* تهمة زوج الفقيدة “ختام” تتعلق بمزاعم انتسابه للمقاومة الشعبية والقوات المسلحة التابعة للحكومة الشرعية
* مسلحون حوثيون ملثمون فرضوا حصاراً على الحي الذي يقع فيه منزل الضحية من أجل ترهيب الشهود
*التقرير الطبي الأولي أظهر أن رقبة الضحية متورمة بصورة مميتة وأولياء الدم طالبوا بتشريح الجثة.
*رئيس مجلس النواب سلطان البركاني: جريمة قتل العشاري لن تكون آخر جرح تدمي به المليشيات الحوثية كرامة اليمن وكبريائه.
*رئيس الوزراء: الجريمة بشعة ولا يمكن لنا كيمنيين أن نجد السلام بغير مقاومة هذه الجماعة المجرمة وهزيمتها.
بعد يومين على وفاة ابنتها ختام، أكدت عائلة العشاري أن قضيتها “جنائية صرفة، وأن الجناة معروفون بأسمائهم وصفاتهم”، رافضة “جر القضية إلى أي اصطفافات أو تجاذبات لا تعني الضحايا في شيء”، وفق ما جاء في بيان للعائلة عقب لقاء قبلي تضامني عام في مدينة إب، السبت. حسب “يمن فيوتشر”.
وأعربت العائلة عن أسفها الشديد لما حصل من مخالفة للقانون “بتنفيذ مداهمات أمنية ليلية نتج عنها فقدان الأم لحياتها، وإصابات صحية ونفسية كبيرة للأطفال”.
كما أعرب رجال قبائل “عن أسفهم لما حصل من اعتداء سافر من جهات يفترض أنها تحمي الناس، وأعلنوا تضامنهم مع أسرة المجني عليها حتى تحقيق العدالة والانتصار للضحايا”، حسبما نقل عن اللقاء الذي شكل لجنة من المحامين لمتابعة القضية أمام السلطات القضائية.
وتقول العائلة، إن ختام (28 عاماً) توفيت، الخميس، متأثرة باعتداءات الحملة الأمنية التي داهمت منزلها في حارة العرض بمديرية العدين، غربي محافظة إب الخاضعة لسلطة الحوثيين، وسط البلاد.
وما يزال مصير محمد العشاري، زوج ختام، مجهولاً حتى الآن، بينما يخيم حزن عميق على أطفالهما الأربعة الذين شهدوا واقعة الاقتحام المروعة، الاثنين الماضي.
وأوردت “يمن فيوتشر” أسماء الأطفال الأربعة المفزوعين، وهم معتز، 12 عاماً، وبدر 9سنوات، وهاجر سنتان ونصف، ونبيل ثلاثة أشهر.
وكانت عائلة ختام العشاري، قد قالت مساء الجمعة، أن ابنتها الضحية أمضت ثلاثة أيام منذ الاعتداء عليها من قبل مسلحين حوثيين، يتبعون إدارة أمن مديرية العدين، في محافظة إب، قبل أن تفارق الحياة، صباح الخميس الماضي.
وأفادت، في تصريح لشبكة “يمن فيوتشر”، أن تهمة زوج الفقيدة “ختام” تتعلق بمزاعم انتسابه للمقاومة الشعبية والقوات المسلحة التابعة للحكومة الشرعية، وأن اقتحام المليشيا لمنزله، لم يكن هو أول عملية اقتحام لمنزل العائلة.
وأوضح أحمد العشاري، شقيق الضحية ختام علي عبد الكريم العشاري، (29 عاماً)، أن لجنة تحقيق نزلت في وقت متأخر من مساء أمس الأول، وأخذت أقوال الجيران، (الشهود في واقعة الاقتحام والاعتداء) الذين سبق أن أدلوا بشهاداتهم حول الواقعة المروعة التي أشعلت الرأي العام.
وأبدى العشاري، استغرابه من إجراء تحقيقات في هذا التوقيت من الليل، معتبراً ذلك محاولة “لإرهاب الشهود، واستجوابهم”. حد تعبيره.
وأضاف: “حسب توقعي هو محاولة للتهديد وتغيير الشهادات”.
وذكرت معلومات، أن حادثة الاعتداء من قبل إدارة أمن العدين تمت يوم الاثنين الماضي، وأن التقرير الطبي يظهر أن رقبة ختام متورمة بصورة مميتة، حيث تضاعفت حالتها الصحية خلال ثلاثة أيام متتالية، حتى توفيت فجر الخميس الماضي.
وفرض مسلحون حوثيون طوقاً على الحي الذي يقع فيه منزل ختام العشاري، مساء الجمعة وصباح أمس السبت.
وقالت مصادر محلية، إن العشرات من المسلحين الملثمين انتشروا في الساعات الأولى من صباح أمس، وبدأوا سلسلة من الترهيب والتحقيق مع الجيران والشهود بالجريمة.
وتسود مخاوف لدى السكان وأهالي الضحية، من محاولات المليشيا طمس الجريمة، التي كشفت للرأي العام المحلي والدولي حجم الإجرام الممارس بحق اليمنيين من قبل الحوثيين.
ومساء اليوم السبت، علمت “الشارع” من مصادر محلية، أن أولياء دم الضحية طالبوا بتشريح الجثة وعرضها على الطبيب الشرعي لكشف أسباب الوفاة.
وأثارت الجريمة غضباً واسعاً في البلاد، شعبياً ورسمياً، وتحولت إلى قضية رأي عام، وسط سخط شعبي كبير.
رئيس مجلس النواب، سلطان البركاني، قال، إن جريمة قتل العشاري “لن تكون آخر جرح تدمي به المليشيا الحوثية كرامة اليمن وكبريائه”.
وأضاف، في تغريدة له على حسابه الرسمي في “تويتر”: “لقد استباحت هذه العصابة الإجرامية كل مقدس لدى شعبنا، وانتهكت كل المحرمات التي تشكل الوجدان الأخلاقي لليمنيين من المرأة إلى حرمة البيوت وحرمة الطفولة، ولم تُبقِ على شيء للرهان على السلام والتعايش معها”.
أما رئيس الحكومة، معين عبد الملك، فوصف جريمة قتل الحوثيين للعشاري أمام أطفالها بـ “البشعة”، وقال إنها “تعبر بوضوح عن حقيقة هذه المليشيا العنصرية التي استباحت دماء اليمنيين الأبرياء، وفجرت بيوتهم، واعتدت على حرماتهم وأعراضهم”.
وأضاف: “لا يمكن لنا كيمنيين بغير مقاومة هذه الجماعة المجرمة وهزيمتها، أن نجد السلام وأن نحفظ الكرامة”.
مسؤول أمني حوثي في وزارة الداخلية التابعة للحوثيين، قال، إن التحقيقات الأولية بشأن قضية مداهمة منزل زوج ختام العشاري، كشفت “أن إدارة شرطة مديرية العدين خالفت قانون الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات، ومنها عدم حصولها على إذن تفتيش من النيابة”.
وأفاد المسؤول الحوثي، عن صدور توجيه “بتوقيف مدير شرطة العدين مع أفراد الحملة الأمنية، حتى يتم استكمال التحقيقات بشكل نهائي، والتصرف وفق نتائجه، بناءً على ما يقره الشرع والقانون”. حد تعبيره.
وأضاف: “أن التحقيقات لا زالت جارية حول وفاة الأخت ختام علي العشاري، وفي انتظار تقرير الطبيب الشرعي الذي سيحدد أسباب الوفاة”.
وغرّد القيادي الحوثي محمد علي الحوثي، رئيس ما تسمى باللجنة الثورية الحوثية، في حسابه على “تويتر”، بالقول: إنه “بخصوص قضية العشاري تم تشكيل لجنة، وحاضرين لما يلزم قبل التقرير (تقرير الطب الشرعي) أو بعده”.
ولم يورد الحوثي أي تفاصيل عن ماهية اللجنة التي تم تشكيلها، وما هي مهامها، مشيراً إلى أن جماعته “لها علاقة كبيرة بالكثير من أبناء ومشائخ العدين”. وهو ما اعتبره مراقبون الدفع باتجاه حل القضية قبلياً بعيداً عن محاكمة الجناة المتورطين بارتكابها.
صحيفة "الشارع" اليمنية