دعا الحزب الاشتراكي اليمني الشرعية والمسئولين المعنيين في الدولة ومؤسساتها والاحزاب والمكونات الى العودة للداخل مؤكدا إن العودة باتت ضرورة حتمية، فالمواجهة ليست فرض كفاية يتحمل الشعب اوزارها ورزاياها وحده، ولكنها صارت فرض عين، ولزاما لا مناص منه.
جاء ذلك في بيان صادر عن أمانته العامة اليوم الثلاثاء بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.
وشدد البيان على ضرورة انهاء الحرب والانقلاب، لافتاً الى أن الشعب صار بحاجه للسلام والاستقرار وكسرة الخبز، وان اي اشكال او أفعال إن لم تدفع نحو بناء الدولة، فهي وسائل دمار وفوضى مهما بلغت تضحياتها.
وأكد البيان إن تنفيذ اتفاق الرياض هو الخطوة الاولى التي ستفضي لاعادة ترتيب خارطة المواجهة وعودة الحياة السياسية وبدء تحولات حقيقية في مواجهة الانقلاب وصناعة السلام وتفعيل مؤسسات الدولة لتحسين وضع الشعب وسبل عيشه الكريم.
وأضاف البيان: أن المعارضات أو العراقيل أمام تنفيذ اتفاق الرياض ليست سوى مواقف دونكيشوتية لن تفلح في تحقيق أهدافها الذاتية، حيث ان الحدث طابعه ومجرياته أكبر من أن توقفه تفاصيل صغيرة او اماني ذاتية لا تدرك عواقب أفعالها مرتدة عليها حتما بكل ما هو وخيم، فممارسات من نوع عرقلة السرعة أو إطالة الطريق والركون على أسلوب المطمطة في هذا السياق من أي طرف كان، ليس أكثر من كشف حال يعبر عن غياب الحس السليم بالواقع.
وتطرق البيان الى ما تمخض من استمرار الحرب والانقلاب من انزلاق البلاد الى حالة من البؤس والمعاناة والفجائع والمآسي، تفاقمت في ظلهما وبصورة غير مسبوقة اوضاع الشعب المعيشية والاقتصادية، واتسعت رقعة الفقر المدقع ، وتفشت ممارسات النهب والبسط والإثراء، وانتهاك حقوق الانسان، وتجريف اشكال ومعاني الدولة، وتغول ممارسات القمع والقتل والاختطافات والاخفاء القسري، سواء في مناطق سيطرة الحوثيين او المناطق المحررة، وانعدام الخدمات الاساسية خاصة في العاصمة عدن وما جاورها، وانكفاء المسئولين المعنيين عن واجبهم بعدم القيام بصرف رواتب المدنيين وحل مشكلة العسكريين الذين يعتصمون للشهر الثالث امام بوابة مقر التحالف العربي في البريقأ مطالبين برواتبهم، وكذا عدم اتخاذ اي اجراءات بشأن حقوق المعلمين، في الوقت الذي تهدر الملايين والمقدرات في غير مكانها ، ناهيك عن البؤس الذي يعيشه النازحين، في منعطف بلغ درجة من السوء والتعقيد، كحالة قاتمة باتت تتسيد المشهد ودون ان تلوح في الافق أي بارقة أمل.
وفيما يلي نص البيان
بيان صادر عن الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني بذكرى اكتوبر المجيد .
يطل من بين الركام موكب اكتوبر المجيد هادرا وقشيبا بذكراه السابعة والخمسين ليعيد التذكير بلحظته التاريخية الفاصلة بين زمنين ، ويدرأ عن طريقه مثالب البائسين التي تسعى للانتقاص من عظمته وتسيء الى رموزه وابطاله ومنجزاته ، باعتبارها ردات لا تتسق مع عظمته ومسار التاريخ ، ذلك ان ثورة الرابع عشر من اكتوبر مثلت الفعل الاسطوري المستحيل الذي أطاح بقرن ونيف من الظلم والاضطهاد والاستبداد ، وأضاء دروب العتمة ، وعبر بالشعب الى ضفاف الحرية والاستقلال والدولة ، بعد ان قضى على حقبة مظلمة للاستعمار البغيض ، حين قدحت ثلة من الابطال شرارة الثورة من جبال ردفان الشماء ، في تلاحم ثوري بقيادة التنظيم السياسي للجبهة القومية ، ونيل الاستقلال الوطني بعد اربع سنوات من الكفاح والتضحيات .
لقد قامت الدولة لأول مرة في الجنوب كمنجز تأريخي لثورة اكتوبر على انقاض 23 سلطنة ومشيخة وامارة ، دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي رغم كل التحديات والمؤامرات أستطاعت ان تقدم تجربة فريدة في بناء الانسان كادرا ووعيا وثقافة ، ووفرت خدمات مجانية التعليم والصحة والاسكان ، وسجلت أرقام قياسية في مجال محو الأمية ، ووصلت خدماتها الى جبال ووهاد وسواحل ومدن وقرى الجنوب ، وعبرت عن مصالح الفئات الاجتماعية لليمنيين كافة من العمال والفلاحين والمهمشين ومحدودي الدخل ، الذين فتحت امام ابناءهم ابواب المدارس والجامعات والمهن وفرص العمل ، في الطب والقضاء والهندسة والمحاماة والسلك العسكري والامني والاداري والدبلوماسي وقيادة العمل الحزبي ، واحترام مكانة المرأة ومنحها كامل حقوقها ، وسن قانون الاسرة الذي حفظ مبدأ التكامل الأسري وحماية حق الطفولة ، وعزز لدى المجتمع احترام وتقدير دور المرأة بوصفها نصف المجتمع ، تجسيدا لدولة المؤسسات والنظام والقانون والعدالة ، ويفخر الحزب الاشتراكي اليمني انه كان الاداة الثورية لثورة الرابع عشر من اكتوبر في إدارة دولتها الوطنية وتحقيق أهدافها وتشييد منجزاتها وحماية مكتسباتها .
لقد غيرت ثورة اكتوبر مجرى التاريخ في بلادنا ، وسطرت بدماء ابطالها سفرا جديدا من تلك الاسفار الخالدة التي يجب التمعن بقراءتها والعودة اليها كلما ادلهمت الدروب وساد الافق الضباب ، كونها لا تزال تحتفظ بقيمتها الكاملة كثورة انتصرت للكرامة والانسان والحرية ، ولا يزال طريق المستقبل الواعد معقودا على تجسيد اهدافها ، ولا تزال معركة استعادة الدولة بكل مضامينها وثيقة الارتباط بالقيم الكفاحية النبيلة التي حملتها ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة .
يأتي احتفائنا بذكرى الثورة في ظل استمرار الحرب والانقلاب اللذان تمخض عنهما انزلاق البلاد الى حالة من البؤس والمعاناة والفجائع والمآسي ، تفاقمت في ظلهما وبصورة غير مسبوقة اوضاع الشعب المعيشية والاقتصادية ، واتسعت رقعة الفقر المدقع ، وتفشت ممارسات النهب والبسط والإثراء ، وانتهاك حقوق الانسان ، وتجريف اشكال ومعاني الدولة ، وتغول ممارسات القمع والقتل والاختطافات والاخفاء القسري ، سواء في مناطق سيطرة الحوثيين او المناطق المحررة ، وانعدام الخدمات الاساسية خاصة في العاصمة عدن وما جاورها ، وانكفاء المسئولين المعنيين عن واجبهم بعدم القيام بصرف رواتب المدنيين وحل مشكلة العسكريين الذين يعتصمون للشهر الثالث امام بوابة مقر التحالف العربي في البريقأ مطالبين برواتبهم ، وكذا عدم اتخاذ اي اجراءات بشأن حقوق المعلمين ، في الوقت الذي تهدر الملايين والمقدرات في غير مكانها ، ناهيك عن البؤس الذي يعيشه النازحين ، في منعطف بلغ درجة من السوء والتعقيد ، كحالة قاتمة باتت تتسيد المشهد ودون ان تلوح في الافق أي بارقة أمل ، وهو الأمر الذي يستدعي بإلحاح إنهاء الحرب والانقلاب ، فالشعب صار بحاجه للسلام والاستقرار وكسرة الخبز ، وان اي اشكال او أفعال إن لم تدفع نحو بناء الدولة ، فهي وسائل دمار وفوضى مهما بلغت تضحياتها ، ولذلك فإن العودة الى الداخل باتت ضرورة حتمية ، فالمواجهة ليست فرض كفاية يتحمل الشعب اوزارها ورزاياها وحده ، ولكنها صارت فرض عين ، وأضحى عودة الشرعية والمسئولين المعنيين في الدولة ومؤسساتها والاحزاب والمكونات لزاما لا مناص منه ، وان تنفيذ اتفاق الرياض هو الخطوة الاولى التي ستفضي لاعادة ترتيب خارطة المواجهة وعودة الحياة السياسية وبدء تحولات حقيقية في مواجهة الانقلاب وصناعة السلام وتفعيل مؤسسات الدولة لتحسين وضع الشعب وسبل عيشه الكريم ، وأن المعارضات أو العراقيل أمام تنفيذ اتفاق الرياض ليست سوى مواقف دونكيشوتية لن تفلح في تحقيق أهدافها الذاتية ، حيث ان الحدث طابعه ومجرياته أكبر من أن توقفه تفاصيل صغيرة او اماني ذاتية لاتدرك عواقب أفعالها مرتدة عليها حتما بكل ماهو وخيم ، فممارسات من نوع عرقلة السرعة أو إطالة الطريق والركون على أسلوب المطمطة في هذا السياق من أي طرف كان ، ليس أكثر من كشف حاليعبر عن غياب الحس السليم بالواقع.
التحية لمناضلي الثورة، وصادق التهاني لشعبنا العظيم الصابر، وسيظل اكتوبر ثورة متجددة ومستمرة، ولن يهال عليه التراب او يرمى في غياهب الجب كما يحلم المشبعين بالاحقاد وعقد النقص، سيدوم وضاء كقناديل المدن، اخضر كالحقول المثقلة بسنابل الخير والعطاء، متجددا كتجدد الفصول التي لا تشيخ.
الخلود للشهداء والعزة لليمن
صادر عن :
الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني
13 اكتوبر 2020