يحتمى كل مبدع بتراث بلده فى محاولة للنهل منه، كون هذا التراث معين لا ينضب وأداة قوية لجذب المتلقى لإبداعه، فالتراث ذاكرة الشعوب ، ومن هذا المنطلق وثقت الفنانة التشكيلية اليمنية أنفال المغلس لتراث بلدها بعدة أشكال عبر مشروعها الفني على مدى عدة سنوات بتجارب متباينة جاء آخرها تحت عنوان " بطة يمني ".
حول مشروعها التراث ى تحدثت أنفال لـ"بوابة الأهرام" وقالت: "قمت بالمشاركة فى عدة فعاليات فنية سعيت من خلالها لإبراز الهوية التراثية لليمن، أذكر منها المشاركة بمعرض مصري جماعي تحت عنوان (قافلة الفن التشكيلي اليمني) الثاني في عام ٢٠١٩ حيث شاركت بعمل فني عبارة عن جرافيك مطبوع على توال عن مشروعي الفني الجديد ( بطة يمني ) ويعني ذلك :(كوتشينة أو ورق لعب يمني) ولكن باللهجة اليمنية نسميها (بطة)."
وتشرح المغلس ماهية مشروعها الفني قائلة: "ألقي من خلاله الضوء على الأزياء الشعبية اليمنية لجميع مناطق اليمن وبالطبع لعبة بطة واحدة لا تكفي لأن اليمن دولة غنية بتنوع الأزياء التراث ية".
وتواصل المغلس: "الهدف كما ذكرت سابقاً التعريف ب التراث اليمني في الأزياء وفي الثقافة واللهجة اليمنية حيث تم تسمية أوراق اللعب كالآتي (شائب، غلام، سارق، بنت)، وأيضاً لتجميع المناطق الشمالية والجنوبية في عمل فني و لعبة واحدة لأن الوقت حالياً متأزم في اليمن، خاصة مع انتشار أخبار عن رغبة جنوب اليمن في الإنفصال".
وتؤكد الفنانة أنها حاليًا تعكف على استكمال المشروع الفني ( بطة يمني )، خاصة أنه قد يبدو مشروع سهل من حيث الشكل لكن مضمونه قوي جداً، كما أنها تخطط لطباعته كلعبة وتوزيعه في الدول العربية والغربية أيضاً، بالإضافة إلى أنها تستكمل الجزء الثاني من المشروع والذي تلقي فيه الضوء على تاريخ اليمن القديم وآثار اليمن.
وتشير التشكيلية إلى تسمية أوراق اللعب بخط المُسند وهو الخط اليمني القديم، وذلك لإلقاء الضوء علي تاريخ اليمن وحضارة سبأ العظيمة وممالك اليمن القديم. وأضافت أنفال أنها تقوم أيضاً بالعمل على مشروع كتاب أطفال يتضمن رسوم أطفال عن الحيوانات بأكثر من لغة (العربية، والإنجليزية، والمُسند، والبرتغالية) حيث ترسم فيه الحيوانات بشكل مميز يحمل تعبيراً عن الهوية اليمنية من خلال إضافة عناصر معمارية زخرفية يمنية.