة والإقصاء ونزعات التحكم بالبشر بدعاوى زائفة دينية أو عنصرية أو أيدلوجية. وهم من يحرم الناس الحياة والسلام ويتسببون بالدمار وهو ما تعمله جماعة الحوثي في بلادنا ."
وختم المستشار المخلافي رؤيته حول السلام مع مليشيات الحوثي الرافضة لكل دعوات السلام مؤكدا أن الشعوب ترفض الحروب وتمقتها لكنها لن تستسلم لإرهاب القوة والبطش، والشعب اليمني صعب المراس على الاستسلام والخنوع، إذ يقول: "الشعوب ترفض الحروب وتعاني من آثارها المدمرة في كل المجالات وتنشد السلام والحياة ، ولكنها لا تستسلم لمن يعتقد أنه بالقوة يمكن أن يسيطر عليها و يفرض عليها الاستسلام . هذا هو قانون الحياة الذي لم يفهمه كل من اعتقد أنه بالقوة والدمار والرعب والخوف سيفرض إرادته على أي شعب."