رئيس مجلس النواب يوجه مذكرة لرئيس الوزراء بشأن تنفيذ توصيات جائحة كورونا


وجه رئيس مجلس النواب سلطان البركاني، اليوم، مذكرة إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، بشأن تنفيذالتوصيات الخاصة بجائحة كورونا.

وجاء في المذكرة: يتابع مجلس النواب باهتمام وقلق بالغ الوضع الصحي الكارثي الذي تمر به بلادنا في ظل انتشار جائحة"كورونا" وغيرها من الحُميات الخطرة التي تفتك بأرواح العديد من المواطنين وخصوصاً في محافظة عدن "المنكوبة" جرّاءتفشي هذا الوباء، بالإضافة إلى الأضرار الناتجة عن كارثة السيول التي شهدتها المحافظة وأدت إلى انهيار في شبكةالصرف الصحي، وما خلفته من أضرار بيئية بالغة، أدت إلى تفاقم مخاطر الوضع الصحي المأساوي فيها، وارتفاع أعدادالوفيات بشكل كبير، وكذا ما تعانيه العاصمة صنعاء ومحافظة تعز والمحافظات الأخرى جرّاء انتشار هذا الوباء القاتل، فيظل انهيار وتردي منظومة الخدمات الصحية، وضعف الإمكانيات اللازمة لمواجهة هذه الأوبئة والحد من انتشارها، الأمر الذييتطلب مضاعفة كافة الجهود وحشد كل الطاقات والقدرات الضرورية لمواجهة هذه الكارثة الصحية الإنسانية، وتخفيف الآثارالناتجة عنها والحفاظ على أرواح المواطنين، والتنسيق الدائم والمستمر مع الأشقاء والأصدقاء والمنظمات الدولية والإنسانية،وتكثيف التواصل معهم بهدف دعم جهود الحكومة وتعزيز قدرات القطاع الصحي وبما يمكنها من مواجهة مجمل هذهالتحديات والمخاطر التي تحدق بشعبنا ووطننا.

كما أكدت المذكرة، أنه وانطلاقاً من مسؤولية مجلس النواب الدستورية، فقد كلف المجلس لجنة الصحة العامة والسكانوأعضاء من محافظة عدن والمحافظات المتضررة، ومختصين في لجان أخرى لمتابعة الأوضاع بشأن جائحة كورونا والحمياتالأخرى المتفشية حالياً، وقد قامت اللجنة بالتواصل مع وزارة الصحة العامة والسكان ومكاتب الصحة بالمحافظات، والجهاتالمعنية وخرجت بتوصيات تضمنها تقريرها الرئيسي وتقريرها التكميلي، مرفقاً إليكم التوصيات والتقرير التكميلي.

ورأى مجلس النواب، أهمية قيام الحكومة بوضع تلك التوصيات موضع التنفيذ وموافاته أولاً بأول بما تم اتخاذه سواءً فيمايتعلق بالإجراءات العاجلة أو المعالجات الشاملة، وهي على النحو الاتي:

1- العمل على تنفيذ التوصيات الواردة في التقرير الرئيسي والتقرير التكميلي وبصورة عاجلة، وتكليف كافة الجهات المعنيةبالقيام بواجباتها ومهامها كلاً فيما يخصه، ومحاسبة أي مقصر.
 
2- توجه الحكومة الإمكانيات المتاحة كاملة لمواجهة هذه الكارثة نظراً لخطورة الأوضاع، وتعطي مدينة عدن المنكوبة الأولويةالأولى.

3- قيام اللجنة العليا للطوارئ برئاسة الدكتور سالم الخنبشي بمسؤولياتها ومهامها كاملة لإدارة العملية مالياً وفنياً وتخطيطاًوقيادة كل الأجهزة والمرافق المعنية في عدن والمحافظات الأخرى، وإعداد الخطط اللازمة والبرامج والآليات وطرحها للعالموالأشقاء والأصدقاء، ووضع العالم أمام حقيقة الأوضاع بشكل كامل، وتلقيها للمساعدات والدعم والإشراف عليها، والعملعلى توزيعها توزيعاً عادل بحسب الاحتياج والضرورة.

4- أهمية تنفيذ خطة الاستجابة الطارئة المعدة من قِبل المختصين بوزارة الصحة العامة والسكان وتزويد العالم بها لإطلاعهمعلى كافة المعلومات والبيانات والمتطلبات.
 
5- تشكيل غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة للقيام بمتابعة الأوضاع الميدانية والتواصل والتنسيق المستمر مع شركاءبلادنا والدول المانحة والمنظمات الدولية والإنسانية، وذلك عبر مختلف وسائل التواصل الممكنة للتدخل الإنساني الطارئوبصورة عاجلة على ضوء المستجدات الجديدة، والحشد لكافة الموارد الممكنة لمواجهة مختلف الكوارث والنزول الميدانيللمحافظات لمتابعة الأوضاع عن كثب ودعم قدرات القطاع الصحي بمختلف الأجهزة والمعدات اللازمة والضرورية.

