*تقرير الرصد والبحث الميداني : تردي أوضاع خدمات الصحة والبيئة والنظافة بسبب غياب الدور الحكومي والسلطات المحلية.
*المشاركون/ات: نحيي جهود مركز اليمن والتقرير المقدم لورشة العمل.
*مركز اليمن: نحن نعمل من اجل حماية حقوق الانسان والدفاع عنها. بمشاركة المجتمع واسهامنا في حل المشكلات الخدمية جزء من واجباتنا هذه.
في ضوء التقرير المقدم للورشة والذي تم اعداده في ضوء نتائج فريق الرصد والبحث الميداني في مختلف مديريات محافظة عدن والذي استوعب ما قدمته الفئات المستهدفة بالبحث الميداني حول رؤاهم المتعلقة بالمشكلات المتعلقة بالخدمات العامة التي يواجهها المواطنون في مديرياتهم .
وكان التقرير الذي استعرضت ملخص له الأستاذة تقية عبد الواحد ( ميسر الورشة ) قد تضمنت محاوره على التالي :
أولاً : قطاع الصحة العامة والمستشفيات والمجمعات الصحية
تناول التقرير " المشكلات التي تعاني منها المستشفيات الحكومية والخاصة والمجمعات والمراكز الصحية وانعكاس ذلك في تدني الخدمات الصحية وسوء الإدارات وغياب الرقابة والاشراف والمحاسبة .
حدد التقرير تفاصيل هذا التردي واسبابه كما تناول التقرير مشكلات خدمات الطوارئ والاسعافات الأولية ودور الطب الوقائي ( طب المجتمع ) وحدد تفاصيل وأسباب هذه المشكلات .
كما تناول التقرير ابرز التحديات التي تواجه قطاع الصحة والمستشفيات والمجمعات والمراكز الصحية وابرزها غياب دور الحكومة في التخطيط وعدم القدرة على القيام بالتنمية المتوازنة وغياب رؤيتها لمواجهة التحديات التي تواجه الخدمات الصحية وكذا غياب توفير التأمين الصحي للعاملين مع غياب الرؤية الحكومية لإصلاح أوضاع الصحة والطوارئ .
وقد تضمن التقرير تفاصيل هذه التحديات واسبابها ومسبباتها كما تناول التقرير ايضاً تدني فعالية واسهام السلطات المحلية في معالجة التحديات التي واجهت وتواجه المستشفيات الحكومية والتي تراجع دورها في تقديم خدمات تلبي احتياجات المواطنين إضافة إلى تناول التقرير أسباب تفشي الأوبئة والحميات وغياب المواجه لها وكذا تهريب الأدوية وما يمكنه ذلك من مخاطر على المواطنين والمرضى بوجه خاص .
حيث نوه التقرير ايضاً الى أن الوضع الأمني المضطرب وتدخل الجماعات المسلحة لشؤون السلطات المحلية وحماية بعض المتنفذين في الجانب الصحي أضعف دور السلطات المحلية إضافة الى تفشي الفساد الإداري والمالي لدى كثير من المسؤولين في السلطة المحلية ووجود مصالح لبعضهم في المستشفيات والمراكز الصحية ، إضافة إلى أثر تردي الأوضاع الإدارية والمالية والفنية افقدها القدرة على القيام بدورها في حماية المجتمع من الأمراض والأوبئة والحميات مما تسبب في ارتفاع ارقام الوفيات بين النساء والأطفال والشباب غير كبار السن .
كما تناول التقرير غياب الضغط القانوني والرقابة والتفتيش لعمل المستشفيات والعيادات والمختبرات الخاصة والتعامل التجاري ( المبالغ فيه ) في صحة المواطنين .
كما تناول التقرير تدني المشاركة المجتمعية في مناصرة ودعم الخدمات الصحية وتناول عدد من المقترحات التي تتيح لإسهام منظمات المجتمع المدني في تحسين الخدمات الصحية .
ثانياً : قطاع النظافة والبيئة
حدد التقرير أبرز المشكلات التي يعاني منها قطاع النظافة والبيئة وأسباب تراكم القمامات في الشوارع وأمام منازل المواطنين والخدمات ومخاطرها على الصحة والبيئة العامة .
ونقل التقرير ما عبر عنه المستهدفون في البحث والرصد الميداني ( عينات مجتمعية ) في أسباب هذه المشكلات محددين أبرزها في قلة عدد سيارات جمع القمامات والمعدات بسبب تعرضها للنهب وعدم تمكين صندوق النظافة .
كما اشارات افراد العينة وجود مشكلات تتعلق بضعف اهتمام السلطات المحلية بقطاع النظافة
( تم استعراض تفاصيلها في التقرير ) .
كما تناول التقرير المشكلات المتعلقة بمعاناة الشواطئ ومواقع التنوع البيئي وأحواض الملح من التلوث وكذا زحف البناء العشوائي عليها .
وتناول التقرير ايضاً ضعف دور وسائل الإعلام والمؤسسات التربوية في التوعية بأهمية النظافة والحفاظ على البيئة .
ونوه التقرير الى ارتفاع المخاطر من التعدي على المحميات الطبيعية والبساتين والأشجار والطيور النادرة .
وتناول التقرير أبرز التحديات التي تواجه قطاعي النظافة والبيئة وأبرزها غياب التخطيط الاستراتيجي لاعتماد وتنفيذ مشاريع في قطاعي النظافة والبيئة وأهمية إيجاد تنمية متوازنة مع
النمو السكاني، كما تناول التقرير تدني فعاليات ومساهمات السلطات المحلية في معالجة التحديات التي تواجه قطاع النظافة والبيئة وغياب الإجراءات القانونية لحماية موارد صندوق النظافة.
وقد خرج التقرير باستعراض عدد من التوصيات والمقترحات لمعالجة المشكلات والتحديات التي تواجه قطاع الصحة العامة وقطاعي النظافة والبيئة.
وبعد أن استكملت الأستاذة تقية استعراض التقرير فتحت باب المناقشات والمداخلات، فقدم الاستشاري في امراض الوبائيات الدكتور صالح الدوبحي مداخله عن أوضاع الخدمات الصحية في عدن وأوضاع الوبائيات ومخاطر انتشارها في ضوء غياب التخطيط وكفاءات الأداء الصحي الحكومي في مواجهة التحديات التي تواجه تردي الخدمات الصحية في عدن وأشار الدكتور صالح الدوبحي وقال:
واجهنا في الفترة الماضية ضجة كبيرة حول (كوفيد 19) لكننا حتى الآن نفتقد إلى معلومات حولها في عدن وحول الرعاية الصحية أوضح الدكتور صالح إلى انها غير موجودة وليست هناك خطط وبرامج تطعيم وانما هناك حملات موسمية لا يتم تدوين الاسم والعنوان ولا توجد سجلات مثبته لدى الصحة بعدن بشأنها.
وأضاف القول: أن معظم الذين يديرون المرافق الصحية هم بعيدون عن الواقع وليسوا متخصصين (متخصص تشريح يفني في مجال المناعة)..
وحول كوفيد قال الدكتور صالح: كنا نتمنى أن يتم وضع استمارات رصد لحالات الكوفيد 19 التي برزت في عدن لكن طلبنا هذا رفض من الجهة الحكومية.
وقال: هناك فساد وفشل في إدارة ازمة منوهاً أن معظم الوفيات التي أعلن عنها في (صيرة) مثلاً بعد السيول لم تكن بسبب الكوفيد 19 وانما كانت بسبب امراض وبائية أخرى.
وقال هناك وفيات تتحمل مسؤولياتها وزارة الصحة.
فيما تناول الأستاذ نبيل غانم نائب مدير صندوق النظافة في عدن الأوضاع التي يعيشها صندوق النظافة والمشكلات والصعوبات التي يعيشها الصندوق حيث أوضح: أن الصندوق واجه صعوبات كبيره منذ 2009 حيث كان الصندوق يمتلك عدد (اكثر من 240 مركبة) والآن لا يمتلك الصندوق سوى ( 70 مركبة ).
واذا اخذنا بالاعتبار التوسع العمراني والسكاني في عدن مع توقف العديد من مصادر الإيرادات والموارد التي حددها القانون لصالح صندوق النظافة فأن المشكلات بالطبع ستكون كبيرة وستعيق عمل الصندوق ومهامه وواجباته وأهدافه الإنسانية..
وأشار إلى أن الصندوق حالياً يعتمد على دعم منظمات دوليه وبالذات الصندوق الإنمائي التابع للأمم المتحدة (UNDP)..
واكد الأستاذ نبيل غانم على أهمية حل مشكلة ايرادات الصندوق المتوقفة ( ايرادات النفط والكهرباء والأسواق ولوحات الإعلانات التي توقفت بسبب الاستيلاء عليها) بما يمكن الصندوق من شراء آليات حديثة تتوافق و احتياجات جودة النظافة، مع أهمية إعادة النظر في الأوعية الداعمة لموارد الصندوق وتمكينه من العمل بجودة عالية، ومواجهة المشكلات
التي تعيق عمل الصندوق بالشكل المطلوب منه.
وكان الأستاذ محمد قاسم نعمان رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الانسان قد افتتح اعمال الورشة مرحباً بالمشاركات والمشاركين شاكراً لهم مشاركتهم في مناقشة التقرير الثاني الذي يقدمه المركز حول (مشكلات الخدمات العامة واسبابها وأبرز تحدياتها في عدن).
منوهاً أن هذا التقرير سيقف امام قطاعات هامة من حياة المواطنين وهي (الخدمات الصحية والنظافة والبيئة..).
و خص بالشكر مدير صندوق النظافة لحرصه على المشاركة وابعاث الأستاذ نبيل غانم نائب مدير الصندوق نتيجة لانشغاله في عمل طارئ.
ونوه الأستاذ نعمان إلى أن تنفيذ هذا المشروع المتعلق بمشكلات الخدمات العامة التي تواجه المواطنين يعبر عن حرص مركز اليمن الاهتمام بالقضايا والمشكلات التي تتعلق بحياة الناس ومعاناتهم والتي تتجسد فيها حقوق المواطنين الإنسانية المحددة في القانون الدولي لحقوق الانسان (الحقوق الاقتصادية والاجتماعية) بوجه خاص.
ونوه إلى أن مركز اليمن سبق أن قدم اسهاماته في معالجة المشكلات التي تواجه المجتمع في عدن مباشرة بعد تعيين الشهيد جعفر محمد سعد (محافظ عدن الأسبق) والذي رحب وحيا المركز على هذا الاسهام.. كما قدم نفس التقرير الذي اعد في ضوء لقاءات لقيادات مجتمعية في عدن وقدم للأخ عيدروس مباشرة بعد تعيينه محافظا لعدن وها نحن اليوم نواصل اسهاماتنا بتقديم اسهاماتنا بتسليط الضوء على أبرز مشكلات المجتمعات المحلية في عدن وبالذات في مجال الخدمات العامة (الكهرباء/ المياه/ الصرف الصحي/ البيئة/ الصحة العامة/ النظافة/ الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين).
وبذلك نحن نؤكد على حرص منظمتنا (مركز اليمن لدراسات حقوق الانسان) في الاسهام في حل مشكلات المجتمع ومواجهة التحديات عبر البرامج والأنشطة والاهداف التي يعمل عليها في التوعية والمناصرة ومواجهة التحديات والمخاطر عبر الأنشطة المجتمعية لما هو حال المشروع الذي ننفذه اليوم.. ويتضمن العمل الميداني والبحث والرصد وتحديد المشكلات والمعالجات والمناصرة والتوعية واعداد البحوث والدراسات في هذه القضايا والمجالات.
مشيراً إلى أن حرصنا مشاركة المسؤولين في السلطات المحلية وفي المؤسسات والهيئات المحلية والحكومية انما هو تعبير عن دور منظمات المجتمع المدني، وتعبير عن أهمية وجود شراكة مجتمعية واسعة لحماية حقوق الانسان وفي إنجاح التنمية وفي مواجهة التحديات والصعوبات ومختلف صور انتهاكات حقوق الانسان.
وقد شارك في مناقشة التقرير بتقديم الأفكار والملاحظات والمقترحات كل من:
- د. صالح الدوبحي
- د. عبير شائف
- ا. فالنتينا عبد الكريم
- د. عادل باعشن
- د. وهبي محمد
- سلوى بن بريك
حيث أشاد المشاركون بالجهود التي يبذلها المركز في اهتمامه بقضايا هموم ومشكلات المواطنين وحقوقهم الإنسانية والذي يمثل هذا المشروع واحد من هذه الجهود التي تستحق من الجميع كل التقدير.
وأكدوا على أهمية التقرير المقدم والتوصيات التي خرج بها التقرير والتي تعكس مشاركة المجتمع في طرح همومهم ومشاكلهم واستعدادهم المشاركة في وضع الحلول والمعالجات من خلال مقترحاتهم وافكارهم وآرائهم والتي يمكن اغنائها وتطويرها من خلال اللقاءات بالمسؤولين عن هذه القطاعات وبما يوصل إلى تقرير شامل ومتكامل حول مختلف مشكلات الخدمات العامة التي يواجهها ويعاني منها المواطنين في عدن وبقية المحافظات.
واكد المشاركون/ات على أهمية استيعاب معيار الإدارة الكفؤة والجيدة مع رقابة ومحاسبة وانه بذلك يمكن أن تتحقق نجاحات في المهام والاهداف المراد تحقيقها ومن اجل تعزيز دور منظمات المجتمع المدني من الاسهام في حل المشكلات التي تواجه المجتمع قدم مقترح بأن يكون هناك منسق للعمل مع منظمات المجتمع المدني في مختلف الإدارة المحلية والحكومية لتجسد شراكة معها تسهم في حل المشكلات والتحديات وتحسين العمل.
وقد أكد المشاركون/ات على عديد من الأخطاء والسلبيات في مجال الصحة العامة والنظافة مضاف إلى ما ورد في التقرير كانت أبرزها:
أن تردي أوضاع المستشفيات والمستوصفات والمجمعات الصحية الحكومية أبرز أسبابها ضعف الإدارة.
وتسأل المشاركون/ات : لماذا لا يتم الاستعانة بتخصصات (الإدارة الصحية) وهو تخصص علمي يدرس في كلية العلوم الإدارية؟!!
كما تناولوا اهمال الإصلاح الدوري للأجهزة الطبية الموجودة لدى العديد من هذه المرافق الصحية، وعدم التزام الاخصائيين في مزاولة مهامهم وعملهم في المستشفيات الحكومية مع غياب الاشراف والرقابة والمحاسبة والاخطاء والسلبيات وسوء الإدارة والانفاق.
كما تم تناول أوضاع المستشفيات والمختبرات الخاصة التي لا تخضع لأي اشراف ومراقبة ومحاسبة في أخطاء وقصور خدماتهم الطبية وفي اسعارهم العالية جداً والتي تعبر عن ابتزاز للمرضى وتسبب حالات وفيات في كثير من المرضى لعدم قدرتهم على تغطية هذه النفقات العالية.
كما تناول المشاركون/ات أوضاع النظافة والبيئة فأكد المشاركون على وجود كثير من القصور والسلبيات التي ترافق عمل صندوق النظافة وكذا الجهات المعنية عن البيئة الا انهم أكدوا على أن الكثير من السلبيات والنواقص يعود سببها إلى غياب الدعم الحكومي في توفير متطلبات عمل الصندوق وبالذات الأجهزة وعربات نقل القمامات، والتي سبق للحكومة استعدادها لتوفير هذه المتطلبات الا انها لم تفي بما توعد به.
وأكدوا على أهمية التوعية في مجال أهمية النظافة وحماية البيئة وبالذات في المدارس و ربات البيوت و داخل المجتمع عموماً.
إضافة تعليق