أظهر تقرير دولي حديث بأن غالبية الحالات المصابة بمرض الحصبة والحصبة الألمانية في اليمن تتركز في المحافظات الشمالية الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وقالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، في أحدث تقرير لها: "تشهد اليمن ارتفاعاً كبيراً في حالات الحصبة والحصبة الألمانية، 60% من الحالات المشتبه بها في المحافظات الشمالية الواقعة ضمن سيطرة جماعة الحوثيين".
وأوضح التقرير، الذي يتناول الوضع الإنساني في اليمن، أن حملة الرفض التي تقودها الجماعة للتطعيم بمبرر أنها "غير مأمونة"، أسهمت بشكل كبير في انتشار الحصبة وغيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، إذ لا يزال أخذ اللقاحات يقتصر على بعض المراكز الصحية الثابتة، ويمنع الحوثيون تنفيذ حملة تطعيم شاملة "من منزل إلى منزل" في مناطق سيطرتهم.
وبحسب ما جاء في تقرير الوكالة الأمريكية، فإن أحدث إحصائية لمنظمة الصحة العالمية (WHO) تتحدث عن حوالي 40,130 حالة اشتباه بالحصبة والحصبة الألمانية في جميع أنحاء اليمن خلال الفترة من 1 يناير وحتى 26 سبتمبر 2023، مع 362 حالة وفاة مرتبطة بالمرض.
وأشار التقرير إلى أن حالات الإصابة بمرض الحصبة خلال التسعة الأشهر الأولى من العام 2023، تمثل أكثر من ضعف عدد الحالات المسجلة خلال الفترة نفسها من العام 2022، كما ارتفعت معدلات الإبلاغ الأسبوعية هذا العام بنسبة 260% فوق نفس المستويات في العام الماضي.
ونقلت الوكالة، في تقريرها عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) قولها: "لم يتلق أكثر من 80% من الأطفال الذين يعانون من حالات الحصبة المشتبه بهم في عام 2023 جرعة من اللقاح، مما يظهر الارتفاع الكبير للإصابة بالمرض، خاصة بين الأطفال".
وأرجع التقرير سبب ارتفاع حالات الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، إلى "الضعف الشديد في نظام الرعاية الصحية جراء تسع سنوات من الصراع، واستمرار التدهور الاقتصادي والقيود المفروضة من قبل أطراف النزاع، كل هذه العوامل عملت على الحد من وصول السكان المستضعفين إلى المساعدات الإنسانية، بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية، مما دفع الأسر إلى اعتماد آليات مواجهة سلبية وزيادة التعرض للأمراض التي يمكن الوقاية منها".