وصل خالد بحاح إلى حضرموت، التقط لنفسه صورة سيلفي رائعة.
بدا وسيما ككل اليمنيين السمر، وأظهرت الكاميرا المستخدمة قدرة فائقة على عزل خلفية الصورة، فالصورة ليس فيها سوى بحاح وما وراءه ليس سوى ألوان ﻻ يظهر من معالمها شيئ.
أهﻼ بك يابحاح بين أهلك في الساحل والوادي، وفوق كل ذرة تراب من اﻷرض التي تنتمي إليها.
أما بعد، فأرجو ان تمر مرة أخرى على مطار الريان.
نعم مطار الريان الذي وصلت بسﻼمة الله اليه على طائرة خاصة ولم تسمح لك وعثاء السفر بالتحقق من كآبة المنظر، فالمطار المغلق في وجوه اليمنيين وطائراتهم العامة لم يعد مطارا في الواقع إﻻ لبضع لحظات، تلك اللحظات التي تكفيك للهبوط وتكفي سائق طائرتك لﻼقﻼع.
أما بقية اليمنيين ممن اعتجنت أجسادهم بتراب اﻷرض المباركة فليس لهم في مطار الريان مطار، ليس لهم في مطار الريان سوى بضع حاويات تستخدم من قبل ضابط إماراتي كسجن مرعب، سجن يعتبر مرحلة من مراحل الموت، والخروج منه معجزة.
أرجوك ياخالد بحاح، أنت رجل طيب، وتحب اليمنيين وتشعر باﻻم البسطاء والمظلومين إن لم يكن في كل مكان في العالم ففي اليمن فقط، وإن لم تتسع مشاعرك لكل اليمنيين فيكفي أن تشعر باﻻم إخوانك الحضارم.
أرجوك ياخالد بحاح، أنت رجل طيب، يحبك الكثير من أهل حضرموت ويسجلون على صورك في فيسبوك الكثير من الﻼيكات.
وفي الوقت نفسه يحبك حكام اﻹمارات ويثقون بك، وانت أهل لهذه الثقة، ولكن تحتاج إلى بعض اللفتات اﻹنسانية لتكتمل دورة المحبة.
أرجوك، بعد ان أخذت قسطا من الراحة، وتناولت اللحم اللذيذ بالقدر الذي يسمح به طبيب التغذية ، عد فورا إلى مطار الريان، أطلب طائرتك الخاصة، وبينما تصل الطائرة، تجول برفقة أبو أحمد وهو الضابط اﻻماراتي الذي حدثتك عنه قبل قليل، خذه في جولة بين الحاويات، افتح أبوابها وتعرف على السجناء المنسيين في الداخل، امسح دموعهم، وضمد جراحهم، خذهم إلى المستشفى لتلقي العﻼج، وانتقل إلى السجن السري تحت المطار، فيه أيضا سجناء بعضهم مخفي قسرا، خذهم برفقتك، اسألهم عن رفاقهم، وحين تعرف أن هناك سجناء اخرين موجودون في قاعدة عسكرية إماراتية في ارتيريا ستكون طائرتك الخاصة قد وصلت، اسمح للطيار أن ياخذ قسطا من الراحة ثم انطلق إلى ارتيريا، تناول هناك طعام العشاء في منتجع بحري، برفقة مواطنيك السجناء هناك، أعدهم إلى المكﻼ، ثم انطلق إلى دبي، تلك المدينة الرائعة.
ﻻ تعد إلى جناحك الخاص في فندق فاخر، يالها من عودة مملة ومكررة، عد إلى قاعدة عسكرية، سيساعدك أبو أحمد في تحديدها، هنالك سجناء ﻻ ينامون الليل، ولن يكون مزعجا أن تزورهم ليﻼ، فزيارتك بﻼ شك ستكون اقل وطئا عليهم من الزيارة الليلية التي اعتادوا عليها.
اسألهم عن حالهم .. أطلب لهم عشاء من أي مطعم قريب، اشتر لهم بعض المﻼبس والهدايا من السوق الحرة، وخذ من يحتاج منهم للعﻼج إلى المستشفى.
اقض إلى جوارهم ست أيام من شوال، ثم احملهم بطائرتك الرائعة إلى مطار الريان، اتصل من الجو بالصحفيين ووكاﻻت اﻷنباء ﻻستقبالك إلى هناك، ووجه أمرا بإزالة الكونتيرات من ممر الطائرات وخذ شريطا أحمر ومقص .. وافتتح المطار .
أخرج إلى البوابة الرئيسية، عدل إعدادات الكاميرا بحيث تظهر كل ماخلفك، ضع السجناء المحررين في الخلفية، سيبتسمون دون أن تطلب منهم ذلك، التقط أروع صورة سلفي في حياتك .. نزلها ﻻحقا على صفحتك في الفيسبوك، ستحصد ﻻيكات أكثر من الصور السابقة بكل تأكيد.
ﻻ تسألني بأي صفة أقوم بهذا؟
أقول لك ..
بصفتك خالد بحاح .. خالد بحاح ﻻ أقل وﻻ أكثر.
رسالة الى خالد بحاح
2017/06/27 - الساعة 08:36 مساءاً
إضافة تعليق