يقال أنه بئر عميق لا قعر معروف له ، نسجت حوله الأساطير والحكاوي المفجعة، وسط غموض في الحقيقة والتفاصيل، يتداول في المنطقة روايات متباينة عن رجل نزل إليها مربوطا بحبل ولم يعد إلا نصف جثته، وعن امرأة كانت ترعى الأغنام وضعت ابنها الرضيع في مهده على مقربة من البئر فاختفى فجأة.. كلها حكايات وأساطير جعلت من البئر محط أنظار الجميع.
وادي اللعنة، أو كما يسمي بـ"وادي بَرَهُوت" وادٍ يقع في اليمن، بوادي برهوت، تحديدًا في منطقة فيجوت التابعة لمديرية الشحن بمحافظة المهرة شرق اليمن، ويعرف هذا الوادي، أن به بئر قديمة عميقة تسمى بئر برهوت.
ملك الجان
وتعرف هذه البئر، بكثرة الغموض حيث تعددت بها الأقاويل، فقد قيل انها بئر حُفرت بواسطة ملك الجان، كما ذكر إنها مؤذن لحياة أخري بعالم معزول تماما عن سطح الأرض، وذكر أيضًا أنها تتألف من أروح الكفار بالأرض.
لذا، كانت هناك بعض المحاولات الفردية، لاستكشاف هذا البئر، وقد وجد أن جميع المحاولات قد باءت بالفشل، ليبقي سرها غامض، ويبلغ عرض البئر أكثر من مائة متر، بينما يبلغ عمق قعرها حوالي 250 مترا تقريبًا.
ويحكى عنها الكثير من الحكايات والقصص الغير موثقة، وقد ذكر في بعض المراجع الإسلامية العديد من الأحاديث وأقاويل الصحابة عن كنية هذه البئر، فذكر أن فيها أرواح الكفار والمنافقين.
أرواح الكفار
فعلي سبيل المثال، رُوِيَ عن علي بن أبي طالب، قوله: بهذا الشأن أن: "أبغض البقاع إلى الله تعالى، وادي برهوت بحضرموت، فيه بئر ماؤها أسود منتن، يأوي إليه أرواح الكفار ".
ولقد ذكرها الإمام الشافعي، في مذهبه في إشارة لها، ضمن مجموعة من أبغض البقاع بكوكب الأرض، حيث قال: إنَّ الماء المكروه ثمان أنواع: "المشمس، وشديد الحرارة، وشديد البرودة، وماء ديار ثمود إلا بئر الناقة، وماء ديار قوم لوط، وماء بئر برهوت، وماء أرض بابل، وماء بئر ذروان ". بحسب بعض المراجع.
وذكر في القصص التي تروي عن هذا البئر ما ذكره الرجل الأصمعي عن رجل من سكان حضرموت، "حضرمي"، أنه قال: "إنا نجد من ناحية برهوت رائحة منتنة فظيعة جدًا، فيأتينا الخبر، أن عظيمًا من عظماء الكفّار قد مات.
خرافات بئر برهو ت
من الخرافات التي تحكى وتروى عن هذه البئر، حيث سمع من بعض القاطنين لهذه المنطقة أن هذه البئر حفرها ملوك الجن من أجل أن تكون سجون لهم يضعون فيها من يخالفهم أو يعصيهم واستدلوا على صحة هذه الخرافة بالظلمة الحالكة في قاع البئر أحياناً في النهار والغازات والأبخرة التي تتصاعد أحياناً من قاع هذه البئر.
أما الخرافة الثانية فتقول أن أحد ملوك الدولة الحميرية القديمة استعان بالجن في حفر هذه البئر من اجل إخفاء كنوزه وعندما مات هذا الملك استوطن أتباعه من الجن هذه البئر ولهذا السبب أطلق عليها «برهوت» حيث وأن اسم برهوت في اللغة الحميرية القديمة معناه أرض الجن أو مدينة الجن.
ويبقى سر هذه الألغاز والأحاجي الغامضة التي تدور حول هذا البئر، من أكبر ما ذكر عبر التاريخ، منذ أن خلق حتى يومنا الحالي، لم يستطع أحد معرفة ما يحتويه.
* المصدر؛ مصر بالعربية