ردا على مناشدات الحكومة الشرعية في اليمن أعلنت منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم «يونيسكو» حشد الدعم من صندوق التراث للطوارئ لحماية مدن التراث العالمي الثلاث في اليمن (صنعاء القديمة، وشبام حضرموت، وزبيد) من الانهيار جراء السيول الناتجة عن الأمطار الغريزة.
وعبرت المنظمة الأممية عن أسفها الشديد على الخسائر في الأرواح والممتلكات في المراكز التاريخية خلال الأيام القليلة الماضية ونبهت إلى أن الظروف المناخية تهدد بقاء التراث الثقافي الفريد لليمن، والذي يعدّ شهادة على الإبداع البشري.
جاء ذلك في بيان وزعه مكتب المنظمة الأممية وذكر أن اليونيسكو «تعمل على حشد الدعم من صندوق التراث للطوارئ للاستجابة بسرعة وفاعلية للأزمات الناتجة عن النزاعات المسلحة والكوارث وأنها وبالتعاون مع شركائها، تدخلت في حارة القاسمي في مدينة صنعاء القديمة ومدينة زبيد التاريخية لحماية ما يقارب 30 منزلاً من الانهيار».
وفي أعقاب السيول الغزيرة التي حدثت في صنعاء في أبريل (نيسان) الماضي أطلقت المرحلة الثانية من التدخل بدراسات فنية للمناطق السكنية الواقعة بشكل رئيسي على الضفة الغربية من السايلة، والتي ستتبعها أنشطة إعادة التأهيل المقرر إطلاقها بالشراكة مع مشروع الأشغال العامة والهيئة العامة لحماية المدن التاريخية.
المنظمة الأممية عبرت «عن أسفها الشديد للخسائر في الأرواح والممتلكات في عدد من المراكز التاريخية في اليمن، بما في ذلك مواقع التراث العالمي في زبيد وشبام وصنعاء، خاصة في الأيام الأخيرة في أعقاب الظروف الجوية القاسية التي اكتسحت البلاد. إذ عرضت الأضرار الناجمة عن ذلك حياة سكان هذه المراكز التاريخية للخطر، تاركة البعض دون مأوى ملائم، مع تفاقم الوضع المتردي بالفعل بالنسبة لعدد آخر من السكان».
ونبهت اليونيسكو إلى أن الظروف المناخية تهدد «بقاء التراث الثقافي الفريد لليمن، الذي يعدّ شهادة على الإبداع البشري» والقدرة على التكيف مع التضاريس الطبيعية والظروف البيئية المتنوعة في البلاد. وأقرت بالحاجة إلى بذل جهود جماعية لتجنب المزيد من الخسائر وتنفيذ آليات تخفيف المخاطر لضمان أن يتمكن سكان هذه المراكز التاريخية من الاستمرار في العيش والحفاظ على تراثهم كما فعلوا لعدة قرون.
المنظمة المعنية بالثقافة والعلوم وحماية المواقع التاريخية في العالم قالت إنها إلى جانب شركائها الدوليين، «حشدت الموارد والخبرات لحماية التراث الثقافي اليمني من خلال تنفيذ عدد من المشاريع مع التركيز على إعادة التأهيل الحضري للمنازل الخاصة وتعزيز قدرات السلطات المحلية».
وذكرت أن المراكز التاريخية اليمنية في عدن وصنعاء وشبام وزبيد تستفيد من مشروع النقد مقابل العمل الممول من الاتحاد الأوروبي والذي يتم تنفيذه بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية والسلطات المحلية المتخصصة.
وتحمي أنشطة المشروع بشكل فعال المنازل الخاصة والأماكن العامة في المدن الأربع وتخلق فرص دخل لـ4000 شاب من السكان، مع أكثر من 30 موقع عمل مستمر في مدينة صنعاء القديمة وحدها. كما يتكيف المشروع الذي يستغرق ثلاث سنوات باستمرار مع الاحتياجات المتغيرة للمدن المُستهدفة. بحسب ما جاء في البيان.