البردوني حاضراً متجدداً في منصة الفكر بماليزيا

 أقام الملتقى الثقافي اليمني في ماليزيا ندوة فكرية أدبية بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لرحيل الشاعر اليمني الكبير الأستاذ عبدالله البردوني، الذي آب إلى رحاب الله في الثلاثين من أغسطس من العام 1999م.

وفي مستهل الندوة، أثنى سعادة السفير اليمني لدى ماليزيا الدكتور عادل محمد باحميد في كلمته الافتتاحية على الحراك الثقافي اليمني الذي يقوم به الشباب اليمني في ماليزيا، لاسيما إحياء الندوات الأدبية والفكرية، وبخاصة هذه الندوة التي هي بمثابة وفاء للأيقونة اليمنية الخالدة الأستاذ الشاعر عبدالله البردوني الذي أصبح رمزاً للحرية والانتماء الوطني ليس فقط لليمنيين بل للعرب والانسانية أجمع. وأضاف السفير باحميد أن حروف شعر الراحل البردوني امتزجت بتراب الوطن وبعرق المواطن البسيط فعبرت عنه وعن همومه في لحظة ألمه ولحظة حزنه ولحظة سعادته، بل وعبرت هذه الحروف أيضاً عن المستقبل وهي تخترق الحجب وكأنها بعين بصيرة وهي تُبْصر الآتي.

وخلال الندوة قُدِّمت أربع أوراق بحثية تناولت الشاعر عبدالله البردوني من جوانب مختلفة، لاسيما حضور تفاصيل الشخصية اليمنية في مخرجاته الشعرية والفكرية ، وكذلك سمة التحدي في شعره وتجلّي أدب الحرية في أغلب قصائده ودواوينه، فضلاً عن الانتماء والموقف الوطني الذي جسده البرودني شعراً ونثراً وفكراً سياسياً.

وفي الورقة الأولى المعنونة بـ "الحضور الكثيف للشخصية اليمنية في شعر وفكر البردوني"، تحدث الناقد الأدبي الأستاذ الدكتور عبدالحميد الحسامي عن تجسيد البردوني للشخصية اليمنية في كل دواوينه الشعرية وكتبه الأدبية والفكرية، مضيفاً أن البردوني لم يكتفِ باستحضار الشخصية اليمنية في متون كتبه بل جعلها عناوين لبعض دواوينه كما في ديوانه الأول "لعيني أم بلقيس" وكذلك ديوانه الثاني عشر "رجعة الحكيم ابن زايد"، وهذا الحضور المهيمن في تجسيد الشخصية اليمنية دليل على الارتباط الوثيق للبردوني بموروثه الحضاري والشعبي، على حد وصفه.

من جانبه تحدث الدكتور محمد المحفلي أستاذ الأدب الحديث في ورقته المعنونة بـ "أدب الحرية في شعر البردوني" عن العنفوان الشعري الثوري الذي مثّلهُ الشاعر عبدالله البردوني والتمرد على الواقع بحثاً عن الحرية بمعناها الحقيقي السامي، الحرية التي تحمل معها التغيير الحقيقي تنموياً ومعرفياً. مضيفاً أن البردوني لم يهادن أي حاكم طيلة حياته بل تمرد على واقعه المعيشي ذاته، ولم يستطع أحد تدجينه رغم تعاقب الحكومات والحكام، وهذا ما بدا واضحاً في الكثير من أشعاره، ومن هذا المنطلق لم نجد أي قصائد تثني على الحاكم -أي حاكم- حتى ما قبل ثورة سبتمبر حيث كان البردوني جذوة حرية مشتعلة، ينفخ الثورة في روح الشعب، وهذا ما نجده في ديوانه "طريق الفجر" الذي كتب أهم قصائده في ظل الحكم الكهنوتي البائد قبل ثورة 26 سبتمبر الخالدة.

وفي الورقة الثالثة المعنونة بـ "الوطن .. انتماء بلا شوفينية: قراء في قصيدة لأنك موطني للبردوني" قرأ الشاعر أحمد العرامي القصيدة من وجهة نظره، مشيدا بانتماء البردوني لليمن كل اليمن، وقد بدا ذلك من خلال استحضاره للشخصيات اليمنية ورموزها، فضلاً عن استحضار الأماكن والجبال من حضرموت إلى الحجرية كما في قصيدة "غريبان وكانا هما البلد" وقصيدة "يمني في بلاد الآخرين"، مضيفاً أن البردوني كان يصطنع الرمزية اليمنية ملامحاً وتركيباً، وهذا دليل على عمق الانتماء الوطني الذي مثله البردوني في الكثير من قصائده ودواوينه. 

بدوره تحدث أمين الوائلي في ورقته المعنونة بـ "البردوني .. الموقف الوطني" عن موقف البردوني الوطني وتماهيه مع ذراته وذوده عنه شعراً وفكراً، مضيفاً أن شعر البردوني "يوصف بالرومانسية القومية، ومواضيعه تدور حول الوطنية والوطن: الذات الإنسانية، الإنسان، المعنى، البلاد، الجماهير، الحزن، المجد، النضال، الثورة، الأصالة، الغايات، أو حتى المرأة برمزيتها، وكل ذلك يؤخذ ضمن مجال ومدار اليمن، لأن اليمن لديه هو اليمني واليمني هو مختصر اليمن."

تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة الفكرية الأدبية التي نظمها الملتقى الثقافي اليمني في ماليزيا تأتي ضمن البرنامج الثقافي الذي ينفذه الملتقى تحت عنوان "على بساط الفكر .. قضايا من سبأ".
[3:16 PM, 8/31/2020] Musa Qasem Um: 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص