استمرار التقدّم العسكري وتحقيق الانتصارات في الجبهات والتعافي الاقتصادي والاداري وتحسّن الأداء الحكومي سيفرضان إيقاع التسوية السياسية القادمة لصالح الوطن ويُمهّدان لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب المليشياوي وسقوط المشروع الإيراني.
بلا شك أن الوطن برغم كل الجراح والآلام بحاجةٍ إلى حلٍّ سياسي سلمي مُستدام منطلق من المرجعيات الثلاث يُؤسِّس للمرحلة القادمة مرحلة يسودها التعايش وفق عقدٍ اجتماعيٍّ جديد قائم على العدالة والمساواة وسيادة القانون لا على عقلية السلالة والطائفة.
التناغم والتزامن في التحرّكات الجادة والإنجاز في المسارات الثلاثة العسكري والسياسي والاقتصادي بلا شك سيؤدي إلى نتائج كبيرة تؤثر إيجاباً على مجريات الأمور على كافة الأصعدة والمستويات محليّا وخارجيا وتعجّل بقرب الخلاص من الانقلاب وتداعيات.
لا خيار أمامنا اليوم كي نتمكن من بناء اليمن الاتحادي الجديد وكي ينعم الجوار والمنطقة بالامن والأمان غير دحر هذا الانقلاب وطيّ صفحته السوداء من تاريخنا ودحر مليشياته التي تُثبت كل يوم انها لا تملك غير مشاريع الموت والدمار.
طالما والمليشيات الانقلابية لم تُكسر شوكتُها فلن ترضخ لصوت السلم ولن تجلس إلى طاولة السلام ولن تستمع لنداءات العقل وطالما لا يحملون غير مشاريع الموت فلا بديل عن التصدّي لهم ولمشاريعهم الانتحارية المدمّرة للوطن والمتسبّبة في معاناة المواطن.
بالتزامن مع الاستمرار في مواجهة مشاريع الموت الحوثية لابد من التأسيس لمشاريع النهضة والحياة في كافة المجالات من تعليم وصحة وبنية تحتيّة واقتصادية وإعادة الروح للحياة الفكرية والعلميّة والثقافية والفنية في الوطن نحتاج إلى أملٍ جديد في يمنٍ جديد. البقاء لمشاريع الحياة التي لا تقارع مشاريع الموت الحوثية بالسلاح فقط وإنما بالبناء والتنمية المستدامة واكبر مثال على ذلك مشروع مطار_مأرب الذي أعلن عنه البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن .
وفي خضم كل ما يجري اليوم فإنّ بثّ الروح في مؤسسات التعليم والفكر والثقافة والاعلام والفنون بمثابة إشعالٍ لجبهاتٍ مهمة سترفد الجبهة العسكرية وتعززها للتصدي للانقلاب ومشروعه الظلامي التجهيلي وحشد كل المجتمع اليمني خلف مشروع استعادة وبناء الدولة.