كلنا يعي ما تعشيه محافظة تعز من مشاكل في الجانب الخدمي وتحديدا في جانب مشروع النظافة والتحسين وهو ما يقتصر على المحافظة فقط بل هي مشكلة يعاني منها الوطن ككل على الرغم من تلك الإيرادات المالية العامة الخاصة بمشروع النظافة والتحسين وعلى الرغم أيضا من دور المنظمات والمبادرات والجهود التي بذلت من أجل التخفيف من المشكلة إلا أن الواقع يبرهن أن الوضع لم يتغير ولاتزال ظاهرة تراكم أكوام القمامة أبرز الظواهر المجتمعية التي تزعج المجتمع المحلي كون تمثل خطورتها العديد من المشاكل البيئية والصحية التي تنذر بعواقب لا تخفى .
موقع المستقبل أونلاين - سلط الضوء على هذا الملف من خلال إجراء استطلاعا صحفيا لمعرفة المزيد من الآراء من قبل الرأي العام وأفراد المجتمع المحلي حيث كانت البداية عاقل حارة المظفر.
المواطن شريك أساسي
قال عاقل حارة المظفر بالمدينة القديمة بمحافظة تعز جميل محمد صالح حرب الذي بدوره قال المواطن شريك أساسي في النظافة كونه المسؤول الأول عن تراكم أكوام القمامة في الاماكن الغير مخصصة لوضع المخلفات فيها نتيجة لما يمارسه من سلوكيات غير حضارية في التخلص من المخلفات وبذلك لا يمكن حل الا أن يكون لدى المواطن ثقافة حضرية في التعامل مع القمامة وأن تكون الممارسات السليمة في التخلص منها ثقافة وقناعة عنده وليس مجرد عبء .
مشكلة النظافة تؤرق وتقلق الجميع
ومن جهته قال المواطن رامي الحاج بأن مشكلة النظافة أصبحت مشكلة تؤرق وتقلق الجميع في مجتمعنا اليمني لاسيما وأن لا يوجد هناك أي اهتماما بالشكل الصحيح من قبل القائمين على السلطة المحلية بالمحافظة تعز فالأمس القريب كانت تعز تغرق بأكوام القمامة في كل الاحياء السكنية بالمدينة بسبب إضراب العاملين بمشروع النظافة بحجة عدم انتظام صرف مرتباتهم وبذلك لاتزال مشكلة النظافة تهدد المواطن التعزي كون ما يقوم به صندوق النظافة والتحسين برفع أكوام القمامة لم يكون بشكل منظم بحيث يتم إعادة تفعيل برنامج الترحيل المباشر التي كانت قد دشنت قبل الحرب بحيث يتولى المشروع نقل المخلفات بشكل يومي وعدم إبقاءها مطلقا كونها تعمل على تلوث الهواء والبيئية لاسيما وأن ليس هناك أماكن متخصصة بمخالفات القمامة وإنما العشوائية في رمى المخلفات التي تغزو كل الاحياء السكنية بالمدينة .
مسؤولية النظافة تبدأ من المواطن وتنتهي عن السلطة المحلية
وقال المواطن عبد المهيمن نبيل القاضي بأن مشكلتنا كشعوب عربية الهروب من المسؤولية وتحميلها الآخرين فالمواطن يحمل السلطة المحلية والسلطة المحلية تحمل المواطن والحقيقة أن الكل يتحمل المسؤولية كلا بحسب موقعه مسئولية المواطن رمي القمامة في المكان المرتب لها وتوعية أفراد أسرته بذلك وعدم إخراج مخلفات المقامة مع قصار وأطفال صغر السن الذين هم يضاعفون من مشكلة النظافة من خلال التخلص بمخلفات القمامة في أي مكان دون إيصالها للأماكن المخصصة لها ، كما هي مسئولية الدولة نشر الوعي بأهمية النظافة وعمل برامج توعوية بذلك بالإضافة تخصيص أماكن متخصصة بمخالفات القمامة من خلال عمل دراسات المناسبة والتخطيط الجيد لذلك مع توفير كل متطلبات احتواء القمامة وباعتقادي سوف يستجيب المواطن ويتفاعل عندما يجد الجدية في حل هذه المشكلة .
قصور حكومية وفشل إدارة الصندوق
ومن جانبه أشار أحد عمال صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة بأن من أهم أسباب مشكلة النظافة هي قصور السلطة المحلية بمحافظة تعز وفشل إدارة الصندوق النظافة والتحسين تجاه معظم عمال النظافة محرمون من أبسط حقوقهم في المكافآت والحوافز ناهيك عن ما يتعرضون له من معاملة سيئة للغاية من قبل المسؤولين عليهم وكذلك الوعود الكاذبة في تثبيتهم التي ذهبت أدراج الرياح منذ سنوات طويلة مضيفا بأن بالرغم ما تصرف من ميزانيات مالية حكومية تحت مبرر النظافة والتحسين وكذلك بعض الدعم المالي من المنظمات والمبادرات التي تبذل باسم النظافة والتحسين إلا أن كل تلك المبالغ تذهب إلى أوكار الفاسدين من عصابات مخصصة تمثل لوبي خبيث بينما عامل النظافة والتحسين مغلوبا على امره .
أين تذهب إيرادات صندوق النظافة والتحسين
ومن جهته قال أحد موظفي مشروع النظافة والتحسين نتساءل إين تذهب إيرادات صندوق النظافة والتحسين خصوصا وأن هناك المئات من التجار وأصحاب النشاطات التجارية يسددون رسوم لصندوق النظافة والتحسين خصوصا مع استقرار الاوضاع بالمحافظة وتطبيع الحياة فيها مؤكدا بأن مشكلة النظافة والتحسين تتفاقم يوما بعد يوم بسبب نقص المعدات الكافية التي لا تستطيع تغطية كافة الاماكن بالمحافظة بسبب ما تعرضت لها المعدات الناقلة للقمامة السابقة للنهب والتدمير أثناء الاحداث الدامية التي شهدتها مدينة تعز جراء اجتياح مدينة تعز من قبل العصابة الإجرامية الانقلابية الحوثية مؤكدا بأن العديد من العربات الترحيل تعرضت للسرقة من قبل بعض أطراف القادة العسكرين بحيث قاموا بتغير عربات الترحيل إلى أطقم عسكرية مصغرة وكذلك العديد من البراميل القمامة تم إتلافها بطريقة عبثية .
واخيرا ...
على الرغم من اختلاف الآراء كان الاتفاق على أن الواقع صعب وأن مشكلة النظافة تتفاقم والوضع مزري جدا ونحن من هنا نستغل المناسبة لندعو الجميع بتضافر الجهود المبذولة اذا أردنا لهذه المشكلة المجتمعية التي تهدد السكان المحليين ككل وتهدد البيئية فعلينا جميعا أن نؤمن بأن كل شيء يعود علينا بنفعه أو ضره لذا أعملوا من أجلكم حتى نستحق *
وعلى صعيد آخر مازال هناك كابوس مرعب يتمثل في صيانة الحفريات وطفح المجاري وبعض الحفريات المفتوحة التي تهدد المواطنين ،
فقد عبر مواطنون من أهالي وسكان المدينة القديمة بمحافظة تعز عن استيائهم من طفح مياه الصرف الصحي وسط الاحياء السكينة بالمدينة القديمة تحت مسجد المظفر ، واشتكى المارة من طفح مياه المجاري وانتشارها منذ ما يقارب ثلاث أشهر متواصلة بسبب فيضان عدد من مناهل الصرف التي باتت في حاجه ماسه إلى صيانتها ويخشى مواطنون مدينة تعز من انتشار الأوبئة والأمراض إثر استمرار طفح المجاري وتفاقم الوضع البيئي والذي سيؤثر بشكل كبير في زيادة تردي الجانب الصحي وتعاني شبكة الصرف الصحي في المدينة لتدهور كبير في ظل صمت الجهات المختصة في السلطة المحلية بمحافظة تعز.
أما فيما يتعلق في انتشار الحفريات فقط سبق وأن ناشد المواطنين السلطات المحلية بسرعة إنقاذ حياتهم من خلال إيجاد حلول لإغلاق العديد من الحفريات المفتوحة على قارعة الطرقات العامة بالمدينة القديمة بتعز ناشد العديد من أهالي وسكان المدينة القديمة بمحافظة تعز السلطات المحلية ممثلة بقيادة المحافظة والمجلس المحلي بالمديرية إلى سرعة إنقاذ حياتهم اليومية من خلال إغلاق العديد من الحفريات المفتوحة الذي تعد بمثابة كابوسا مزعجا يهدد سلامة الاطفال وكبار السن لاسيما في ظل مواسم الامطار .
الجدير بالذكر بأن تلك الحفريات من سنوات طويلة لم يتم صيانتها من قبل السلطات المحلية بالمحافظة مطلقا برغم من سقوط العديد من الضحايا الأبرياء خلال السنوات الماضية ففي ظل غياب التيار الكهربائي عن معظم الشوارع بالمدينة وفي ظل الظلام الدامس تعد تلك الحفريات المفتوحة كابوس أمام المواطنين خصوصا منهم كبار السن والاطفال ناهيك عن ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين وغيرهم .
و لمعرفة أراء المواطنين المتضررين من تلك الحفريات المفتوحة فكانت البداية مع المواطن جمال النخيبي والذي تحدث إلينا قائلا : إن مشكلة الحفريات في شوارع مدينة تعز ليست وليدة اللحظة, هي متراكمة منذ وقت طويل ولكنها تتزايد يوماٍ بعد يوم وعملية الترميمات متوقفة منذ فترة طويلة لا ندري لماذا يتم التأخير والمماطلة في تنفيذها رغم أنها تعكس صورة المدينة بل وتهدد سلامة المواطنين وأضاف: مثلا أنا ساكن في المدينة القديمة داخل باب الكبير وفي الطريق العام كانت هناك بعض الحفر الصغيرة مسبقاٍ لكنها تزايدت في الآونة الأخيرة بصورة مخزية الحفريات وتوسعها وننتظر من السلطة المحلية ومكتب الأشغال والطرق معالجة هذه الإشكاليات. من خلال صيانة إعادة الاغطية البلاستيكية أو الحديدة التي تعزل سقوط أي فرد لا سمح الله كما حصل مسبقا عندما سقط العديد الافراد في تلك الحفريات المفتوحة .
قصور في الصيانة
المواطن ابراهيم علي قال : إن الطرقات لديها عمر افتراضي والصيانة مهمة ويجب أن تكون دورية, وهناك تقصير في مسألة الترميمات والصيانة من قبل المؤسسات الخدمية وفي مقدمتها المجلس المحلي بالمديرية الذي تورد الى حساباتها ايرادات مقابل النظافة والمشاريع الخدمية للمديرية لكن في حقيقة الامر هناك تقصير واضحا منوها بأبرز الأسباب التي ضاعفت على توسيع تلك “الحفريات هي المجاري وقيام مؤسسة المياه بقطع الشارع لإصلاح طفح الصرف الصحي ولا تقوم بإعادة الترميم وبذلك تبدأ الحفر بالتوسع.. إضافة إلى استحداث المطبات العشوائية في الشوارع والتي تعمل على إحداث انعطافات وأيضا سيول الأمطار وعدم الصيانة الدورية ، وكذلك الجسر الارضي المؤدي إلى عصيفرة الذي وضعت فيه حفريات كان عليه الاغطية الخارجية البلاستيكية والحديدة ومع مرور سنوات على تلك الاغطية كسرت جميعها بدون أن يتم اعادة صيانة لاسيما في ظل عدم اهتمام الجهات المختصة .