عاودت الميليشيات الحوثية من جديد استهداف الأطفال في صنعاء العاصمة ومدن أخرى تحت سيطرتها، من خلال جرائم وانتهاكات متنوّعة، على رأسها الاختطاف والسجن وإخضاعهم لدورات طائفية والتجنيد القسري للقتال.
وأحصى أحدث تقرير حقوقي قيام الجماعة الانقلابية بتجنيد أكثر من 7 آلاف طفل، معظمهم دون سن الخامسة عشرة، من أمانة العاصمة، ومحافظة صنعاء، وصعدة، وذمار، وعمران.
واستعرضت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات (تحالف يضم عدداً من منظمات المجتمع المدني) في تقريرها، أرقامَ مَن جندتهم الجماعة من الأطفال ومصيرهم بعد تجنيدهم القسري في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرتها.
واعتبرت أن المدن سابقة الذكر إلى جانب محافظة حجة تمثل المخزون البشري الأكثر انخداعاً بالمشروع الحوثي الطائفي، مشيرة إلى أن نحو 64 في المائة، من الأطفال، ما زالوا يقاتلون في صفوف الحوثي، فيما تمكّن أولياء أمور أطفال من إعادة 418 إلى منازلهم.
ووصل عدد القتلى إلى 1260، ما نسبته 18 في المائة، وأصيب 253، بينما وقع في الأسر 371. في حين لا يزال مصير 264 من الأطفال الذين غرر بهم الحوثي للقتال مجهولاً، وفقاً للتقرير.
وتصدرت محافظة عمران - بحسب التقرير - أعداد المغرّر بهم من الأطفال بنحو 1822 طفلاً، في حين رفدت قبائل ما سُمي بطوق محافظة صنعاء الميليشيات بنحو 1628، وجاءت ذمار ثالثاً بواقع 1540 طفلاً، تلتها صعدة، معقل الجماعة بـ1102، وأخيراً أمانة العاصمة بنحو 1017 من إجمالي عدد الأطفال الذين استدرجتهم الميليشيات من المحافظات الخمس للقتال في جبهاتها.
وعن مصير الأطفال الذين استدرجتهم الجماعة للقتال بصفوفها في صنعاء العاصمة أفاد التقرير بأنهم توزعوا ما بين 103 أطفال لقوا مصرعهم في جبهات مختلفة، بينما تعرض 38 طفلاً لإصابات متنوعة، و11 طفلاً وقعوا في الأسر بأيدي قوات الجيش الوطني، و78 عادوا إلى أسرهم، و26 مصيرهم لا يزال مجهولاً، في حين لا يزال 761 مستمرين في القتال بصفوف الانقلابيين.
في غضون ذلك، جمعت الميليشيات الحوثية، مطلع أبريل (نيسان) الماضي، الأطفال من أحياء وقرى منطقة الحزم مركز محافظة الجوف، عقب اجتياحها وإخضاعهم لدورات لغسل أدمغتهم، قبيل الزج بهم إلى الجبهات، بحسب مصادر محلية.
كما أقدمت الجماعة على تكرار الأسلوب ذاته بحق أطفال مديرية ردمان في البيضاء حيث أجبرت عدداً مِن صغار السن هناك على حضور الدورات الطائفية والعسكرية. وفق مصادر قبلية تحدثت لـ«الشرق الأوسط».
ودعت المصادر المنظمات المحلية والإقليمية والدولية المعنية بحقوق الطفل والإنسان إلى توثيق هذه الجرائم التي ترتكبها الجماعة بحق أطفال ردمان وأطفال اليمن بشكل عام، والقيام بواجبها في حمايتهم من تلك الانتهاكات.
يشار إلى أن الجماعة أصدرت هذا الأسبوع حكما غير قانوني عبر محكمة تابعة لها في صنعاء قضى بحبس الطفل المختطف في سجونها جميل قمعي(16 عاما) مدة عشر سنوات بعد أن لفقت له تهمة التخابر مع تحالف دعم الشرعية، إضافة إلى إبقائه 3 سنوات تحت الرقابة بعد انتهاء فترة حبسه.
وأفادت المصادر بأن الجماعة، عقب اجتياح المديرية وعبر مشرفيها، جمعت الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و15 سنة لإخضاعهم للدورات، في إطار سعيها المتواصل لاستهداف وتجنيد صغار السن.
وكان تقرير صادر عن وزارة حقوق الإنسان اليمنية رصد بوقت سابق ما يزيد على 90 ألف انتهاك ارتُكب من قبل الجماعة بحق المدنيين اليمنيين بمن فيهم الأطفال والنساء خلال الفترة من سبتمبر (أيلول) 2014، إلى يناير (كانون الثاني) 2020.
وتوزّعت بعض من تلك الجرائم، بحسب التقرير، ما بين القتل والإصابة، حيث قتل 16579 حالة بينهم 3498 طفلاً، و1232 امرأة. وأُصيب أكثر من 34519 حالة، بينهم 5748 طفلاً و4979 امرأة.