قطاع الإتصالات والخطوة المهمة

عملية الإستثمار الجديدة في قطاع الإتصالات بشكل يجعلها خاصة بالمناطق المحررة وسحبها أو فصلها عن مناطق سيطرة الحوثي ، تعد خطوة في غاية الأهمية ، وإن كانت جاءت متأخرة ، فإن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي ، وكان يفترض أن تكون هذه الخطوة في السنة الأولى من بداية الحرب. تكمن أهمية هذه الخطوة على المستوى الاقتصادي والأمني.

إيرادياً : تدر مئات المليارات من الريالات لخزينة الدولة بما يرفد الجانب المعيشي والتنموي ، ومعروف كم يجني الحوثي من دخل الإتصالات ، وبسحب البساط عليه أو تقليصه سيجعله يخسر مورداً مالياً مهماً وكبيراً. أمنياً : يساهم في تأمين وتحصين المناطق المحررة وتوطيد إستقرارها ، بما يكشف الإختراقات ويكبح عناصر الإرهاب ، ويقضي على الإخلال بالأمن والإستقرار ، ويحمي السكينة والهدوء ، ويصد الخطر المستهدف للشخصيات والقيادات وعامة المواطنين والمرافق والتجمعات السياسية والإدارية وغيرها.

معروف ما يستفيده الحوثي في هذا الجانب ، من إستخبارات وحصول على معلومات ، ومراقبة للتحركات ، والاستعانة لتحقيق الإختراقات والإغتيالات والحرب النفسية ودعم الإرهاب وتنفيذه واستغلاله لتبادل الخدمات مع المتخادمين معه. بسيطرة الحوثي على الإتصالات ، جعله يعيش داخل غرفة تحكم يراقب جميع المناطق المحررة والتي تحت سيطرته ، ولديه نفوذ وأرباح منها جميعاً. الرافضون والمنزعجون من إستثمارات الشركة الإماراتية الجديدة في مجال الإتصالات ، فهؤلاء في موقف أسدل عنهم الستار بشكل أكثر ليكشف وقوفهم مع الحوثي والدفاع عن مصالحه.

لم نسمع منهم صوتاً يستنكر الإستثمارات العمانية في مجال الإتصالات بمناطق الحوثي ، ولم يقوموا بخطوة جادة لسحب بساط الإتصالات من تحت الحوثي ونقله المناطق المحررة، ونقل التحكم بالصفر الدولي من صنعاء إلى عدن.

انزعاجهم بمبررات واهية ، أحياناً إدعاء رفضهم للإمارات وأحياناً إدعاءات أخرى. بالنسبة للإستثمار فإن الدولة لها الأولوية ، فإن لم تستثمر الدولة فالأشقاء في التحالف لهم الأولوية ، الإمارات والمملكة كلهم أشقاءنا ونحن يهمنا سحب بساط الإتصالات من تحت الحوثي وتقليصه ، ونشكر أشقاءنا في الإمارات على توجههم نحو هذا الجانب.

أتمنى من شركة الإتصالات الجديدة أن تحل محل يمن موبايل ، لأن الأخيرة تعد أكبر رافد للحوثي في مجال الإتصالات ، إذ يبلغ عدد مشتركيها حالياً حوالي أثنا عشر مليون ، أربعة مليون في مناطق سيطرة الحوثي ، وثمانية مليون في المناطق المحررة ما بين أناس ينتمون لهذه المناطق وعمال وجنود من أبناء المناطق التي تحت سيطرة الحوثي.

ثمانية مليون في المناطق المحررة ، لو أفترضنا أن متوسط معدل استهلاك الفرد الواحد مبلغ الف ريال في الأسبوع الواحد ، فإن إجمالي الدخل في الإسبوع سيكون ثمانية مليار ، وفي الشهر أثنان وثلاثون مليار ، وفي السنة ثلاثمائة وأربعة وثمانون مليار ريال. أربعمائة مليار سنوياً كأقل القليل سيخسرها الحوثي وتستفيد منها المناطق المحررة والإستثمار ، أليس هذا مكسب كبير ومنجز يجب أن نشيد به ونقف معه.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص