قبائل مديرية ردمان تصدّ جحافل حوثية في أول أيام المعركة

صد مسلحو القبائل في مديرية ردمان التابعة لمحافظة البيضاء، الخميس، زحوفاً حوثية ضخمة في أول أيام المعركة التي تحاول الجماعة من خلالها اجتياح المديرية وإخضاعها بعد فشل أسابيع من جهود الوساطة التي استغلتها لمحاصرة قبائل آل عواض.

وأفادت مصادر محلية في محافظة البيضاء «الشرق الأوسط» بأن الجماعة الحوثية عزلت مع اشتداد المواجهات مديرية ردمان وقطعت الاتصالات عنها في سياق توظيفها هذا القطاع الذي تسيطر عليه من صنعاء في عملياتها العسكرية ضد اليمنيين.

وأكد المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة حاولت أن تشن زحفها من 8 جبهات على المديرية غداة استهدافها بالصواريخ والطائرات المسيرة، غير أنها تكبدت خسائر ضخمة في الأرواح والعتاد على يد مسلحي القبائل الذين احتشدوا إلى المديرية تلبية لدعوة الزعيم القبلي والقيادي في حزب «المؤتمر الشعبي (جناح صالح)» ياسر العواضي.

وفي سياق سعي الجماعة لتحشيد أتباعها في المعركة، اتهمت العواضي بـ«الخيانة» وبتلقي الدعم من تحالف دعم الشرعية وقوات الجيش اليمني، حسبما بثته المصادر الإعلامية التابعة لها.

وذكرت مصادر قبلية ميدانية أن الميليشيات تحاول اختراق مديرية ردمان من جهة الحماطة والراكب ومن محاور أخرى، في وقت أدت فيه المواجهات إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين الحوثيين وعدد من رجال القبائل.

وعلى وقع دعوات اليمنيين لنصرة قبائل «آل عواض» أعلن محافظ ذمار المعين من الحكومة الشرعية علي محمد القوسي الدعم الكامل للقبائل في ردمان، داعياً رجال قبيلته في ذمار إلى «إسناد المقاومة القبلية لهزيمة الحوثيين واستعادة الدولة».

 


وكان الحوثيون اتخذوا، الأربعاء، قرار الحرب على المديرية بعد نحو 6 أسابيع من التوتر المتبادل مع القبائل على خلفية قيام الميليشيات بتصفية امرأة تدعى جهاد الأصبحي في مديرية الطفة داخل منزلها.

وتطمح الجماعة المدعومة إيرانياً إلى إخضاع مديرية ردمان التي لم تدخلها الحرب وظلت على الحياد خلال السنوات الماضية، في مسعى لتطويق محافظة مأرب من الجهة الجنوبية والتخلص من رجال القبائل؛ وفي مقدمهم الشيخ ياسر العواضي القيادي في حزب «المؤتمر الشعبي (جناح صالح)».

وعلى أثر التصعيد الحوثي، دعا الزعيم القبلي ياسر العواضي مسلحي القبائل في البيضاء ومأرب وشبوة للاحتشاد إلى مديرية ردمان للدفاع عنها، وتشكيل ما وصفها بـ«سرايا محور ردمان» وفق خطة سابقة تم وضعها للدفاع عن المديرية.

وقال العواضي في سلسلة تغريدات على «تويتر»: «بعد مرور شهر ونصف من قضية العار وقتل الشهيدة جهاد ورفض تسليم الجناة للعدالة وما هو معروض حالياً من الوساطة؛ فإني أدعو كل أبناء البيضاء ومأرب وشبوة وكل القبائل التي تواصلت إيجابياً إلى الاجتماع حال وصولها هذا البلاغ خلال اليوم بردمان».

واستنفر العواضي رجال قبائل «آل عواض» كافة، بشكل عاجل لـ«تشكيل سرايا محور ردمان الدفاعية وفق الخطة السابقة» بحسب تعبيره، وقال: «يعلم الله ما نسعى إلا للسلام وحقن الدماء بكرامة وشرف»، مشيراً إلى استهداف الحوثيين مديرية ردمان بقذائف صاروخية في ظل وجود دور للوساطة ومشايخ البيضاء.

وبثت الجماعة من جهتها بياناً نقلته النسخة التابعة لها من وكالة «سبأ» اتهمت فيه العواضي بأنه «يقوم بممارسة أعمال تخريبية وعدوانية بالهجوم على تلال عدة في المديرية في تصرف أرعن وأحمق» - على حد زعمها - بالتنسيق مع دول دعم الشرعية.

واستقدمت الميليشيات في وقت سابق تعزيزات ضخمة تضم عربات عسكرية ومدرعات إلى المناطق المحاذية لـ«آل عواض» في مديرية السوادية المجاورة لمديرية آل ردمان، خصوصاً في مناطق «آل الطاهري ووادي ابن مسعد وجبحان الحماطة».

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص