بعد إعلان اختفائه.. الحوثي يعيد جثة طفل من محارق الموت

عد أسبوع من إعلان أهله عن اختفائه، والبحث عن طفلهم المفقود، ورصد مكافأة مالية لمن يعثر عليه، جاء به الحوثيون جثة هامدة من إحدى جبهات قتالهم ضد الشعب اليمني، في جريمة جديدة ضد الطفولة.

وكشف مركز حقوقي، أنه حصل على معلومات من مقربين من أسرة الطفل عبد العزيز الذرحاني 15 عاما، تؤكد مقتله بعد 10 أيام من اختفائه بينما كان الحوثيون ينكرون علمهم بمكان وجوده، ما اضطر أهله لنشر إعلان يحمل صورته وبذل مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه ظنا منهم أنه تعرض للاختطاف.

وقال المركز الأميركي للعدالة (ACJ)، في بيان، إن والد الطفل "فوجئ بتواصل قيادات حوثية تعزيه بمقتل طفله، كما نشر الحوثيون صورا له باعتباره شهيدا وأطلقوا عليه كنية أبو علي".

وعبر المركز عن شعوره بالأسى الشديد لمقتل الطفل اليمني الذرحاني، بعد استدراجه وتجنيده من قبل ميليشيا الحوثي التي تخوض حربا على عدة جبهات في اليمن ضد الحكومة الشرعية منذ سبتمبر 2014.

وذكر أن المعلومات التي حصل عليها تفيد بأن الطفل الذرحاني، الذي ينتمي إلى مديرية جبن محافظة الضالع (جنوبي اليمن)، تعرض للاستقطاب أثناء مجالس القات التي كان الحوثيون ينظمونها في المسجد، وشوهد في يوم اختفائه يخرج من منزل أسرته بينما كان ينتظره 3 مسلحين يتبعون ميليشيا الحوثي.

وأكد المركز الأميركي للعدالة أن قصة الطفل عبدالعزيز الذرحاني هي نموذج لآلاف الضحايا من الأطفال الذين يجندهم الحوثيون ويزجون بهم في الصفوف الأولى للمعارك، التي لا ينجون منها نظرا لحداثة أعمارهم ونقص تجاربهم وضعف قواهم البدنية.

كما أكد أن تجنيد الأطفال جريمة لا يجوز السكوت عنها.

وأوضح رئيس المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، نبيل فاضل، أنه تم اختطاف الطفل الذرحاني والزج به في جبهات القتال ومحارق الموت دون مقدمات ولا مبالاة بحياته ولا علم أهله الذين ظلوا يبحثون عنه أسبوعين ليأتوا لهم به جثة هامدة.

وقال فاضل في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك"، إن "اختطاف الأطفال بهذا الشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، وقبل أن تكون جريمة حرب جريمة ضد الإنسانية".

وأضاف: "أسرة الطفل تحمل مشرف الحوثيين في جبن أبو حسين الشغدري المسؤولية عن اختطاف الطفل".

وتتعمد الميليشيا الحوثية، استقطاب وتجنيد الأطفال دون الخامسة عشرة، وتقوم بإدخالهم في دورات طائفية مكثفة لغسل وتعبئة أدمغتهم بأفكارها المتطرفة والتأثير عليهم، حتى تتمكن من التغرير بهم ليدينوا بالولاء لقيادتها والعمل لصالحها، ثم تقوم بالزج بهم في جبهات القتال في صفوفها في معارك عبثية تنفيذاً لأجندتها وأهدافها.

وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، دان استمرار ميليشيا الحوثي في استمرارها لتجنيد الأطفال واستغلالهم وقوداً لمعاركها العبثية من خلال الزج بهم في جبهات القتال بعد تعبئتهم بالأفكار الطائفية والإرهابية المستوردة من إيران.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش ومنظمات حماية الطفولة بالتحرك الفوري والحازم لوقف استغلال الميليشيا الحوثية للأطفال في الأعمال الحربية والقتالية بالإغراء والإكراه، والذي تسبب في مقتل وإصابة الآلاف بإعاقات نفسية وجسدية.

وتتهم الحكومة الشرعية، ميليشيا الحوثي بتجنيد 30 ألف طفل، فيما تؤكد تقارير حقوقية محلية ودولية ارتكاب ميليشيا الحوثي "جرائم حرب" بحق الطفولة في اليمن في تحدٍّ صارخ لكل القوانين والمواثيق المحلية والدولية التي تجرم تجنيد الأطفال والزج بهم في الصراعات والحروب.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص