ضمن مساعي الحوثيين لتعويض الخسائر الأخيرة في جبهات القتال، اتهم سكان وموظفون حكوميون الانقلابيين بشن حملة تجنيد في محافظتي إب وتعز وأريافهما، في الوقت الذي كثفت فيه الجماعة المدعومة إيرانياً من نشر صور ومراسم كثير من القتلى خلال الأسابيع الأخيرة، بمقتل المئات من عناصرها في مختلف جبهات القتال خلال المعارك، التي تخوضها قوات الجيش اليمني المسنودة بتحالف دعم الشرعية.
وزرعت المساعي الميليشياوية «هلعاً لدى السكان» في إب وتعز، وفق مصادر في المحافظتين ذكرت أن الجماعة في صنعاء ونتيجة لخسارتها أعداداً كبيرة من مقاتليها وقادتها «ألزمت قبل أيام المحافظين اللذين عينتهما بصفة غير قانونية على إب وتعز (وهما محافظتان ذواتا كثافة سكانية عالية) بسرعة البدء بتنفيذ خطة النزول الميداني التي أرسلتها لهم، والخاصة بالتحشيد والتعبئة الجديدة لرفد الجبهات لتشمل المدن والقرى والعزل الريفية في المحافظتين».
وقالت المصادر إن ميليشيات صنعاء طلبت من المحافظين الموالين لها، وهما المدعو عبد الواحد صلاح المعين من قبلها محافظاً لـمحافظة إب، وسليم مغلس المعين محافظاً لتعز، ضرورة البدء بحشد ما لا يقل عن 500 مقاتل من كل محافظة بصورة عاجلة لا تتعدى الأسبوعين، إلى جانب تنفيذ ما يتبقى من الخطة المطروحة عليهم والمتعلقة بتشكيل فرق ولجان تحشيد ونزول ميداني لجميع المدن والأرياف لاستقطاب مقاتلين جدد لصفوف الجماعة.
وفي السياق ذاته تحدث مواطنون عن شروع المحافظين في ثاني يوم من تلقي التوجيهات، بعقد لقاءات ضمت المشرفين العامين والاجتماعيين والأمنيين في المحافظات والمديريات ومعظمهم من صعدة وعمران، وشخصيات اجتماعية ومديري مديريات والأمن الموالين للجماعة، لمناقشة طريق وكيفية البدء بتنفيذ الخطط والمساعي الحوثية التي تستهدف مواطني وسكان تعز وإب وتجبرهم على ترك مناطقهم وأسرهم والانخراط بميادين القتال.
وطبقاً لموظفين حكوميين «استبعدت الميليشيات في صنعاء مسؤولين محليين، بما فيهم أمناء عموم المجالس المحلية في المحافظتين ومديرياتها، رغم تماهي كثير منهم مع المشروع الحوثي التدميري، واكتفائها بإيكال المهام للمحافظين ومشرفيها وخصوصا المحسوبين عليها سلالياً».
وطبقاً لما نشرته وسائل إعلام حوثية، فقد ناقش لقاءان منفصلان للميليشيات في إب وتعز قبل يومين برئاسة المحافظين خطط النزول الميداني الخاص بالتحشيد والتعبئة، في المديريات. وتناول اللقاءان إبلاغ الجميع بتوجيهات الجماعة بسرعة التحشيد وآلية تجميع المقاتلين والأعداد المطلوبة من كل مديرية. وتطرقت الميليشيات بلقاءاتها إلى «آلية تعزيز جهود التحشيد والتعبئة لرفد الجبهات بالمال والرجال».
وتأتي حملات التعبئة والتجنيد الحوثية الجديدة في كل من إب وتعز، في وقت لا تزال فيه المحافظتان تعانيان من اختلالات أمنية كبيرة وانعدام كامل للخدمات الصحية والأساسية وارتفاع في معدلات الجريمة بما فيها جرائم القتل والنهب والسرقة، وكذا التفشي السريع لعدد من الأمراض والأوبئة، على رأسها فيروس (كورونا المستجد)».
وأشار تربويون وسكان محليون إلى بدء الميليشيات وعبر نشاطها الصيفي الطائفي، باستهداف طلاب الصفوف من الرابع وحتى الثامن على مستوى ريف إب، وبعض المناطق الخاضعة لسيطرتها في تعز، بهدف إعداد مجاميع طلابية مشبعة بالفكر الحوثي الظلامي وتحويلهم إلى مقاتلين بصفوفها.
وتتركز استهدافات الجماعة في الوقت الحالي، طبقاً للتربويين والسكان المحليين في إب وتعز، على طلبة الصفوف الابتدائية والمتوسطة في الأرياف التي تدعي قيادات في الجماعة أن برامجها ودروسها التدميرية التي تُبث يومياً، وبشكل مكثف، عبر قنواتها وإذاعاتها، لا تصل إلى قراهم ومنازلهم.
وأكدت المصادر أن «الميليشيات حددت آليات للتلقين والتعليم الصيفي الموجَّه على مستوى المدينة والريف؛ حيث حددت في المدن إذاعات وقنوات لبث الدروس، واستحدثت بمقابل ذلك معسكرات صيفية لغسل عقول صغار السن في الريف».
ومع استمرار تكتُّم الميليشيات، المسنودة من إيران، وعدم إفصاحها عن العدد الحقيقي لحالات الإصابة بـ«كورونا» بمناطق سيطرتها، وانشغالها في استقطاب المزيد من المقاتلين وتحويلهم إلى محارق الموت في جبهاتها، لا تزال عدد من المناطق في تعز وإب تسجل يومياً المئات من الإصابات والوفيات جراء الإصابة بهذه الجائحة.
وكشفت تقارير محلية وأخرى طبية في إب، عن وفاة العشرات في عدد من مديريات إب خلال الأيام الماضية، جراء إصابتهم بفيروس «كورونا المستجد».
وبحسب التقارير، فقد توزعت الحالات في مديريات حبيش والمخادر، والمشنة والظهار وحزم العدين، وأخرى بمديرية ريف إب.