كشفت صحيفة إماراتية الكترونية عن تصاعد حدة الصراعات داخل أروقة حكومة الانقلاب الحوثي، غير المعترف بها دوليا، في صنعاء، وذلك إثر خلافات بينية تضرب المليشيات.
وقالت بوابة العين الإخبارية الصادرة عن مؤسسة بوابة العين للإعلام والدراسات، ان عملية اغتيال وزير الشباب والرياضة في حكومة الانقلاب الشكلية، حسن محمد زيد، مثّلت مسلسل آخر من حرب خفية بين الأجنحة الحوثية السلالية القادمة من المعقل الأم بمحافظة صعدة، مع الجناح الذي يقطن العاصمة صنعاء منذ عقود.
وقُتل "زيد"، صباح الثلاثاء، في عملية تصفية نفذها مسلحون كانوا على متن دراجة نارية، في حي "حدة" وسط العاصمة صنعاء، التي تشهد سطوة أمنية غير مسبوقة للانقلابيين واستنفار للمليشيات بهدف تأمين فعاليات "المولد النبوي".
وكان القيادي الحوثي" زيد"، المولود في صنعاء 1954، من أبرز الشخصيات الحوثية في الواجهة السياسية، كما يقع في المرتبة 14 بقائمة تحالف دعم الشرعية في اليمن من المطلوبين من القيادات الحوثية، حيث تم ترصد مكافأة تقدر بـ10 ملايين دولار مقابل معلومات تساهم في القبض عليه أو تحديد مكان تواجده.
وقالت مصادر يمنية، لـ"العين الإخبارية"، حول تصفية القيادي حسن زيد، إن جناح صعدة المتشدد في الدوائر الضيقة المقربة من زعيم المليشيا، عبدالملك الحوثي، والساعي لإزاحة المرجعيات السياسية القديمة وتهيئة المشهد أمام جيل جديد، يقف وراء اغتيال" زيد".
كما تعد بداية تنفيذ إيران لحرب اغتيالات بإشراف مبعوثها حسين إيرلو، حاكم صنعاء الفعلي، لدعم نفوذ قيادات معينة داخل الأسرة الحوثية تدين بالولاء المطلق لطهران وتعزيز هيمنتها في السلطة على حساب الأسر المتوكلية السياسية والتي كان يواليها حسن زيد إلى حد التطرف.
سجل أسود
ويصف الكثير من السياسين اليمنيين حسن زيد بأنه العقل المدبر لمليشيات الحوثي في اختراق مختلف التكوينات السياسية مستغلا عضويته كمؤسس لتكتل أحزاب اللقاء المشترك اليمني، الذي جمع أحزاب المعارضة في مواجهة المؤتمر الشعبي العام، حزب النظام الحاكم للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
كما ساهم القيادي الحوثي "زيد"، في تأسيس حزب الحق، ليكون بمثابة رافعة سياسية لجماعة الحوثي الإرهابية، وكان يشغل منصب أمينه العام، والرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك في الوقت الحالي,
وعين "زيد" وزيرا للدولة في الحكومة اليمنية قبل الانقلاب، وذلك قبيل مشاركته في هدم المنظومة السياسية الشرعية ككل في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، وتعينه وزيرا للشباب والرياضة في حكومة الانقلاب الغير معترف بها، حتى اغتياله.
وطيلة 6 سنوات من عمر الانقلاب، سجل زيد حياة حافلة بالتحريض والتطرف وقتل الخصوم، فمن التحريض لقتل الصحفيين وتحويلهم دروع بشرية في مخازن السلاح إلى التحريض على قتل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وكان حسن زيد، من أبرز القيادات الحوثية التي حرضت على قتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأهدر دمه وقال إن "مصدر الخطر في الثعبان رأسه".
ولم يكتف حسن زيد بهذا القدر من التحريض الذي تسبب بقتل صحفيين وقتل الرئيس اليمني السابق، حتى عمل من منصبه كوزير للشباب والرياضة في حكومة الانقلاب للزج بعشرات الرياضيين لمحارق الموت.
كما دعا لتجنيد الطلاب وإغلاق المدارس عاما كاملا، وإرسال الطلبة لرفد جبهات القتال لمليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
صراع السلطة والمال
يعمق اغتيال حسن زيد فجوة الصراع بين الأجنحة الحوثية والتي ظهرت العديد منها تحمل مسؤولية الواقعة الاستخبارات العسكرية التي يتزعمها القيادي الحوثي أبو علي الحاكم.
وتتنافس قيادات مليشيا الحوثي لشغل أدوار شكلية في وزارة الشباب والرياضة في محاولة استغلال السلطة والاستئثار بأعلى قدر من ميزانية الدولة من أجل الإثراء.
والأسبوع الماضي، كشف القيادي الحوثي، سليمان عويدين الغولي عن صراع مرير بين أجنحة "الفساد" في حكومة الانقلاب وتستخدم القوة والنفوذ للتخلص من المنافسين.
وقال الغولي في خطاب استقالة من منصب وكيل الشباب والرياضة، إنه خضع على مدى 3 أشهر لتحقيقات متواصلة في الأمن الوقائي(المخابرات الحوثية) ضمن وشايات وخلافات توسعت بين الأجنحة الأمنية للمليشيات الحوثية الانقلابية.
واتهم الغولي على حسابه "تويتر" القيادي الحوثي، حمود شرف الدين، مالك اذاعة سام إف إم التابعة للمليشيا، بالوقوف وراء عملية اعتقاله وسجنه في سجون جهاز الأمن والمخابرات، فيما وصف حكومة الانقلابيين بالظالمة والفاسدة وهندسة نهب مرتبات موظفي الدولة.
ولم تشفع للقيادي الغولي دماء قبيلته التي قدمت أكثر من 300 عنصرا في محرقة الدفاع عن الانقلاب، بينهم 2 أشقائه في حروب وجبهات الانقلابيين في مشهد يكشف مدى التناحر العميق بين الأجنحة الحوثية حول المال والسلطة والتي كان حسن زيد آخر فصولها