6- ضرورة وضع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية أمام حقيقة الوضع الإنساني والصحي الذي تعِيشهُ بلادنا وفيم قدمة ذلكما تعانيه مدينة عدن بصورة خاصة وبقية المحافظات بصورة عامة وبما يكفل دعم العالم ومساندته الكاملة لجهود الحكومة فيإنقاذ حياة أبناء الشعب اليمني وتخفيف الآثار الناجمة عن هذه الأوبئة من خلال نشر المعلومات والاحصائيات والبياناتوالخطط، وعقد المؤتمرات الصحفية ونشر خطة الاستجابة التي أعدها بعض الخبراء ودكاترة الجامعة.

7- تكثيف التواصل ومخاطبة المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية "Who" والمنظمات الدولية الإنسانية عبر اللجنة العلياللطوارئ ووزارة الصحة العامة والسكان لتوضيح خطورة الوضع الصحي في اليمن والكارثة التي تسببت بها جائحة كوروناوالحميات الأخرى المنتشرة في العاصمة المؤقتة عدن بصورة خاصة والعاصمة صنعاء وبقية المحافظات بصورة عامة وبمايكفل حشد الدعم من المجتمع الدولي للحكومة الشرعية ومساهمتها الكاملة في إنقاذ حياة الشعب اليمني وتخفيف الآثارالناجمة عن هذا الوباء والحميات المنتشرة.

8- التنسيق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية والدول الشقيقة والصديقة بشأن تقديم مساعدات ومعونات إنسانيةعاجلة وطارئة، وتسهيل كافة الإجراءات اللازمة لنقلها ووصولها إلى المتضررين من أبناء شعبنا اليمني في محافظة عدنوالمحافظات الأخرى، بحيث تكون اللجنة العليا للطوارئ هي المخولة بعملية الاستقبال لهذه المساعدات والإشراف والمتابعة علىتوزيعها بالتنسيق مع الجهات المعنية حتى يتم الاستفادة منها وبالشكل المطلوب.

9- دعوة الأشقاء في مركز الملك سلمان للتدخل لإنقاذ الوضع الذي تعيشه محافظة عدن، وتعز وبقية المحافظات وفقا لخطةمعدة بصورة عاجلة تتبنى الاستجابة الطارئة والمستعجلة لإنقاذ حياة المواطنين.

10- يقدر مجلس النواب تقديراً عالياً المساهمات والمساعدات الإغاثية التي قدمتها بعض الجهات حتى الان ومنها "المملكةالعربية السعودية" مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية والاغاثية، ومنظمة الصحة العالمية، والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة،والبنك الدولي، والبنك الإسلامي للتنمية، وما بادرت به مجموعة هائل سعيد أنعم مشكورة، فإنه يؤكد في ذات الوقت علىضرورة استمرار الحكومة في توجيه نداء الاستغاثة للعالم والأمم المتحدة والمنظمات ذات العلاقة لتكثيف تدخلاتها وحشد كافةالموارد والامكانيات اللازمة لمواجهة الوضع الإنساني والصحي الذي تعيشه بلادنا، ومساندة كافة الجهود التي تقوم بهاالحكومة والجهات المختلفة ذات العلاقة في مواجهة مختلف الأوبئة، ومجابهة فيروس كورونا بمحافظة عدن وبقية المحافظاتاليمنية، ودعم وتعزيز قدرات المستشفيات والقطاع الصحي، وتنفيذ مزيداً من برامج مشاريع الاصحاح البيئي العاجلةوالبرامج المتعلقة بالجانب التوعوي.

11- يأمل المجلس أن تُعد الحكومة خطة شاملة لعرضها على المانحين في الاجتماع الذي سيتم في الثاني من يوليو القادم2020م بما يلبي التطلعات والاحتياجات ويوفر الموارد لمواجهة هذه المخاطر.

12- مطالبة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بالتدخل الفوري والعاجل لحماية المواطنين اليمنيين الذين يعيشون فيالعاصمة صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية لمنع المليشيات من الاستمرار في اتخاذ الإجراءاتالجائرة سواء في حق المصابين وأقاربهم أو في أماكن العزل، وبالتعامل مع المتوفين وبالإجراءات الكارثية غير الاحترازية وغيرالوقائية التي اتخذتها تلك المليشيات والتي ستؤدي إلى تعريض معظم سكان تلك المناطق لأخطار حقيقية من جراء تفشيالجائحات الوبائية، والتعمد بإخفاء المعلومات، ودليل ذلك ارتفاع عدد الوفيات بشكل كبير في صنعاء والمحافظات التي تسيطرعليها المليشيات الحوثية رغم محاولات التعتيم التي يمارسونها، مما يؤكد بأن الوضع في صنعاء أخطر بكثير مما هو معلن.

13- مناشدة الأشقاء بالمملكة العربية السعودية والأشقاء في العالم العربي والأصدقاء بدول العالم والمنظمات بالتدخل العاجلوالفوري لمواجهة المشكلة وتوفير الخدمات الطبية والعلاجية والوقائية اللازمة كي تستطيع المرافق الصحية القيام بواجباتها علىأكمل وجه بما فيها مراكز الحجر والعزل الطبية وتأمين احتياجاتها من أدوية ومستلزمات علاجية ووقائية وإسناد وموازناتتشغيلية، نظراً للأوضاع التي تمر بها بلادنا وعدم قدرتها على توفير الإمكانات.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص