توفي مساء الاثنين الشيخ محمد صالح خضر السعيدي الكلدي عن عمر ناهز (133) عاماً، وهو أحد أقدم المعمرين على مستوى الجزيرة والخليج العربي، حيث عاصر العديد من الأحداث المهمة، منها الحرب العالمية الأولى والثانية وحملة علي سعيد القائد التركي باشا 1918م إلى لحج وشهد جائحة (مرض الشجري) الذي اجتاح منطقة يافع وبقية المناطق في نهاية الثلاثينات من القرن الماضي الذي جاء على معظم أقربائه.
كما يعد شاهد عيان ممن عاصروا خط سير القوافل التجارية القادمة من جبال شبوة عبر يافع إلى مدينة عدن لتسويق الملح الصخري بالذات.
كما يعد أول من شهد طلوع أول ضابط سياسي كبير إلى القارة مقر السلطنة العفيفية الليفتنانت الكولونيل M. C ليك عام 1925م الذي أحضر معه عبر وادي حطاط أول مدفع إلى يافع الحيد.
كما عمل في فرق شق قنوات مشروع دلتا أبين الذي نفذه الانجليز في بداية الأربعينات من القرن الماضي.
وقد تزوج الشيخ الكلدي في حياته ثلاثة مرات آخرهن من الحرة هندة بنت علي عاطف العبيدي، وقد أنجبت له أربعة من الذكور وسبعا من الإناث أكبر أبنائه هو العميد ركن خريج الكلية العسكرية عدن الخضر محمد صالح مدير الشؤون الإدارية في اللواء 25 مشاة ثم مأمور مديرية يافع سرار الأسبق.
وكان الشيخ الراحل رجلا معاصرا قويا تحدى الصعاب ولا يعرف اليأس، عشق الأرض وزرعها بحب وعناية حتى عد من (الرعية) وهم الفئة الميسورة بمفاهيم زمنهم ممن يقتنون الحبوب والسلب والجاه ويمتازون بالحذق وذوي الشأن.