أكدت مصادر قبلية مطلعة أن إرسال ميليشيات الحوثي لعدة وساطات متعاقبة، يندرج ضمن ما تصفه الجماعة بمبدأ «إقامة الحجة» ولتبرير أي انتهاكات لاحقة للميلشيات، من قبيل محاولة اقتحام مناطق «آل عواض» واستهداف وجاهاتها القبلية البارزة بأنه جاء بعد استنفاد كافة مساعي التسوية السلمية، مؤكدة أن الحوثي لا يرسل لجان الوساطة لتحقيق هذه الغاية، وإنما للدفع بالخلافات الناشئة صوب طريق مسدود.
وقالت المصادر ل«الخليج» إن قبائل البيضاء تتميز بالتماسك واللحمة الداخلية بين مكوناتها ومن الصعب على الحوثيين إحداث انشقاقات داخلها أو اختراقها من خلال استمالة بعض الوجاهات القبلية وهي الطريقة التي تلجأ إليها الميليشيات وتمكنت بفعلها من السيطرة على عاصمة محافظة الجوف وإخضاع قبائل مناطق طوق العاصمة صنعاء، مشيرة إلى أن قبائل البيضاء ستفشل رهانات الحوثيين.
من جهة أخرى كشف الناطق باسم المقاومة القبلية في مناطق «آل حميقان» بالبيضاء «عامر الحميقاني» عن السبب الحقيقي وراء إرسال زعيم الحوثيين لجنة مشكلة من قيادات حوثية إلى مشائخ البيضاء الموالين له، بالتزامن مع تصاعد الخلافات والتوتر بين الحوثيين وقبائل «آل عواض».
وأكد «الحميقاني» أن الحوثي أرسل لجنة ممثلة له لعقد اجتماعات مع مشائخ ووجاهات قبائل البيضاء الموالين له بهدف إجبارهم على الوقوف معه ضد التحالف القبلي الذي أعقب إعلان الشيخ «ياسر العواضي» داعي النكف القبلي، معتبراً أن هؤلاء المشائخ أمامهم الفرصة الأخيرة «إما الوقوف بصف الأحرار وإما بصف الحوثي ومصيرهم واحد».
في الأثناء، وصل ما يزيد على 20 قتيلاً من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى المستشفيات، حيث قُتل العشرات في جبهة صرواح، ومن بينهم أبوعبدالله الشاوش مهندس الألغام في جبهة صرواح، وأبوعلي القاضي مشرف منطقة بحرة في مديرية نهم، وأبوهاشم الحمزي مشرف الميليشيات الحوثية في الجوف، ومعه أبومالك الحمزي المسؤول المالي ومسؤول الإمداد والتموين لجبهة الجوف.
وكانت مصادر عسكرية ميدانية أكدت مصرع 6 قادة ميدانيين من ميليشيات الحوثي، بالإضافة إلى عشرات العناصر، مؤكدة أن جميع القيادات ينحدرون من محافظة عمران، وهم خليل الغرباني، ونجيب الغيلي، وكامل الفهد، ومحمد الشلال، ومحمد البوطري، وحمود صباح.
يذكر أن الميليشيات لم تلتزم بالهدنة التي أطلقها تحالف دعم الشرعية في اليمن، ولاقت ترحيباً دولياً واسعاً، وشنت هجمات واسعة في صرواح وطوق صنعاء والجوف والبيضاء، وتكبدت خسائر كبيرة.
ويعتبر الأسبوع الماضي أسبوعاً قاسياً على ميليشيات الحوثي، حيث فقدت العديد من القيادات الميدانية، منها العميد علي الكريدي، والعقيد عمار عبدالخالق الذيب، والعقيد خالد الكحلاني، ونهاية باللواء عبدالله الحمران، قائد القوات الخاصة الحوثية.